ثماني دول ترفع إنتاج النفط
لماذا رفعت 8 دول إنتاج النفط رغم تذبذب الأسعار؟
كتب بواسطة: محمد الخوري |

اتجهت ثماني دول ضمن تحالف "أوبك بلس" إلى اتخاذ خطوة جديدة برفع إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يوميًا بدءًا من أغسطس المقبل، في تحرّك يهدف إلى الاستجابة للمتغيرات الموسمية في السوق النفطية العالمية، وتحديدًا الطلب المتزايد على المنتجات البترولية خلال فصل الصيف. هذه الزيادة تأتي في ظل توافق جماعي بين الدول الأعضاء، ما يعكس حرصًا مشتركًا على تحقيق التوازن بين وفرة الإمدادات والحفاظ على الاستقرار في الأسواق.

والمحلل الاقتصادي الدكتور علي الحازمي أوضح، في مداخلة إذاعية عبر "إذاعة الإخبارية"، أن هذا القرار يعكس إدراكًا جماعيًا لأهمية التكيّف مع الاحتياجات الموسمية للطاقة، مشيرًا إلى أن هناك تركيزًا أكبر في المرحلة الحالية على حماية الحصة السوقية لدول أوبك، حتى وإن تطلّب الأمر مرونة في التعامل مع الأسعار التي تمر بمرحلة من التذبذب وعدم الاستقرار.

وأضاف الحازمي أن التحالف شهد خلال الفترات الماضية قرارات بخفض الإنتاج، سواء بشكل طوعي أو بتوافق جماعي، إلا أن الخطوة الأخيرة تحمل دلالات اقتصادية إيجابية، كونها تعكس استعداد الدول الأعضاء للاستجابة لمتطلبات السوق العالمية بطريقة ديناميكية، مع الحفاظ على وحدة الصف داخل المنظمة، وهو ما يمنح الأسواق إشارات طمأنة مهمة للمستثمرين والمستهلكين على حدّ سواء.

وأكد المحلل أن رفع الإنتاج لا يعني بالضرورة التخلّي عن سياسات التوازن السابقة، بل هو تكيّف مؤقت يعكس فلسفة "أوبك بلس" في التعامل مع السوق وفق معطياته الآنية، خاصة في ظل ارتفاع الطلب الصيفي على الوقود في الأسواق العالمية، ما يجعل هذه الخطوة ضرورية لتفادي ارتفاعات مفرطة في الأسعار قد تضر بمصالح الدول المنتجة والمستهلكة على السواء.

ويُعد هذا التوافق بين ثماني دول في "أوبك بلس" خطوة لافتة في توقيتها ومغزاها، حيث يحمل في طياته رغبة حقيقية في الحفاظ على استقرار السوق من جهة، وتعزيز الحضور الاستراتيجي للتحالف في المشهد النفطي العالمي من جهة أخرى، مما يعكس مرونة سياسية واقتصادية متقدمة لدى صناع القرار في هذا الملف الحساس.