في إطار الشفافية الإعلامية والتواصل الفعّال مع الرأي العام، تستعد الجهات المنظمة لموسم الحج لعقد مؤتمر الإحاطة الإعلامية الخاص بالحج اليوم، بمشاركة متحدثين رسميين من أربع وزارات رئيسية، هم وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الإعلام، ويهدف المؤتمر إلى استعراض مستجدات سير أعمال الحج، والإجراءات التنظيمية، والخطط الصحية والوقائية، إضافة إلى الجهود الاتصالية والإعلامية المصاحبة للموسم الأضخم عالميًا من حيث تنقل الحشود وإدارة الشعائر في وقت محدد ومكان معلوم.
ويمثّل هذا المؤتمر أحد أبرز منصات الإحاطة الحكومية خلال موسم الحج، حيث يُتوقّع أن يتضمن معلومات وبيانات محدثة بشأن حركة الحجاج، وإجراءات الدخول والتنقل، واستعدادات التصعيد إلى المشاعر المقدسة، إضافة إلى الجهود الأمنية واللوجستية لضمان سلامة الحجاج وتنظيم الحشود على مدار الساعة، كما سيتيح المؤتمر المجال للإجابة عن تساؤلات الصحفيين المحليين والدوليين، وتوضيح أي مستجدات تتعلق بالتدابير الصحية المرتبطة بالإجهاد الحراري، أو خدمات الطوارئ، أو حركة النقل الترددي.
ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تتصاعد فيه وتيرة الاستعدادات في المشاعر المقدسة، ومع تدفق أعداد متزايدة من الحجاج من داخل المملكة وخارجها، وهو ما يستدعي جهوزية عالية، وتنسيقًا محكمًا بين مختلف القطاعات؛ ولذلك تحرص الجهات الرسمية على توظيف أدوات الإعلام في تأكيد جاهزيتها، وطمأنة الحجاج وأسرهم، وتقديم رسائل دقيقة وموثوقة تعبّر عن حجم الجهود الميدانية والتنظيمية المبذولة على مدار الساعة.
ويكتسب هذا المؤتمر أهمية إضافية لكونه يعقد قبل التصعيد إلى مشعر منى، وهو أحد المراحل الحرجة التي تتطلب أعلى درجات الانضباط والتنظيم، من حيث الحركة، والإسكان، والخدمات الصحية، والتغذية، والتفويج، وبالتالي فإن أي توجيهات أو معلومات تُقدم من خلال المؤتمر ستكون مرجعية أساسية لوسائل الإعلام ومواقع الأخبار، كما ستسهم في الحد من الإشاعات أو المعلومات غير الدقيقة التي قد تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن المتوقع أن يقدم المتحدث باسم وزارة الداخلية إيجازًا حول الإجراءات الأمنية وخطط التفويج، والتدابير الاحترازية في إدارة الحشود، إلى جانب الإحصائيات المتعلقة بالحجاج القادمين، والمخالفات التي تم رصدها بخصوص التصاريح النظامية، أما متحدث وزارة الصحة، فسيستعرض آخر البيانات الصحية المرتبطة بالحجاج، بما في ذلك عدد الحالات التي جرى التعامل معها، ومستوى الجاهزية في المستشفيات، والإجراءات الوقائية المتخذة للحد من الأمراض والإجهاد الحراري، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذا الموسم.
كما سيقدم متحدث وزارة الحج والعمرة شرحًا وافيًا عن مستوى تنفيذ الخطط التشغيلية لخدمة الحجاج، وآليات التنسيق بين الجهات المعنية في المشاعر، وخطط التفويج بين منى وعرفات ومزدلفة، إضافة إلى رصد مدى التزام الحجاج بالتعليمات المنظمة، وجهود التوعية والإرشاد الديني التي تُنفذ ميدانيًا وعبر المنصات الرقمية، في حين سيتناول متحدث وزارة الإعلام الجوانب الاتصالية، وحجم التغطية الإعلامية، وآليات العمل مع وسائل الإعلام الدولية، وجهود مركز الاتصال الموحد في الرد على استفسارات الحجاج.
ويأتي هذا المؤتمر استكمالًا لسلسلة إحاطات إعلامية كانت قد انطلقت في مراحل سابقة من الموسم، شملت موضوعات متعددة أبرزها الجاهزية المبكرة، الإجراءات التنظيمية، الخدمات التقنية المساندة، والتوعية المجتمعية، وتُعد الإحاطات الإعلامية أداة فعّالة ضمن منظومة الحوكمة الرشيدة التي تنتهجها المملكة، وتقوم على إشراك الجمهور في متابعة التفاصيل الدقيقة للمواسم الكبرى، بما يضمن تعزيز الشفافية وبناء الثقة مع المستفيدين.
وتم توجيه دعوات الحضور إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية المعتمدة، بالإضافة إلى بث المؤتمر عبر المنصات الحكومية الرسمية، بما فيها قناة "واس" والبث المباشر عبر منصات "يوتيوب" و"تويتر"، لضمان الوصول لأوسع شريحة ممكنة من المتابعين، ويُتوقع أن تواكب وسائل الإعلام الحدث بتحليلات وتغطيات معمقة تسلط الضوء على دور الجهات المشاركة، وكيفية التعامل مع تحديات الحج، وتوثيق الإنجازات الميدانية.
ويُنظر إلى المؤتمر بوصفه تجسيدًا عمليًا لتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية، حيث لا تنفصل المعالجة الإعلامية عن الأدوار التنفيذية، بل تُعد عنصرًا مساعدًا في توجيه الحجاج، ورفع الوعي العام، وتنسيق الرسائل الرسمية بما يمنع التضارب، ويعزز الصورة الذهنية عن جودة التنظيم، وهو ما يعكس حرص القيادة الرشيدة على أن يكون الحج هذا العام، كما في كل عام، تجربة نموذجية آمنة وسلسة ومليئة بالسكينة.
إن هذا النوع من المؤتمرات يعكس تطور العمل المؤسسي في المملكة، ويجسد التزام الجهات المنظمة بالحضور الدائم في الفضاء العام، وتقديم المعلومات بشفافية، وفتح قنوات التواصل مع الصحافة والجمهور، بما يحصن الموسم من أي ارتباك معلوماتي، ويعزز من جاهزية الإعلام الوطني والدولي لتغطية واحدة من أضخم التجمعات البشرية السنوية في العالم.