في إطار الجهود المبذولة لضمان أعلى مستويات الجاهزية لخدمة ضيوف الرحمن، أجرى معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر مساء يوم الاثنين جولة ميدانية تفقدية شاملة في منطقتي مكة المكرمة ومحافظة جدة، للوقوف ميدانيًا على مدى جاهزية المنظومة اللوجستية والتأكد من فاعلية الخطط التشغيلية الموضوعة لموسم حج 1446هـ.

واستهدفت الجولة التأكد من تكامل الجهود بين مختلف الجهات المعنية بتيسير حركة الحجاج، وتوفير كافة الوسائل التي تسهم في تأمين تنقلهم بسلاسة وأمان خلال أداء مناسكهم، ضمن منظومة نقل متطورة ومرنة تدعم رؤية المملكة 2030 وتعكس حرص القيادة الرشيدة على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

وشملت الجولة عددًا من المواقع والمراكز الحيوية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث بدأ معالي الوزير زيارته بتفقد مرافق شركة "السعودية للحج والعمرة"، والتي تُعد من أبرز الجهات التي تقدّم حزمة متكاملة من الخدمات التشغيلية للحجاج داخل المشاعر، بما في ذلك خدمات النقل والإقامة والإرشاد، واطلع على مستوى الجاهزية في مرافقها، وأشاد بجهودها في تقديم تجربة راقية لضيوف الرحمن.

كما وقف معاليه على سير العمل في "المركز العام للنقل" التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واطّلع على الخطط الموضوعة لرفع الطاقة الاستيعابية في موسم الحج، من خلال تنسيق الجهود بين الجهات الشريكة، بما يضمن انسيابية حركة الحافلات وضمان سلامة التنقل للحجاج، خاصة في ساعات الذروة أثناء أداء المناسك.

وفي محطة مهمة على طريق الهجرة، تفقد الوزير المواقع المتنقلة المخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة كتعطل الحافلات – لا قدر الله – وهي مواقع تم تجهيزها بخدمات دعم فني عاجل تشمل تزويد المركبات بالوقود، وتقديم وسائل نقل بديلة مكيّفة ومجهزة بالمشروبات الباردة، لتخفيف المشقة عن الحجاج وضمان عدم تعطّل رحلتهم الروحانية. وتتوفر هذه الخدمات عبر مركز الاتصال الموحد (938)، الذي يعمل على مدار الساعة.

وانتقل الجاسر لاحقًا إلى محافظة جدة، حيث زار "مركز القيادة والتحكم" التابع لشركة مطارات القابضة، واطّلع على أنظمة الرصد المتقدمة وتحليل البيانات الخاصة بتدفق رحلات الحجاج من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى آليات إدارة الأزمات والتعامل الفوري مع الحالات التشغيلية الطارئة، بما يعزز من كفاءة منظومة الاستقبال في مطارات المملكة.

وفي متابعة ميدانية دقيقة، تفقّد معاليه الصالة رقم (1) بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، واطّلع على سير العمليات التشغيلية الخاصة بوصول ومغادرة الحجاج، وعلى جهود تحسين تجربة الحاج من لحظة وصوله حتى مغادرته، مؤكدًا على أهمية رفع كفاءة الأداء والتنسيق المستمر بين جميع الجهات العاملة بالمطار، لضمان انسيابية عالية وخدمة مميزة تليق بمكانة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.

واختتم معالي الوزير جولته التفقدية بزيارة محطة قطار الحرمين السريع، والتي تؤدي دورًا محوريًا في تسهيل تنقل الحجاج بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

واطّلع على خطة تشغيل القطارات خلال موسم الحج، حيث تم رفع عدد الرحلات إلى معدل رحلة كل ساعة تقريبًا، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتلبية الطلب المتزايد وتوفير وسائل نقل آمنة وعالية الكفاءة.

وأكّد معاليه في ختام الجولة على أهمية مواصلة التنسيق والتكامل بين جميع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص، لتقديم خدمات لوجستية ترتقي إلى تطلعات القيادة الرشيدة، وتُجسد الصورة المشرفة للمملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مشيرًا إلى أن الجولة جاءت بهدف الوقوف عن كثب على الترتيبات الجارية، وتعزيز جاهزية المنظومة اللوجستية بكافة مكوناتها.