فوز أستراليا على اليابان يُشعل الصراع مع السعودية
فوز أستراليا على اليابان يُشعل الصراع مع السعودية
كتب بواسطة: محمد سميح |

في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، حقق المنتخب الأسترالي فوزًا ثمينًا ومثيرًا على نظيره الياباني، في مباراة حاسمة جمعت بينهما ضمن منافسات الجولة الأخيرة من المجموعة التي تضم أيضًا المنتخب السعودي، بهذا الانتصار، يكون المنتخب الأسترالي قد أعاد رسم ملامح الترتيب في المجموعة، ووجّه ضغطًا مباشرًا على الأخضر السعودي في سباق المنافسة على حجز بطاقة التأهل المباشرة إلى المونديال.

المباراة التي أقيمت في أجواء جماهيرية مشحونة، شهدت تنافسًا كبيرًا بين الطرفين، حيث دخلها المنتخبان بطموحات عالية، وإن كانت أستراليا الطرف الأكثر رغبة في تحقيق الفوز للحفاظ على حظوظه القوية، نجح المنتخب الأسترالي في فرض أسلوب لعبه السريع والمباشر، واستطاع تسجيل هدفين مقابل هدف وحيد لليابان، ليحصد ثلاث نقاط ثمينة تعزز موقعه وتقرّبه من المراكز المؤهلة، فيما تلقّت آمال اليابان ضربة قوية في ظل هذا التعثّر المفاجئ.

هذا الفوز الأسترالي لم يقتصر أثره على اليابان فقط، بل انعكس مباشرة على موقع المنتخب السعودي في جدول الترتيب، إذ بات على الأخضر أن يتعامل مع ضغط مضاعف في مواجهاته المقبلة، لا سيما في ظل تقارب النقاط بين المنتخبات الثلاثة الكبرى في المجموعة، السعودية كانت قد حققت نتائج جيدة في الجولات الماضية، لكنها اليوم مطالبة بالحفاظ على استقرارها الفني والتركيز العالي لتفادي الدخول في حسابات معقّدة قد تؤثّر على فرصها في التأهل المباشر.

يرى محللون أن الأداء الأسترالي في هذه الجولة أتى في التوقيت المثالي، حيث استثمر الفريق تعثرات سابقة، واستعاد توازنه الفني، بقيادة جهاز فني يتمتع بخبرة كبيرة في مثل هذه المواعيد الحاسمة، وبالرغم من أن المنتخب الياباني قدّم مباراة جيدة من حيث السيطرة والاستحواذ، إلا أن افتقاده للحسم الهجومي والارتباك الدفاعي في لحظات مهمة كلّفه النقاط الثلاث، وفتح الباب أمام أستراليا للعودة بقوة إلى دائرة الصدارة.

من جانبها، تترقب الجماهير السعودية تطورات المجموعة عن كثب، خاصة وأن الفريق يمتلك رصيدًا جيدًا من النقاط يجعله في موقع قوة، لكنه غير مضمون ما لم يتم التعامل بواقعية وانضباط مع ما تبقّى من مشوار التصفيات، ويعوّل المدرب الوطني على استقرار التشكيلة الأساسية، وتوافر عناصر الخبرة والشباب، لمواجهة ضغط المباريات المصيرية القادمة، في ظل رغبة الجميع في الوصول إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخ المملكة.

الجدير بالذكر أن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 تشهد تنافسًا غير مسبوق هذا العام، مع رفع عدد المقاعد المخصصة للمنتخبات الآسيوية، ما دفع معظم المنتخبات لتطوير خططها الفنية وتعزيز جاهزيتها عبر مباريات ودية ومعسكرات خارجية، إلا أن التقارب الكبير في المستويات يجعل كل مباراة بمثابة نهائي، لا سيما في المجموعات التي تضم أكثر من منتخب مرشح للتأهل، كما هو الحال في مجموعة السعودية وأستراليا واليابان.

تعامل المنتخب الأسترالي مع ضغوط المرحلة الحاسمة بحنكة، مستفيدًا من عاملي الأرض والجمهور، في حين بدت اليابان متأثرة بإرهاق جدولها المكتظ ومحدودية خيارات المدرب في خط الهجوم، ومن هنا، تتجه الأنظار إلى المواجهة القادمة للمنتخب السعودي، والتي ستكون محورية في تحديد معالم الترتيب النهائي، خصوصًا إذا ما نجح في استغلال تعثّر اليابان وتحقيق نتيجة إيجابية تعيد إليه المبادرة وتجنّبه الحسابات المعقدة.

في نهاية الجولة، يتضح أن أستراليا قد استعادت زمام المبادرة، فيما تواجه اليابان اختبارًا صعبًا في الجولات القادمة، بينما يتمسّك المنتخب السعودي بفرصه الكاملة شرط الحفاظ على التركيز والجدية، الجماهير تترقّب، والمنتخبات تستعد، والتصفيات الآسيوية تزداد إثارة كلما اقتربت من نهايتها، وسط حلم مشترك يتمثل في بلوغ مونديال 2026 والمشاركة في واحدة من أكبر نسخ كأس العالم من حيث عدد المنتخبات والمنافسة.