الحج 1446
المياه مضمونة للحجاج.. 1.2 مليون م³ يوميًا استعدادًا للحج
كتب بواسطة: محمد خالد |

في إطار استعدادات المملكة المتكاملة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، أكد متحدث وزارة البيئة والمياه والزراعة، صالح بن دخيل، أن منظومة المياه في المملكة أكملت جاهزيتها الكاملة لتأمين احتياجات الحجاج من المياه، وذلك من خلال نقل وإنتاج أكثر من 1.2 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يعكس حجم الجهود الضخمة المبذولة لضمان بيئة صحية وآمنة تواكب الكثافة البشرية الهائلة في المشاعر المقدسة.

وخلال الإحاطة الإعلامية لموسم الحج، أوضح بن دخيل أن الوزارة تضع جودة المياه في قمة أولوياتها، مشيرًا إلى إجراء أكثر من 4 آلاف فحص مخبري يوميًا للتأكد من مطابقة المياه لمعايير السلامة والصحة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الطلب على المياه في جميع مواقع الحج، سواء في المساكن أو أماكن النسك أو مواقع الخدمات.

وفي جانب آخر من الإحاطة، كشف بن دخيل عن تطور كبير في منظومة المسالخ، حيث ارتفعت الطاقة التخزينية للحوم في ثلاجات المسالخ في العاصمة المقدسة لتتجاوز 18 ألف ذبيحة في الساعة، وهو تطور نوعي يُسهم في تسريع عمليات الذبح والتخزين، ويضمن سلامة اللحوم وتوزيعها بطريقة صحية وآمنة.

كما أشار إلى أن الطاقة الاستيعابية للمسالخ وصلت إلى 177 ألف رأس من الماشية يوميًا، بزيادة تبلغ 70% عن العام الماضي، ما يعكس الاستعداد الفائق لتغطية احتياجات الحجاج من الأضاحي، وإدارة عمليات النحر بكفاءة عالية دون تأخير أو اختلال.

وأكد متحدث الوزارة أن هذا التوسع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج خطط تطويرية محكمة تضمنت تحديث البنية التحتية، وتوسيع القدرة التشغيلية للمسالخ، بالإضافة إلى تعزيز منظومة الإشراف البيطري والصحي على كل مراحل الذبح والتوزيع، بما يضمن سلامة اللحوم وخلوّها من أي مخاطر صحية، ويوفّر في الوقت ذاته تجربة منظمة للحجاج في أداء نسك الأضحية.

وفيما يتعلق بالأحوال المناخية، نبه بن دخيل إلى أن المشاعر المقدسة ستشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن تصل إلى 47 درجة مئوية بدءًا من يوم غد وحتى يوم الأحد المقبل، مشددًا على أهمية التقيّد بالتدابير الوقائية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، لا سيما خلال ساعات الذروة.

ودعا الحجاج إلى الإكثار من شرب الماء، واستخدام المظلات، واتباع إرشادات السلامة البيئية للحفاظ على صحتهم في ظل هذه الظروف الجوية القاسية.

وأكد في ذات السياق، أن الوزارة كثّفت وجودها الميداني عبر أكثر من 5 آلاف كادر بشري مؤهل ومدرب، يعملون ضمن منظومة البيئة والمياه والزراعة، في المواقع المختلفة داخل مكة والمشاعر، ويضطلعون بمهام متعددة تشمل مراقبة جودة المياه، متابعة أداء المسالخ، رصد الظواهر البيئية، وضمان تنفيذ خطط الطوارئ بكفاءة. وأضاف أن فرق العمل مزوّدة بأحدث التقنيات والمعدات التي تتيح لها التفاعل الفوري مع أي طارئ بيئي أو صحي.

ويأتي هذا الاستعداد الموسّع في إطار التكامل بين مختلف الجهات الحكومية المعنية بشؤون الحج، حيث تسعى الدولة إلى تسخير كل الإمكانات البشرية والفنية واللوجستية لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن، من لحظة وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم بعد أداء مناسكهم.

كما يعكس الدور الذي تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة التزام المملكة بتحقيق استدامة الخدمات الأساسية، وتوفير أعلى معايير الجودة البيئية والصحية في واحدة من أعقد وأكبر العمليات التشغيلية في العالم.

واختتم بن دخيل تصريحه بالتأكيد على أن الوزارة مستمرة في مراقبة جميع المؤشرات المتعلقة بجودة المياه، ونظافة البيئة، وسلامة الغذاء، موضحًا أن هناك جاهزية كاملة للتعامل مع أي مستجدات، ومشددًا على أهمية تعاون الحجاج مع التعليمات والإرشادات التي تُصدرها فرق العمل، حفاظًا على صحتهم وسلامة البيئة المحيطة بهم.