نوم الأطفال
استشارية تحذر: السهر وقلة النوم قد تدمر مزاج الأطفال وتركيزهم
كتب بواسطة: سوسن البازل |

حذرت الدكتورة نورة بديوي استشارية طب النوم بمدينة الملك فهد الطبية من الآثار السلبية للسهر خلال فصل الصيف مؤكدة أنه يؤدي إلى تقلبات حادة في المزاج وقلة التركيز وزيادة معدلات التوتر لدى مختلف الفئات العمرية.

وأوضحت الدكتورة نورة في مقابلة تلفزيونية مع قناة الإخبارية أن استمرار هذه العادات غير الصحية قد يُفاقم المشكلات النفسية ليصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب المزمن خاصة مع تكرار قلة النوم لفترات طويلة.

وأشارت إلى أن فصل الصيف يشهد عادةً اضطرابًا في مواعيد النوم لدى الأطفال والمراهقين بسبب الإجازات الطويلة والغياب عن الروتين المدرسي اليومي ما يزيد من احتمالية ظهور السلوكيات السلبية لديهم.

وأكدت أن للأهل دورًا محوريًا في إدارة سلوكيات النوم لدى الأبناء خلال الإجازة الصيفية من خلال الحرص على تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ ووضع جدول واضح يُلتزم به طوال أيام الأسبوع.

ودعت العائلات إلى إبعاد الأطفال عن مصادر الإزعاج والتشتيت الذهني قبل النوم مثل الهواتف الذكية والتلفاز والألعاب الإلكترونية لأنها تؤثر بشكل مباشر على جودة النوم وتُقلّل من راحة الدماغ.

كما شددت على أهمية الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين في فترات المساء لأن تأثيرها المنبه يستمر لساعات طويلة ويُعيق الدخول في النوم العميق الذي يحتاجه الجسم للراحة والتعافي.

وأضافت أن النوم المنتظم والمبكر يعزز من التركيز الذهني ويُحسن من الأداء العقلي والسلوكي لدى الأطفال والمراهقين كما يُسهم في تقوية الجهاز المناعي وتحسين المزاج العام بصورة ملحوظة.

وأوصت الأهل بتشجيع أبنائهم على ممارسة النشاط البدني اليومي لأنه من أفضل الوسائل الطبيعية التي تساعد على تحسين جودة النوم وتُساهم في التخلص من الطاقة السلبية بشكل صحي ومتوازن.

وذكرت أن التقليل من فترات الجلوس الطويل أمام الشاشات يُساعد على تقليل التوتر والقلق ويُحسن من نوعية النوم خاصة إذا ترافقت هذه الخطوة مع زيادة التفاعل الاجتماعي والنشاط الحركي.

وبيّنت أن السهر المستمر يُربك الساعة البيولوجية للجسم مما ينعكس على صحة الإنسان الجسدية والنفسية ويُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي والهرموني قد تظهر آثارها تدريجيًا خلال الأشهر القادمة.

وأكدت أن التوازن بين النوم والنشاط خلال العطلة يُعد عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة العامة مشيرة إلى أن النوم ليس ترفًا بل حاجة بيولوجية ضرورية لصحة الجسم والعقل.

وأشارت إلى أن مرحلة الطفولة والمراهقة تُعد الأهم في تكوين عادات النوم السليمة وأن إهمال هذه المرحلة قد يؤدي إلى صعوبات مزمنة في النوم يصعب التخلص منها مستقبلًا بدون تدخل طبي متخصص.

وشددت على ضرورة التثقيف المجتمعي بخصوص مخاطر اضطرابات النوم خاصة في مواسم الإجازات التي يتراجع فيها الالتزام بالروتين اليومي وتزداد فيها المغريات التي تؤثر على نمط الحياة الصحي.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن الأهل يمكنهم بتدخّل بسيط وتخطيط مسبق أن يصنعوا فرقًا كبيرًا في حياة أبنائهم من خلال توجيههم نحو نوم صحي ومتوازن ينعكس إيجابًا على نموهم وسلوكهم وتحصيلهم الدراسي.