الحج 1446
السعودية تدشن مستشفى طوارئ جديد في منى استعدادًا لموسم الحج
كتب بواسطة: مختار العسلي |

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم حج هذا العام، أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تدشين مستشفى طوارئ جديد في مشعر منى، بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز منظومة الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن خلال أدائهم لمناسك الحج.

وجاء هذا الإعلان على لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، خالد آل طالع، خلال الإحاطة الإعلامية الخاصة بالحج، حيث كشف عن مجموعة من الإجراءات والتجهيزات غير المسبوقة التي تم اتخاذها لضمان أعلى مستويات الخدمة والسلامة للحجاج.

وفي تطور يعكس حجم الجهود الحكومية المبذولة، أوضح آل طالع أن وزارة الصحة أطلقت ثلاثة مستشفيات ميدانية إضافية، بسعة إجمالية تفوق 1200 سرير، بالشراكة مع عدد من الجهات الأمنية والعسكرية، شملت وزارة الحرس الوطني، ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية.

وتأتي هذه المستشفيات كجزء من منظومة طبية متكاملة، تهدف إلى توفير خدمات علاجية ووقائية فورية، وعلى مدار الساعة، في المناطق التي تشهد كثافة بشرية عالية خلال موسم الحج.

ولم تقتصر التجهيزات على المستشفيات فقط، إذ أشار المتحدث باسم الوزارة إلى تشغيل 71 نقطة طوارئ جديدة موزعة بعناية في مختلف مواقع تواجد الحجاج، لتكون قريبة من أماكن الازدحام والتجمعات الكبيرة، بما يسمح بسرعة التدخل في الحالات الحرجة.

كما تم تجهيز ونشر 900 سيارة إسعاف، تم توزيعها وفق خطة مرورية مدروسة تضمن سرعة الوصول إلى أي موقع داخل المشاعر المقدسة، إلى جانب 11 طائرة إخلاء طبي مجهزة بأحدث التقنيات، لتأمين نقل المرضى الذين تستدعي حالاتهم تدخلاً عاجلاً إلى المستشفيات المتخصصة.

وتأتي هذه التحركات في إطار التنسيق المتكامل بين مختلف الجهات ذات العلاقة بالحج، حيث يعمل الجميع وفق خطة طوارئ صحية موحدة، تستند إلى التجارب السابقة، وتستفيد من التقدم التقني والطبي المتاح، لتقديم خدمة صحية شاملة تليق بضيوف الرحمن.

وحرصت وزارة الصحة على بناء هذه المنظومة الطبية بشكل استباقي، لمواجهة أي طارئ صحي محتمل، سواء كان مرتبطاً بالأمراض المزمنة، أو الإصابات الناتجة عن الإجهاد أو الازدحام أو حتى الحالات الوبائية المفاجئة.

وتُعد هذه الاستعدادات جزءاً من استراتيجية وطنية طويلة الأمد تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة خلال موسم الحج، عبر تسخير الإمكانيات البشرية والتقنية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها الجهات الصحية خلال السنوات الماضية، خاصة بعد مواجهة جائحة كورونا التي شكلت تحدياً كبيراً وأظهرت أهمية الجاهزية القصوى في مواسم الحج.

كما تم اعتماد منظومات رقابية وتشغيلية متقدمة لمتابعة الحالات الصحية للحجاج، والتدخل عند الحاجة بشكل فوري، بالتنسيق مع غرفة عمليات صحية مشتركة تضم ممثلين من جميع القطاعات المعنية.

وتقوم هذه الغرفة بمتابعة المؤشرات الصحية في الزمن الحقيقي، مع القدرة على اتخاذ القرارات السريعة وتحريك الفرق الميدانية أو الإخلاء الجوي إذا استدعى الأمر.

ويأتي كل ذلك ضمن حرص المملكة العربية السعودية على توفير بيئة صحية وآمنة للحجاج، تضمن لهم أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، دون أن تؤثر الظروف الصحية أو الطارئة على سلامتهم أو أمنهم.

ويمثل هذا النهج الإنساني والعملي انعكاساً لتوجهات القيادة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وتأكيداً على التزامها بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

ومع انطلاق موسم الحج، تستعد الفرق الطبية واللوجستية للعمل بأقصى طاقاتها، مدفوعة بروح المسؤولية وخبرة السنوات، وبإسناد تقني وميداني شامل، يهدف إلى إنجاح الموسم وضمان أمن وسلامة الملايين من الحجاج القادمين من مختلف بقاع العالم، لأداء هذه الشعيرة العظيمة.