طقس الإثنين
الأرصاد: موجة حر ورياح مثيرة للغبار تضرب معظم مناطق المملكة!
كتب بواسطة: فهد احمد |

أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، اليوم، تقريره اليومي حول توقعات حالة الطقس، متضمنًا عددًا من المؤشرات الجوية التي تُشير إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة العظمى في عدد من المناطق، إلى جانب نشاط ملحوظ في الرياح السطحية التي قد تثير الأتربة والغبار، ما يؤثر على مستويات الرؤية الأفقية في بعض الأجزاء من المملكة، ويأتي هذا التقرير في إطار متابعة المركز للحالة المناخية اليومية، وتقديم المعلومات الدقيقة إلى كافة فئات المجتمع والجهات ذات العلاقة، بما يضمن استعداد الجميع للتعامل مع التغيرات الجوية.

وتوقع المركز، بمشيئة الله تعالى، أن تُواصل درجات الحرارة ارتفاعها على أجزاء من المنطقة الشرقية، والرياض، والقصيم، وهي مناطق عادةً ما تتأثر خلال فترات الصيف بموجات حرارة ترتفع تدريجيًا نتيجة تأثرها بالكتل الهوائية الساخنة القادمة من المناطق الصحراوية المحيطة، ويُرجّح أن يشهد الطقس في هذه المناطق خلال ساعات الظهيرة ارتفاعًا لافتًا في درجات الحرارة، ما يتطلب أخذ الحيطة، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للتأثر مثل كبار السن والأطفال والعاملين في المواقع المكشوفة.

وفي سياق متصل، يُتوقع أن تنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من تلك المناطق المتأثرة بارتفاع الحرارة، حيث تشمل التأثيرات الجوية أجزاءً من المناطق الشمالية للمملكة، وتحديدًا الحدود الشمالية، والجوف، وتبوك، إلى جانب مناطق حائل، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، التي قد تتعرض لرياح نشطة تتسبب في إثارة الغبار وتدني مدى الرؤية الأفقية، لا سيما على الطرق المكشوفة والمناطق الصحراوية، مما قد يشكّل خطرًا على السائقين والمصابين بمشكلات تنفسية.

وفي ظل هذه الظروف، يُوصي المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام بتعليمات السلامة العامة الصادرة عن الجهات المختصة، خاصة فيما يتعلق بالقيادة الآمنة في الأجواء المغبرة، واستخدام الأقنعة الطبية للحماية من الأتربة العالقة في الهواء، والحد من الخروج في فترات الذروة، وتجنّب التعرّض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا في ساعات الظهيرة.

من جهة أخرى، أفاد التقرير الصادر عن المركز الوطني للأرصاد أنه لا يُستبعد – بمشيئة الله – تكوّن سحب رعدية ممطرة، قد تصحبها رياح نشطة، على أجزاء من المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة، وتحديدًا في منطقتي جازان وعسير، المعروفتين بتكوّن الغطاء السحابي وارتفاع نسب الرطوبة النسبية خلال الصيف، خاصة في المناطق الجبلية والمرتفعة، وتُعد هذه الأمطار فرصة لتلطيف الأجواء في تلك المناطق، كما تُسهم في تغذية مصادر المياه الجوفية وزيادة الغطاء النباتي.

وبالانتقال إلى الأجواء البحرية، فقد أشار التقرير إلى أن حالة البحر الأحمر ستتأثر برياح سطحية شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح ما بين 15 إلى 30 كيلومترًا في الساعة على الجزءين الشمالي والأوسط، بينما تكون الرياح غربية إلى شمالية غربية بسرعة تتراوح بين 10 إلى 20 كيلومترًا في الساعة على الجزء الجنوبي من البحر، ويتوقع أن يتراوح ارتفاع الموج بين نصف المتر ومتر ونصف على الجزءين الشمالي والأوسط، وبين نصف المتر ومتر واحد فقط على الجزء الجنوبي، ما يجعل حالة البحر تتراوح ما بين خفيف إلى متوسط الموج على الجزأين الشمالي والأوسط، وخفيف الموج على الجزء الجنوبي.

أما في ما يتعلق بالخليج العربي، فتشير التوقعات إلى أن حركة الرياح السطحية ستكون جنوبية شرقية على الجزء الشمالي والأوسط، بسرعة تتراوح بين 20 إلى 40 كيلومترًا في الساعة، في حين تكون شرقية إلى شمالية شرقية على الجزء الجنوبي بسرعة أقل نسبيًا تتراوح بين 10 إلى 25 كيلومترًا في الساعة، ويتوقع أن يبلغ ارتفاع الموج في الجزء الشمالي والأوسط من متر إلى مترين، وهو ما يضع حالة البحر في نطاق "متوسط الموج"، بينما يكون الارتفاع أقل في الجزء الجنوبي، إذ يتراوح بين نصف متر إلى متر، ليكون البحر هناك "خفيف الموج".

وتأتي هذه المؤشرات في إطار متابعة المركز الوطني للأرصاد لتحولات الطقس الموسمية التي تمر بها المملكة خلال هذه الفترة من العام، حيث تتميز المملكة بطبيعة مناخية متنوعة تشمل الأجواء الحارة في الوسط والشرق، والنشاط الريحي في الشمال والغرب، إلى جانب الأجواء المعتدلة أو الماطرة أحيانًا في الجنوب الغربي.

ويستند المركز في تقاريره إلى نماذج عددية حديثة وتقنيات متقدمة في الرصد الجوي، تتيح له تقديم معلومات دقيقة تسهم في التخفيف من الآثار المحتملة للظروف الجوية المتقلبة، وتوفر أساسًا لصُنّاع القرار لاتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب، سواء على المستوى المدني أو الأمني أو الصحي أو التعليمي.