في خطوة أمنية حازمة للحفاظ على قدسية موسم الحج وسلامة ضيوف الرحمن، أعلنت دوريات الأمن بالعاصمة المقدسة عن القبض على أربعة وافدين من الجنسية الإندونيسية تورطوا في تنفيذ عمليات نصب واحتيال من خلال نشر إعلانات حملات حج وهمية ومضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد شملت الأنشطة الإجرامية التي مارسوها الترويج لسكن ونقل مزيف للحجاج داخل المشاعر المقدسة، إضافة إلى ترويج بطاقات "نسك حاج" مزورة بشكل مخالف للأنظمة المعمول بها.

وتكشفت تفاصيل الواقعة بعد أن تمكّنت الجهات الأمنية المختصة من تتبّع ورصد المحتوى الإلكتروني الذي بثّه المتهمون لاستقطاب ضحاياهم، مستغلين رغبة البعض في أداء المناسك بطرق غير نظامية.

وأسفرت التحريات عن تحديد مواقعهم بدقة وضبطهم داخل أحد المباني بمدينة مكة المكرمة، حيث تبين أنهم قاموا بإيواء 14 مخالفًا لا يحملون تصاريح رسمية لأداء مناسك الحج، في انتهاك واضح وصريح لتعليمات الحج المعتمدة من الجهات الرسمية.

وأكدت دوريات الأمن أنه تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المتهمين الأربعة، وإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وتطبيق العقوبات النظامية الرادعة بحقهم، كما جرى التعامل مع المخالفين الذين تم إيواؤهم وفق الأنظمة، بإحالتهم إلى الجهة المختصة لاتخاذ ما يلزم.

وتأتي هذه العملية في إطار الجهود الأمنية المكثفة التي تبذلها الجهات المعنية في موسم الحج، لضمان التزام الجميع بأنظمة وتعليمات الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتصدي لكل من يسعى لاستغلال الموسم المبارك في ارتكاب أعمال مخالفة تعرض الحجاج للخطر، وتشوه الصورة التنظيمية المشرّفة التي باتت تضرب بها المملكة المثل عالميًا في إدارة الحشود والفعاليات الدينية الكبرى.

وفي هذا السياق، جدّد الأمن العام دعوته إلى المواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام التام بالتعليمات الصادرة بشأن أداء مناسك الحج، وعدم الانسياق خلف الإعلانات الوهمية التي يتم الترويج لها عبر قنوات مشبوهة أو أفراد غير مرخصين، مؤكدًا أن هذه الإعلانات لا تهدف سوى إلى الاحتيال واستغلال حاجات الناس الدينية لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

وتؤكد الجهات الأمنية أن الحملات الأمنية ستستمر خلال موسم الحج، لضمان انسيابية أداء الشعائر، وحماية ضيوف الرحمن من أي محاولات استغلال أو تضليل.

كما شدّدت على أن العقوبات بحق من ينشر حملات وهمية أو يروّج لها ستكون صارمة، وقد تشمل الغرامات المالية الكبيرة، والسجن، والترحيل للوافدين بعد تنفيذ العقوبة، ومنعهم من دخول المملكة مستقبلًا.

الحرص الأمني الذي تبديه المملكة كل عام في إدارة موسم الحج يترجم التزامها الديني والإنساني بخدمة الحجاج، ويوجه رسالة واضحة مفادها أن لا تهاون في أمن الحجيج، ولا مجال للتلاعب بمشاعرهم أو استغلالهم تحت أي ذريعة. فالعدالة ستحاسب كل من تسوّل له نفسه انتهاك حرمة هذا الموسم العظيم.