أفاد مراسل قناة "الإخبارية" سهل الغانمي، بأن نسبة الحجاج الذين اختاروا التعجل في الخروج من منى خلال موسم حج هذا العام تُقدَّر بما يقارب 80% من إجمالي حجاج بيت الله الحرام، وهو ما يعكس مرونة التنظيم ونجاح خطة التفويج، ويؤكد في الوقت ذاته وعي الحجاج والتزامهم بالجدول الزمني الذي أقرته الجهات المنظمة لمناسك الحج.
وأوضح الغانمي خلال تغطيته الميدانية لموسم الحج، أن هذا الرقم يُعد مؤشراً مهماً يُبرهن على فاعلية الخطط التشغيلية التي تم تنفيذها بالتنسيق بين الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة، ورئاسة شؤون الحرمين، وقوى الأمن، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وغيرها من الجهات المساندة التي شاركت في تنظيم تحركات الحجاج بين المشاعر المقدسة وفق جدول دقيق وممنهج.
وقد سعت الجهات المنظمة، استناداً إلى التوجيهات العليا، إلى تطبيق خطة تفويج ذكية تعتمد على تحليل كثافة الحشود، واحتساب الطاقة الاستيعابية الفعلية للأماكن المقدسة، لا سيما في المسجد الحرام وساحاته، لتتم عمليات الطواف والسعي ورمي الجمرات بانسيابية كاملة، ودون أي ازدحامات تُذكر، مع تخصيص مسارات مرورية مرنة وممرات متعددة للخروج الآمن من منى باتجاه مكة المكرمة.
وفي ذات السياق، أشار مراسل "الإخبارية" إلى أن الطاقة الاستيعابية للطواف قد تم رفعها إلى نحو 107 آلاف حاج في الساعة الواحدة، بفضل التوسعات الكبرى التي شهدها المسجد الحرام خلال السنوات الماضية، إلى جانب استخدام تقنيات تنظيمية حديثة وإجراءات رقمية تسهم في تسهيل انسياب الحركة داخل الحرم، والتقليل من أوقات الانتظار، وتنظيم دخول وخروج أفواج الحجاج بطريقة سلسة.
ويُعد رفع الطاقة الاستيعابية لهذا الحد خطوة استراتيجية تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تسهيل أداء المناسك وزيادة القدرة على استقبال أعداد متنامية من الحجاج سنويًا، مع الحفاظ الكامل على جودة الخدمات المقدمة، والارتقاء بتجربة الحاج منذ وصوله إلى الأراضي المقدسة وحتى عودته إلى بلاده.
وأكد الغانمي في حديثه أن هذه الخطط الميدانية والإجراءات اللوجستية أسهمت بشكل مباشر في تيسير أداء المناسك على ضيوف الرحمن، حيث ساد المشاعر المقدسة جو من الطمأنينة والسكينة، وسط إشراف ميداني مباشر من قبل الجهات الأمنية والتنظيمية، التي عملت على مدار الساعة لضمان انسيابية الحركة، وتقديم الخدمات المساندة للحجاج سواء من النواحي الطبية أو الخدمية أو الإرشادية.
وتشير المعطيات إلى أن خيار التعجل أصبح أكثر تفضيلًا لدى أعداد متزايدة من الحجاج في الأعوام الأخيرة، نظراً لما توفّره الخطط التشغيلية من سلاسة في التنقل والراحة في أداء المناسك، وهو ما يدفع كثيراً من الحملات إلى تنظيم برامج مخصصة للتعجل، تتيح للحاج أداء مناسكه في أقل عدد من الأيام الممكنة، دون أن يشعر بالضغط أو الإرهاق.
كما أسهمت البرامج التوعوية والإرشادية التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة والجهات الدينية المصاحبة، في رفع مستوى الوعي لدى الحجاج بخصوص خيارات التعجل والتأخر، مع توضيح الأحكام الشرعية المرتبطة بكل منهما، وهو ما ساعد على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة، وعلى نحو يتناسب مع الحالة الصحية والبدنية لكل حاج.
من جانب آخر، كان لارتفاع الطاقة الاستيعابية داخل الحرم، وتوسعة المسعى، وتوفير عربات الخدمة، ومسارات ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الخدمات اللوجستية، أثر مباشر في تسريع وتيرة أداء المناسك، سواء في الطواف أو السعي أو الرمي، ما جعل عملية خروج الحجاج من منى بعد ثاني أيام التشريق تسير بسلاسة تامة، دون تسجيل حالات ازدحام مقلقة أو حوادث تذكر.
وقد تم رصد التفاعل الإيجابي من الحجاج مع هذه الإجراءات، حيث أعرب كثير منهم في لقاءات إعلامية عن رضاهم الكبير تجاه مستوى التنظيم، والجهود المبذولة من الجهات السعودية المختلفة في خدمة ضيوف الرحمن، معتبرين أن ما تم توفيره من خدمات هذا العام يفوق التوقعات، ويعكس المكانة التي توليها المملكة لقاصدي بيت الله الحرام.
وبحسب مراسل "الإخبارية"، فإن حركة الحجاج في منطقة الجمرات ومداخل مكة كانت سلسلة ومنظمة، خاصة خلال أوقات الذروة، مما يعكس مدى النجاح اللوجستي والتقني الذي تم تحقيقه هذا الموسم، وقد ساعدت التطبيقات الذكية، مثل تطبيق "نسك" وغيره من المنصات الإلكترونية، على إدارة جداول الحجاج وتوجيههم في الأوقات المناسبة لأداء المناسك المختلفة، وتقليل الضغط على المواقع الحيوية.
ولم تغب عناصر الدعم الإنساني عن المشهد، فقد كانت فرق التطوع والمرشدين الميدانيين، إلى جانب الفرق الطبية والإسعافية، متواجدة بكثافة في مختلف المواقع الحيوية، ما عزز من الشعور بالأمان لدى الحجاج وساهم في تجاوز أية حالات طارئة صحياً أو لوجستياً.
واختتم الغانمي حديثه بالتأكيد على أن موسم الحج لهذا العام يُعد من أنجح المواسم تنظيمًا، وفقًا لما رُصد ميدانيًا، مع توقعات باستمرار هذا النهج المتكامل في السنوات القادمة، ليبقى الحج تجربة إيمانية وروحانية راقية، تراعي احتياجات الحاج من كافة النواحي، وتوفر له أقصى درجات الراحة والسلامة.