موسم الحج 1446
الجوازات: لا تهاون مع مخالفي أنظمة الحج.. السجن والغرامة والمصادرة تنتظرهم
كتب بواسطة: احمد باشا |

في ظل الاستعدادات الأمنية المكثفة لموسم الحج، أكد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات في منطقة مكة المكرمة، الرائد عبد الرحمن القثامي، أن مهام الجوازات تتجاوز نطاق العمل التقليدي عند المنافذ، لتشمل جهودًا ميدانية فعالة داخل العاصمة المقدسة، بالتعاون الكامل مع مختلف الجهات الأمنية، وذلك لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتيسير مناسكهم بكل سلاسة وطمأنينة.

وفي لقاء متلفز عبر قناة "الإخبارية"، أوضح القثامي أن المديرية تعمل جنبًا إلى جنب مع كافة القيادات والوحدات الأمنية المنتشرة على أرض الميدان، ضمن منظومة أمنية متكاملة تسهر على راحة الحجاج، وتحكم السيطرة على مداخل مكة المكرمة لمنع تسلل غير المصرح لهم بأداء المناسك.

وأشار إلى وجود لجان إدارية تعمل على مدار الساعة في عدد من مراكز الضبط الأمني الحيوية، تشمل مركز الشميسي، ومركز التنعيم، وكذلك مركز البهيتة، وجميعها مزوّدة بإمكانات متقدمة وصلاحيات قانونية تخولها إصدار العقوبات الفورية بحق المخالفين لأنظمة الحج، لا سيما في ما يتعلق بنقل أشخاص لا يحملون تصاريح نظامية للدخول إلى العاصمة المقدسة خلال موسم الحج.

وأوضح الرائد القثامي أن تلك اللجان تقوم فور ضبط أي حالة مخالفة بفتح محاضر التحقيق الميداني مع المتورطين، سواء كانوا ناقلين أو منقولين، ومن ثم تُستكمل الإجراءات النظامية التي قد تنتهي بفرض مجموعة من العقوبات الرادعة، تتضمن السجن، الغرامة المالية، والتشهير، فضلاً عن المطالبة بمصادرة المركبة المخالفة عبر المسار القضائي.

وأضاف أن المخالفين من غير السعوديين، سواء كانوا سائقين أو مرافقين، تتم إحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، والتي تشمل ترحيلهم خارج المملكة ومنعهم من دخول أراضيها لفترة زمنية تحدد وفقًا لما نص عليه النظام، وهي إجراءات تهدف إلى ردع المخالفين وضمان انضباط موسم الحج.

وتأتي هذه الجهود في إطار حملة شاملة تتبناها وزارة الداخلية وكافة الأجهزة الأمنية لضبط النظام في الحج، ومنع استغلال هذه الشعيرة العظيمة لتحقيق مكاسب شخصية أو التحايل على الأنظمة.

وتؤكد الجهات المعنية أن لا تهاون في تطبيق التعليمات، وأن كل من يثبت تورطه في تسهيل دخول غير النظاميين إلى مكة المكرمة سيُحاسب وفق أقصى ما تتيحه اللوائح المعمول بها.

ويعكس هذا التصعيد في الإجراءات مدى جدية الدولة في الحفاظ على قدسية المشاعر، وحرصها على أن يؤدي الحجاج مناسكهم في أجواء آمنة، خالية من الفوضى أو الازدحام غير المبرر.

ويُنظر إلى هذه الضوابط باعتبارها خطوة أساسية في تنظيم واحدة من أكبر التجمعات البشرية السنوية على مستوى العالم، والتي تستوجب من الجميع، مواطنين ومقيمين وزوار، التزامًا تامًا بالتعليمات الرسمية.

وأكد القثامي أن النجاحات التي تحققها الجوازات والأجهزة الأمنية في كل موسم حج تعود إلى التخطيط المسبق، والتنسيق المستمر، واستخدام أحدث وسائل التقنية والذكاء الاصطناعي في الكشف عن المخالفين، فضلًا عن جاهزية العنصر البشري المدرب، الذي يتعامل باحترافية وحزم في الميدان.

كما نوّه إلى أن الرسالة الأساسية من كل تلك الجهود، هي توفير بيئة مثالية لضيوف الرحمن، ليتمكنوا من أداء النسك دون تعقيدات، مشيرًا إلى أن التهاون مع المخالفين لا يعني فقط تجاوزًا للنظام، بل تهديدًا مباشرًا لأمن الحجاج وسلامة التنظيم.

واختتم الرائد القثامي تصريحاته بدعوة كافة المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع الجهات الأمنية، والامتناع عن نقل المخالفين أو مساعدتهم بأي شكل، مشددًا على أن الالتزام بالتعليمات هو مسؤولية جماعية، وركيزة أساسية في إنجاح موسم الحج، والحفاظ على سمعته كمناسبة دينية عالمية تعكس صورة الإسلام الحقيقية في الانضباط، الرحمة، والنظام.