ميسي
ميسي في دوري روشن؟ صراع العمالقة قد يعود من بوابة السعودية
كتب بواسطة: حكيم خالد |

يبدو أن الدوري السعودي للمحترفين على أعتاب لحظة تاريخية جديدة، قد تعيد صياغة خريطة كرة القدم العالمية من قلب الشرق الأوسط. فبحسب تقارير حديثة، يجري صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) تحركات جدية تهدف إلى التعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في خطوة قد تمهد لعودة الصراع الكروي الأشهر في التاريخ بينه وبين غريمه التقليدي كريستيانو رونالدو، ولكن هذه المرة على أرض المملكة.

المعلومات التي نقلها موقع Playing for 90 تشير إلى أن عقد ميسي مع نادي إنتر ميامي الأمريكي ينتهي في ديسمبر 2025، وهو ما يمنحه حق التفاوض مع أندية أخرى ابتداءً من 1 يوليو المقبل، ما يعني أن الباب سيكون مفتوحًا أمام عروض جديدة، والسعودية حاضرة بقوة في هذا المشهد.

ورغم أن ميسي قدّم تجربة لافتة في الدوري الأمريكي منذ انتقاله إلى إنتر ميامي، حيث ساهم في رفع مستوى الشعبية العالمية للنادي والدوري ككل، فإن احتمالية خوضه تجربة جديدة في الدوري السعودي تبدو مطروحة بقوة، خاصة بعد تصريحاته السابقة التي وصف فيها دوري روشن بأنه "منافسة قوية جدًا"، وهي كلمات عكست احترامًا واضحًا للدوري، وقد تكون تلميحًا مدروسًا نحو المستقبل.

الصراع بين ميسي ورونالدو، والذي امتد لقرابة عقدين في ملاعب أوروبا، وخاصة في الليغا الإسبانية، صنع تاريخًا من المنافسة والمتعة والانقسام الجماهيري بين معسكرين، لا يزال صداه يتردد حتى اليوم.

وبعد انتقال رونالدو إلى النصر السعودي، تحوّلت أنظار عشاق الكرة إلى دوري روشن الذي اكتسب بفضل هذه الصفقة زخمًا إعلاميًا وجماهيريًا هائلًا.

وفي حال نجحت السعودية في ضم ميسي، فإنها ستكون قد ضمنت إعادة إحياء كلاسيكو الأساطير على أراضيها، في مشهد سيكون بلا شك من الأبرز في تاريخ كرة القدم.

لكن الملف لا يخلو من التحديات. فليونيل ميسي يعيش حالة من الاستقرار العائلي في الولايات المتحدة، حيث استقر مع أسرته وتلقى دعمًا جماهيريًا كبيرًا من الجالية اللاتينية هناك.

كما أن استضافة أمريكا لبطولة كأس العالم 2026 يجعل من بقائه في الدوري الأمريكي أمرًا منطقيًا من الناحية الترويجية والشخصية. ومع ذلك، فإن الطموح السعودي لا يعرف سقفًا، خاصة في ظل الرؤية الرياضية الطموحة التي تنتهجها المملكة، والتي جعلت من دوري روشن أحد أكثر الدوريات إثارة للجدل والمتابعة.

ولعل ما يعزز احتمالية هذه الخطوة أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي لا يتعامل مع التعاقدات الكبرى من منطلق الصفقات فقط، بل كجزء من مشروع استراتيجي طويل الأمد لتحويل السعودية إلى واحدة من أبرز وجهات الاستثمار الرياضي عالميًا، وقد نجح بالفعل في ضم أسماء عالمية بارزة في السنوات الأخيرة، ما يجعل من استقدام ميسي أمرًا ممكنًا أكثر من أي وقت مضى.

الجماهير بطبيعة الحال، سواء داخل السعودية أو خارجها، بدأت تتداول الخبر بشغف كبير، حيث يرى كثيرون أن عودة ميسي لمواجهة رونالدو وجهاً لوجه سيكون بمثابة تتويج للمشروع الرياضي السعودي، وستجذب أنظار الملايين إلى الملاعب السعودية أسبوعًا تلو الآخر.

ومع بقاء عدة أشهر قبل أن يصبح ميسي حرًا في التفاوض، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح الدوري السعودي في ضم "البرغوث"؟ وهل سنكون على موعد مع ملحمة جديدة من التحدي الكروي بين أسطورتين تركتا أثرًا لا يُمحى في تاريخ اللعبة؟

الفرصة باتت أقرب من أي وقت مضى، والزمن وحده كفيل بكشف تفاصيل هذه القصة المرتقبة، التي قد تغير من ملامح المنافسات العالمية، وتنقل بؤرة المتابعة الإعلامية من أوروبا وأمريكا إلى الرياض وجدة والدمام.