أثار الإعلامي الرياضي عبدالله الحنيان جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول الوضع المالي لنادي الهلال، معتبرًا أن النادي لا يوازي التوقعات في ما يتعلق بملاءته المالية، رغم ما يحظى به من دعم مؤسسي كبير، على حد وصفه.
وخلال ظهوره في برنامج "ملاعب" الذي يقدمه الإعلامي فيصل الجفن على إذاعة "العربية FM"، وجّه الحنيان انتقادات صريحة لإدارة الهلال، مشيرًا إلى غياب عنصرين أساسيين في مشهد النادي التنافسي: الدعم المالي الفعلي، والمفاوض القوي.
وفي سياق حديثه، أكد الحنيان أن الهلال من المفترض أن يكون النادي الأعلى ميزانية في المملكة، بل وربما في المنطقة بأسرها، نظرًا لوجود داعم مالي قوي متمثل في العضو الداعم، بالإضافة إلى ارتباط النادي بصندوق الاستثمارات العامة، الجهة التي أعادت صياغة معايير الاستثمار الرياضي في السعودية خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذه المقومات، يعتقد الحنيان أن الهلال لا يظهر بالصورة المالية التي تعكس هذه الإمكانات، مستشهدًا بعروض النادي التي يصفها بـ"الباهتة" عند التفاوض مع اللاعبين أو استقطاب الصفقات الجديدة.
وقال الحنيان بنبرة ناقدة: "العروض المقدمة للاعبين لا تعكس أننا نتحدث عن نادٍ يمتلك صندوقًا سياديًا خلفه، تشعر أن الفريق ما عنده مادة"، في إشارة إلى ما يراه ضعفًا في الحراك المالي مقارنة بالأندية المنافسة، والتي قد لا تملك نفس الداعمين ولكنها، بحسب تعبيره، أكثر جرأة وحسمًا في المفاوضات.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس يعيشه المشهد الرياضي السعودي، حيث تشهد الأندية الكبرى سباقًا محمومًا في سوق الانتقالات الصيفية، في ظل رغبة كل منها في تعزيز صفوفه بلاعبين محليين وأجانب قادرين على صناعة الفارق، خاصة بعد النجاحات اللافتة التي حققتها بعض الأندية في المواسم الأخيرة، مدفوعة باستثمارات كبيرة وتوجهات جديدة في إدارة الرياضة بالمملكة.
ويبدو أن حديث الحنيان يعكس حالة من الإحباط لدى شريحة من جماهير الهلال، الذين يتطلعون إلى أن يكون ناديهم في طليعة الأندية ليس فقط من حيث البطولات والنتائج، بل أيضًا في القوة التفاوضية والإنفاق على التعاقدات.
ويدعم هذا التوجه ما تحقق من إنجازات للنادي خلال السنوات الماضية على الصعيدين المحلي والقاري، ما رفع سقف الطموحات لدى أنصاره.
وبالرغم من عدم صدور رد رسمي من إدارة الهلال حتى الآن على هذه التصريحات، فإنها تفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة عن مدى انسجام الدعم المؤسسي مع الأداء الإداري والمالي على الأرض.
كما تطرح مسألة مدى فاعلية الاستفادة من الموارد المتاحة، خصوصًا أن النادي يعيش في بيئة محفزة للاستثمار والدعم غير المسبوق من الجهات السيادية.
وقد حظيت تصريحات الحنيان بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يوافقه الرأي ويرى أن الهلال بالفعل لا يعكس قدراته المالية، ومن يرى أن ما يحدث هو مجرد تكتيك تفاوضي من قبل الإدارة، وأن النادي يفضل التعاقدات المدروسة بدلاً من الدخول في مزايدات غير محسوبة.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأبرز: هل تعيد إدارة الهلال النظر في استراتيجيتها المالية والتفاوضية استجابة لهذه الانتقادات؟ أم أن للنادي رؤية أخرى لا تزال تنتظر وقتها المناسب لتظهر نتائجها؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف الإجابة، وسط ترقب جمهور "الزعيم" لما ستسفر عنه تحركات النادي في سوق الانتقالات هذا الصيف.