في إطار جهود المملكة الشاملة لحماية ضيوف الرحمن وضمان موسم حج آمن صحيًا، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، خالد آل طالع، أن أكثر من 1.4 مليون حاج تلقوا خدمات وقائية عبر مختلف المنافذ الجوية والبرية والبحرية، ضمن سلسلة من الإجراءات الصحية الاستباقية التي تنفذها الوزارة منذ بدء توافد الحجاج إلى الأراضي المقدسة.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية الخاصة بموسم الحج، حيث أوضح آل طالع أن الوزارة، بالتنسيق مع هيئة الصحة العامة، فعّلت فرق استقصاء وبائي وتدخلات صحية مبكرة تجوب مواقع الحج، لرصد أي مؤشرات قد تدل على تفشي أمراض أو حالات عدوى، مشيرًا إلى أن هذه الفرق تقوم بعدد من الفرضيات والإجراءات الميدانية وفق خطط دقيقة، تتضمن الفحص والتقصي وتطبيق الاشتراطات الصحية المعتمدة عالميًا.
وأضاف أن العمل يجري ضمن منظومة متكاملة لتطبيق أعلى درجات التأهب، وضمان ألا تنتقل أو تنتشر أي أمراض بين الحجاج القادمين من أكثر من 180 دولة، في ظل تجمع بشري ضخم يُعد الأكبر من نوعه سنويًا، مؤكدًا أن حتى اللحظة، لم تُسجل أي حالات وبائية مثيرة للقلق، وهو ما يعكس فعالية الإجراءات الصحية المبكرة ووعي الحجاج والتزامهم بالتعليمات.
وعلى صعيد الاستعداد لمواجهة موجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المشاعر المقدسة، كشف آل طالع عن مجموعة من التدابير الاستباقية التي تم اتخاذها لحماية الحجاج من الإجهاد الحراري وضربات الشمس، في ظل توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 47 درجة مئوية خلال الأيام المقبلة.
ومن أبرز هذه الإجراءات، زراعة أكثر من 10 آلاف شجرة في المشاعر، لتوفير الظلال وتخفيف حرارة الجو، بالإضافة إلى تركيب 400 برادة مياه إضافية موزعة في مواقع استراتيجية ضمن نطاقات تجمع الحجاج.
كما نوّه إلى نشر مراوح رذاذ الماء في مناطق المشاة، وتوسيع المساحات المظللة في الممرات والمسارات الرئيسية داخل المشاعر، لا سيما في منى وعرفات، وهي مواقع تشهد كثافة بشرية عالية وتحتاج إلى حلول مبتكرة لخفض حرارة البيئة المحيطة. وتأتي هذه الجهود ضمن خطة وطنية متكاملة تشمل أيضًا توزيع أدوات التبريد المحمولة، وتوفير الإسعافات الفورية في مواقع التعرض الطويل للشمس.
وأكد متحدث وزارة الصحة أن هذه الإجراءات تأتي ترجمة عملية لتوجيهات القيادة الرشيدة، التي جعلت من صحة الحاج وسلامته أولوية قصوى، تُسخَّر لها كل الإمكانات البشرية والتقنية والمادية، لتأمين أفضل بيئة ممكنة لأداء المناسك. كما أشار إلى التنسيق الوثيق بين وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، مثل وزارة الحج والعمرة، والأمن العام، والدفاع المدني، للتعامل مع الحالات الطارئة وفق أعلى معايير الاستجابة السريعة.
ولفت آل طالع إلى أهمية التعاون من قِبل الحجاج مع الفرق الصحية المنتشرة في الميدان، والالتزام بالتعليمات الوقائية، مثل استخدام المظلات، الإكثار من شرب الماء، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لا سيما في فترة الظهيرة. كما دعا إلى ضرورة الالتزام بالتطعيمات المطلوبة قبل الحج، واتباع التعليمات الصحية التي تم تعميمها منذ مرحلة الاستعداد في بلدان الإرسال.
وأكد أن الوزارة مستمرة في تعزيز وجودها الميداني من خلال مراكز صحية ثابتة ومتنقلة، ونقاط طبية في مواقع التجمعات الكبيرة، وفرق إسعافية جاهزة للتدخل الفوري، إلى جانب منظومة مراقبة إلكترونية تتابع الوضع الصحي لحظة بلحظة، وترفع التقارير إلى الجهات المختصة بشكل دوري.
واختتم آل طالع تصريحاته بالتأكيد على أن موسم الحج هذا العام يسير حتى الآن في مسار صحي إيجابي، دون تسجيل أية تفشيات وبائية أو مشاكل صحية جماعية، مشددًا على أن الوزارة ستواصل رفع درجة الجاهزية طوال أيام الحج، لضمان راحة ضيوف الرحمن وعودتهم إلى أوطانهم سالمين بعد أداء مناسكهم في أجواء آمنة وصحية.