ملعب الأمير محمد بن سلمان
"القدية تبدأ عصرها الرياضي مع انطلاق أعمال ملعب الأمير محمد بن سلمان"
كتب بواسطة: حكيم خالد |

في خطوة جديدة ومهمة نحو تعزيز مكانة المملكة كمركز رياضي وترفيهي عالمي، شهدت مدينة القدية في يونيو 2025 انطلاقة رسمية لأعمال الإنشاء في ملعب الأمير محمد بن سلمان، الذي يُعدّ واحدًا من أبرز معالم المرحلة المقبلة لتطوير المدينة. يُنتظر أن يُشكل الملعب محورًا حيويًا في مشروع القدية الطموح، ويُسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، باعتبارها مركزًا متكاملًا للرياضة والترفيه على المستوى الإقليمي والدولي.

ويقع الملعب في موقع استراتيجي جنوب غرب العاصمة الرياض، على قمم جبال طويق التي ترتفع نحو 200 متر عن سطح البحر.

ويتسع الملعب لنحو 46,000 مشجع، ليكون بذلك واحدًا من أكبر المنشآت الرياضية في المنطقة، وفقًا لما أفاد به موقع Coliseum Online المتخصص في شؤون تطوير المنشآت الرياضية العالمية. ويُتوقع أن يصبح الملعب من أبرز معالم مدينة القدية التي تسعى إلى جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، عبر تقديم تجربة رياضية وترفيهية متكاملة وفريدة.

بحسب التقارير المتخصصة، يُعدّ "ملعب القدية" جزءًا أساسيًا من المخطط العام لتطوير المدينة، التي تقودها شركة القدية للاستثمار. ويركز تصميم الملعب على الجمع بين الاستدامة وابتكار تجربة المشجع من الطراز العالمي، ما يجعله أكثر من مجرد ملعب رياضي.

يُعتبر الملعب امتدادًا طبيعيًا للنسيج العمراني المتناغم مع البيئة المحيطة، في منطقة تتسم بموقعها المتميز والطبيعة الديناميكية التي تجعل منها مكانًا استثنائيًا في المنطقة.

وتشهد القدية حاليًا تحولًا هائلًا في مختلف جوانبها، حيث يجري تنفيذ مشاريع ضخمة تشمل البنية التحتية الترفيهية، المعالم الطبيعية والصخرية، إلى جانب المرافق السكنية والتجارية، ما يعزز مكانتها كوجهة حضرية استثنائية.

تسعى القدية لأن تكون مركزًا حضاريًا عالميًا يقدم مزيجًا من الرياضة والترفيه والثقافة، في بيئة مستدامة ومتكاملة.

أحد الأبعاد الرئيسية التي يضيفها ملعب الأمير محمد بن سلمان هو كونه عنصرًا رئيسيًا في استعدادات المملكة لاستضافة كأس العالم 2034. فقد تم اعتماد المملكة رسميًا كمضيف للبطولة من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في ديسمبر 2024، وهو ما يعزز من أهمية الملعب كجزء من البنية التحتية الرياضية للبطولة الكبرى.

ويتوقع أن يلعب الملعب دورًا كبيرًا في استضافة المباريات والفعاليات الرياضية العالمية ضمن هذا الحدث التاريخي، الذي سيضع المملكة في قلب المشهد الرياضي الدولي.

وتنفّذ المشروع شركة FCC Construction الإسبانية المتخصصة في المشاريع الكبرى والهندسة المدنية، بالتعاون مع شركة نسما القابضة السعودية وعدد من الشركاء المحليين في قطاع الإنشاءات.

ويُتوقع أن يُنجز المشروع بالكامل في عام 2029، ليكون جاهزًا لاستقبال الفعاليات الرياضية الكبرى وللمساهمة في تحقيق أهداف المملكة في تطوير قطاع الرياضة والترفيه.

إن ملعب الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد منشأة رياضية، بل هو جزء من مشروع طموح يتجاوز مفهوم الرياضة التقليدية. "القدية" تُعدّ وجهة عالمية تدمج بين الرياضة والترفيه والثقافة في بيئة حضرية مستدامة.

تتسارع وتيرة العمل في المدينة بوتيرة تتجاوز الجداول الزمنية في بعض المراحل، وهو ما يعكس التزامًا جادًا من المملكة بتحقيق رؤيتها للمدينة في أسرع وقت ممكن.

المشاريع الكبرى في القدية تشمل مراكز ترفيهية متعددة، مرافق ثقافية، منشآت رياضية متطورة، بالإضافة إلى المناطق السكنية والتجارية، مما يعزز من مكانتها كوجهة عالمية تُستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.

ويُتوقع أن يُسهم الملعب في استضافة مجموعة من الفعاليات الرياضية الدولية والمحلية، إلى جانب المهرجانات الثقافية والترفيهية التي ستستقطب ملايين الزوار سنويًا، مما يرفع من جودة الحياة في المنطقة ويعزز السياحة الرياضية في المملكة.

إن مشروع القدية، بما في ذلك "ملعب الأمير محمد بن سلمان"، يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز قطاع الرياضة والترفيه بشكل كبير، وتوفير بيئة مشجعة للمواهب الرياضية والفنية من داخل المملكة وخارجها.

كما يُسهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمارات في قطاع الرياضة والترفيه، بما يتماشى مع أهداف المملكة في تطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله.

من خلال هذه المشاريع العملاقة، تثبت المملكة أنها ليست فقط وجهة سياحية دينية، بل هي أيضًا وجهة رياضية وترفيهية عالمية، تعمل على تطوير بنية تحتية متطورة لدعم النمو المستدام في جميع المجالات.