أعلنت شركة Teledyne Gas & Flame Detection، إحدى الشركات العالمية البارزة في مجال تقنيات الكشف عن الغازات والحرائق، عن افتتاح منشأة صناعية جديدة في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، وذلك على مساحة تُقدَّر بنحو 699 مترًا مربعًا، في خطوة استراتيجية بالتعاون مع شركة الحلول الصناعية للكشف (IDS)، وتهدف هذه المنشأة إلى تصنيع حساسات متقدمة للغازات السامة والقابلة للاشتعال، بما يواكب متطلبات القطاعات الصناعية ذات الكثافة التقنية العالية، لا سيما في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والغاز الطبيعي المُسال، ضمن سعي الشركة إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية وتوسيع حضورها في الأسواق الإقليمية الحيوية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق التزام Teledyne GFD بدعم التوجهات الوطنية للمملكة في مجال توطين الصناعات التقنية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية إلى تعزيز المحتوى المحلي ونقل المعرفة والتقنيات الصناعية إلى الداخل، وخلق منظومات إنتاجية متقدمة تسهم في الارتقاء بسلاسل القيمة في قطاع الطاقة، ويمثل المشروع الصناعي الجديد دعمًا مباشرًا لبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية داخل المملكة (In-Kingdom Total Value Add - IKTVA)، الذي تُشرف عليه وزارة الطاقة، ويعد من أبرز المبادرات الحكومية الهادفة إلى تعظيم المكون المحلي في سلاسل التوريد المرتبطة بصناعة النفط والغاز، عبر توطين التقنيات المتقدمة وتمكين الشراكات بين الشركات المحلية والعالمية.
وفي بيان صحفي، أكدت Teledyne GFD أن افتتاح المنشأة الصناعية في الدمام يشكل نقلة نوعية في استراتيجيتها للتوسع الإقليمي، إذ سيسهم هذا المرفق الإنتاجي في تقليص أوقات التسليم لمنتجات الشركة، وتسهيل توافرها في الأسواق المحلية والإقليمية، إلى جانب تحسين مرونة وكفاءة سلاسل الإمداد، كما يتيح وجود خطوط الإنتاج داخل المملكة الاستجابة بشكل أسرع لمتطلبات العملاء ومواكبة احتياجات المشاريع الصناعية الكبرى التي تشهدها المملكة في إطار تحولات قطاع الطاقة والاقتصاد الصناعي الأوسع.
وتنوي المنشأة الجديدة تصنيع ثلاثة أنواع رئيسية من حساسات الغازات الصناعية، والتي تم تطويرها وفق أعلى المعايير الفنية لتعمل في البيئات الصناعية الأكثر تحديًا، وتشمل هذه الحساسات طراز DM-700 الذي يعتمد على تقنية كهروكيميائية متقدمة لاكتشاف الغازات السامة ونقص الأوكسجين، مما يجعله مثاليًا للمنشآت التي تتطلب دقة فائقة في قياس تركيزات الغازات الضارة، أما الطراز الثاني FP-700 فيستخدم تقنية الحبيبات التحفيزية لرصد الغازات القابلة للاشتعال، وهو ما يجعله مناسبًا للتطبيقات التي تحتاج إلى رصد سريع وفعال لأي تسربات قد تشكل خطرًا على السلامة العامة، ويُعد الطراز الثالث IR-700 من الحساسات المتطورة التي تستخدم تقنية الأشعة تحت الحمراء غير المشتتة (NDIR) لرصد الهيدروكربونات القابلة للاشتعال، ويتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف القاسية والضغوط التشغيلية المرتفعة.
ويؤكد هذا التنوع في الطرازات التي ستنتجها المنشأة الجديدة قدرة Teledyne GFD على تلبية احتياجات شريحة واسعة من الصناعات الحيوية، لا سيما تلك التي تعمل في بيئات تشغيلية تتطلب معايير صارمة في مجالات السلامة، والدقة، والموثوقية، كما تعكس هذه المنتجات مدى تطور التكنولوجيا التي تعتمدها الشركة في تصميم وتصنيع معداتها، واستعدادها لتقديم حلول مبتكرة تلائم السياقات التشغيلية المعقدة في مختلف المنشآت الصناعية.
وفي تعليق له على هذا الإنجاز، أعرب السيد توماس مولر، نائب رئيس المبيعات والتسويق في Teledyne Gas & Flame Detection، عن فخره بإطلاق هذا التعاون الاستراتيجي مع شركة IDS، معتبرًا أن هذه الشراكة تمثل تطورًا كبيرًا في مساعي Teledyne لتعزيز حضورها في المنطقة، عبر توطين عملياتها التصنيعية وتقريبها من عملائها في السوق السعودية والأسواق المجاورة، ولفت إلى أن قدرة الشركة على تسليم منتجاتها بكفاءة وسرعة أعلى بعد افتتاح المصنع الجديد ستكون عنصرًا فارقًا في تحسين تجربة العملاء وتعزيز الثقة في العلامة التجارية.
وأشار مولر إلى أن المنتجات التي سيتم تصنيعها داخل المملكة ستقدم قيمة مضافة ملموسة لقطاع الطاقة، من خلال رفع مستويات الاعتمادية والجاهزية في أنظمة الكشف عن الغازات، مما يعزز من مستويات السلامة الصناعية في المشاريع الكبرى، وأضاف أن Teledyne GFD تنظر بإيجابية كبيرة إلى مستقبل القطاع الصناعي في المملكة، وترى أن هذا الاستثمار يتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى بناء اقتصاد صناعي متكامل ومتطور، يقوم على الشراكات النوعية، وتوطين المعرفة، وتحفيز الابتكار المحلي.
كما أكد أن الشركة فخورة بمشاركتها في مسيرة المملكة نحو التقدم الصناعي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ليس مجرد منشأة إنتاجية جديدة فحسب، بل هو خطوة استراتيجية نحو توسيع نطاق العمليات المحلية، وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام في المنطقة، وبيّن أن الشركة تتطلع إلى مستقبل مشترك مع شركائها المحليين، يقوم على تبادل الخبرات وتطوير الحلول المبتكرة التي تلبي متطلبات السوق الإقليمي وتواكب التحديات المتزايدة في قطاع الطاقة والصناعات التحويلية.
ومن المقرر أن يُقام حفل الافتتاح الرسمي للمنشأة الصناعية الجديدة في 19 يونيو 2025، وسط حضور رسمي من ممثلي شركاء الصناعة، والموردين، والجهات الحكومية ذات العلاقة، في مناسبة يُنتظر أن تؤكد على التزام الشركة بدعم الاقتصاد المحلي، وترسيخ أُطر التعاون المشترك مع المؤسسات الوطنية، بما يعزز من تنافسية المملكة في مجالات التصنيع الصناعي المتخصص.
ويمثل هذا الحدث نقلة نوعية في مسار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويجسد التكامل بين المبادرات الحكومية والشركات الرائدة عالميًا، من أجل تحقيق أهداف الاستدامة الصناعية، وتعزيز قدرات المملكة في تطوير صناعات عالية التقنية، قادرة على المنافسة والابتكار على المستوى العالمي.