في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن الوطني، ومواجهة آفة المخدرات التي تُعد من أخطر التحديات التي تهدد أمن المجتمع وسلامة أفراده، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن نجاحها في إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من مادة الإمفيتامين المخدر، بلغت أكثر من 1.5 مليون قرص، كانت مخبأة داخل شحنة طاولات تم إدخالها إلى منطقة الرياض.
وأوضح بيان صادر عن المديرية أن فرق المكافحة، وضمن خططها الاستباقية لرصد ومتابعة أنشطة التهريب والترويج، تمكنت من تعقب الشحنة المشبوهة، والتي تبيّن لاحقًا أنها تحوي نحو مليون وخمسمئة وعشرين ألف (1,520,000) قرص من مادة الإمفيتامين، تم إخفاؤها بإحكام داخل مكونات شحنة طاولات بطريقة احترافية تُشير إلى محاولة متقدمة لتمويه المواد المهربة عن أعين الرقابة.
وأكدت الجهات الأمنية أن عمليات المتابعة والتحقيق أدت إلى تحديد هوية مستقبلي هذه الشحنة داخل المملكة، حيث تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص، من بينهم ثلاثة وافدين يحملون الجنسية السورية، إضافة إلى مواطن سعودي، في منطقتي الرياض والشرقية. ويُشتبه بتورطهم في استلام وترويج هذه المواد المحظورة، حيث جرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال مسوغات التحقيق والمحاكمة.
وتُعد هذه العملية من أبرز الضربات الأمنية النوعية التي تؤكد الجاهزية العالية للأجهزة الأمنية السعودية، وقدرتها على التعامل مع أساليب التهريب المتطورة، في إطار حربها المستمرة ضد تجارة المخدرات التي تسعى إلى استهداف فئة الشباب بشكل خاص، وتدمير البنية الاجتماعية من خلال نشر هذه السموم القاتلة.
وشددت المديرية العامة لمكافحة المخدرات على أن رجال الأمن في مختلف مناطق المملكة يواصلون مهامهم الأمنية بحزم ويقظة عالية، وفق توجيهات القيادة الرشيدة، من أجل التصدي لجميع محاولات إدخال وترويج المخدرات، وملاحقة المتورطين فيها، والقبض على الشبكات الإجرامية التي تقف خلفها سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
وفي هذا السياق، جددت وزارة الداخلية دعوتها إلى المواطنين والمقيمين بضرورة الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب أو ترويج المواد المخدرة، مؤكدة أن تعاون أفراد المجتمع مع الجهات الأمنية يُعد عنصرًا محوريًا في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية أن مثل هذه الشحنات الضخمة من مادة الإمفيتامين تُعد من أخطر أنواع المخدرات الصناعية، لما لها من آثار مدمرة على الصحة الجسدية والنفسية لمتعاطيها، فضلًا عن دورها في تغذية الجريمة والانحراف السلوكي، وهو ما يفسر استهدافها بشكل مباشر من قبل شبكات الجريمة المنظمة.
ويُذكر أن المملكة العربية السعودية تُعد من الدول الرائدة في المنطقة في مجال مكافحة المخدرات، حيث تطبق قوانين صارمة بحق المتورطين في قضايا التهريب أو الترويج أو التعاطي، وتُسخر كافة إمكاناتها البشرية والتقنية من أجل رصد ومكافحة هذه الآفة، وذلك في إطار استراتيجية وطنية شاملة تُنفذ بتكامل بين مختلف الجهات الأمنية والصحية والاجتماعية.
وتُثمن الجهات المختصة وعي المجتمع السعودي، وتؤكد أن جهود المكافحة لن تتوقف، وأن كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن الوطن أو التورط في شبكات الجريمة المنظمة سيواجه العدالة بكل حزم.