السعودية
وزير الداخلية السعودي يستقبل نظيره السوري في جدة لتعزيز التعاون الأمني
كتب بواسطة: سماح الرائع | الاربعاء، 4 يونيو 2025 , 10:38 صباحاً

في خطوة جديدة تعكس حرص القيادة السعودية على تعزيز أواصر التعاون العربي وترسيخ دعائم الأمن الإقليمي، استقبل وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، اليوم الإثنين، نظيره السوري اللواء أنس خطاب، وزير الداخلية بالجمهورية العربية السورية، وذلك في مقر وزارة الداخلية بمدينة جدة.

ويأتي هذا اللقاء امتدادًا للتوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – تأكيدًا لنهج المملكة الثابت في دعم الأشقاء، وتعزيز جسور التعاون الأمني بين الدول العربية بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشهد اللقاء مناقشات موسعة حول سبل تطوير العلاقات الأمنية بين المملكة وسوريا، من خلال تعزيز مسارات التنسيق وتبادل الخبرات في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة والإرهاب، والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تمس أمن البلدين والمنطقة بشكل عام.

وأكد وزير الداخلية السعودي خلال اللقاء، حرص المملكة على الوقوف إلى جانب سوريا في كل ما يعزز أمنها واستقرارها، مشددًا على أهمية تفعيل القنوات الأمنية بين الجانبين بما يحقق الأهداف المشتركة ويعزز من فعالية الاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، خصوصًا في ظل المتغيرات الأمنية التي يشهدها العالم.

من جانبه، عبّر اللواء أنس خطاب عن تقديره الكبير لقيادة المملكة العربية السعودية، مثمنًا مبادرة اللقاء وما يحمله من دلالات إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية.

وأشاد بالخبرات المتقدمة التي تمتلكها المملكة في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة، مؤكدًا رغبة بلاده في الاستفادة من هذه التجارب الرائدة بما يعزز قدرة الأجهزة الأمنية السورية على التصدي للمخاطر المختلفة.

ويعد هذا اللقاء بين وزيري الداخلية السعودي والسوري مؤشرًا واضحًا على تقدم مسار التقارب السياسي والأمني بين الرياض ودمشق، بعد سنوات من الفتور في العلاقات، وهو ما ينسجم مع الجهود السعودية الدبلوماسية الساعية إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وإعادة بناء الشراكات العربية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

كما تناول الاجتماع عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها التعاون في مكافحة تهريب المخدرات، ومراقبة الحدود، ومحاربة الإرهاب، وتبادل المعلومات الأمنية، إلى جانب مناقشة قضايا اللاجئين والمهجرين، وأهمية التنسيق في ملفات الأمن السيبراني والتقنية الحديثة في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

وأكد الجانبان خلال المحادثات على أهمية استمرار الحوار الأمني وتوسيع مجالات التعاون ليشمل التدريب وتطوير الكوادر، وتبادل الزيارات والخبرات، بما يسهم في رفع كفاءة الأجهزة الأمنية في كلا البلدين وتعزيز قدرتها على حماية المجتمعات.

وتعكس هذه الخطوة توجهًا سعوديًا استراتيجيًا نحو دعم الاستقرار في سوريا، عبر مسارات متعددة تشمل الجوانب السياسية، والاقتصادية، والإنسانية، والأمنية، وهو ما يعكس التزام المملكة بدورها الريادي في دعم قضايا الأمة العربية، والسعي لتقريب وجهات النظر، وتفعيل أطر العمل المشترك.

وبينما تراقب الأوساط السياسية والإعلامية تطور العلاقات بين الرياض ودمشق، يبدو أن ملف التعاون الأمني سيكون أحد الأعمدة الأساسية لهذا التقارب، خاصة مع التحديات المتعاظمة التي تفرض على الدول العربية العمل بروح جماعية لمواجهة الأخطار المحدقة.

اللقاء الذي جرى في جدة اليوم، ليس مجرد اجتماع ثنائي عابر، بل هو لبنة جديدة في مسار طويل من الجهود التي تبذلها القيادة السعودية لصياغة مستقبل عربي أكثر تماسكًا وتعاونًا، بعيدًا عن الاستقطاب والانقسامات، نحو فضاء من الأمن والتنمية والاستقرار المستدام.