رعاية وعطاء وتمكين: بنك الرياض يختتم مشاركة نموذجية في خدمة ضيوف الرحمن
رعاية وعطاء وتمكين: بنك الرياض يختتم مشاركة نموذجية في خدمة ضيوف الرحمن
كتب بواسطة: سماح الرائع |

مع هدوء المشاعر وسكينة الأرواح التي تلت أداء ملايين المسلمين لمناسك الحج، تُسدل الأستار على موسم استثنائي لم يكن مجرد رحلة إيمانية فردية، بل كان ملحمة من التعاون والتنظيم عكست الوجه الحضاري للمملكة العربية السعودية، وفي قلب هذه المنظومة المتكاملة، برز دور القطاع الخاص كشريك استراتيجي لا غنى عنه.

حيث قدم بنك الرياض نموذجاً رائداً في المسؤولية المجتمعية، مختتماً مشاركة فاعلة في موسم حج هذا العام تحت شعار جامع ومعبّر: "رعاية، وعطاء، وتمكين"، لم تكن هذه المشاركة مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت تجسيداً حياً لفلسفة البنك التي تدمج بين دوره الاقتصادي والتزامه الإنساني والوطني تجاه ضيوف الرحمن.

تجلت أولى ركائز هذه المشاركة، وهي "الرعاية"، في سلسلة من المبادرات الميدانية الملموسة التي استهدفت التخفيف على الحجاج ومساعدتهم على أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، لقد تجاوز بنك الرياض دوره كمؤسسة مالية ليصبح جزءاً من نسيج الخدمات اليومية في المشاعر المقدسة، ومن خلال فرقه التطوعية المنتشرة في المواقع الرئيسية، عمل البنك على توفير مستلزمات أساسية كانت بمثابة لمسة حانية في ظل الأجواء الحارة والجهد البدني الكبير، حيث تم توزيع عبوات المياه المبردة والمظلات الشمسية ووسائل التبريد الشخصية، في مبادرة لاقت استحساناً واسعاً وأظهرت اهتماماً عميقاً بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة التي تصنع فارقاً كبيراً في تجربة الحاج.

أما الركيزة الثانية، "العطاء"، فقد عكست الجانب الخيري والتكافلي في استراتيجية البنك، مؤكدةً على أن روح الحج لا تكتمل إلا بالعطاء والبذل، وفي هذا الإطار، لم يقتصر دور البنك على الدعم المادي المباشر، بل امتد ليشمل تفعيل طاقات موظفيه عبر برامج تطوع منظمة أتاحت لهم فرصة خدمة ضيوف الرحمن بشكل مباشر، هذا التوجه نحو "العطاء المؤسسي" المنظم، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المعتمدة والجهات الحكومية ذات الصلة، ضمن وصول الدعم إلى مستحقيه بفاعلية، ورسخ ثقافة التطوع والبذل بين منسوبي البنك، محولاً المسؤولية الاجتماعية من مجرد التزام إداري إلى ممارسة حية وشعور بالفخر والغاية النبيلة.

وتأتي الركيزة الثالثة، "التمكين"، لتمثل الجانب الأكثر ابتكاراً وعمقاً في مشاركة بنك الرياض، حيث انتقلت المبادرات من حيز الدعم اللحظي إلى الإسهام في بناء تجربة حج أكثر استدامة ومرونة، لقد سخّر البنك خبراته التقنية والمالية لتمكين الحجاج من إدارة شؤونهم المالية بسهولة وأمان، من خلال التوسع في حلول الدفع الرقمية ونقاط البيع الإلكترونية في مناطق المشاعر، هذا التمكين المالي لم يقلل من مخاطر حمل النقود فحسب، بل سهّل على الحجاج والتجار إجراء معاملاتهم بسرعة وكفاءة، وهو ما ينسجم مع التوجه الوطني نحو التحول الرقمي وأهداف رؤية السعودية 2030 في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

إن الفلسفة التي حكمت مشاركة بنك الرياض هذا العام تتجاوز المفهوم التقليدي للعمل الخيري الموسمي، لتقدم رؤية استراتيجية للمسؤولية المجتمعية، فمن خلال الدمج بين الرعاية المباشرة والعطاء المنظم والتمكين المبتكر، استطاع البنك أن يخلق نموذجاً متكاملاً لا يهدف إلى تقديم المساعدة فحسب، بل يسعى إلى تحسين جودة التجربة الكلية للحاج، هذا النهج يثبت أن مؤسسات القطاع الخاص الكبرى قادرة على أن تكون قوة دفع إيجابية ومؤثرة في المشاريع الوطنية الكبرى، عندما توائم بين أهدافها التجارية وقيمها المجتمعية.

وقد انعكس هذا الجهد المتكامل في الصورة الذهنية التي تركها البنك لدى الحجاج والمنظمين على حد سواء. لم يعد يُنظر إليه فقط كهيكل زجاجي شاهق في قلب المدن الكبرى، بل كشريك ميداني متواجد على الأرض، يشارك الناس أفراحهم ومشاعرهم، ويسهم بفاعلية في إنجاح حدث هو الأهم والأقدس في قلوب المسلمين، إن مشاهد موظفي البنك وهم يرشدون تائهاً أو يقدمون الماء لعطشان، هي أبلغ تعبير عن نجاح هذه الاستراتيجية في تحويل شعار "رعاية وعطاء وتمكين" إلى واقع حي وملموس.

تأتي هذه المبادرات في سياق أوسع تتبناه المملكة العربية السعودية، والذي يقوم على تضافر جهود كافة القطاعات، الحكومية والخاصة وغير الربحية، لضمان تقديم أرقى مستوى من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، ويقدم بنك الرياض مثالاً يحتذى به في كيفية استجابة القطاع المالي لهذا الواجب الوطني، مؤكداً على أن دوره لا يقتصر على تمويل المشاريع وتنمية الاقتصاد، بل يمتد ليشمل بناء المجتمع وتعزيز تماسكه وقيمه الإنسانية.

وفي الختام، مع اختتام بنك الرياض لمشاركته الناجحة، فإنه لا يطوي صفحة عمل موسمي، بل يضيف فصلاً جديداً إلى سجله الحافل في خدمة المجتمع، لقد أثبت البنك أن الاستثمار في القيم الإنسانية لا يقل أهمية عن الاستثمار في الأصول المالية، وأن النجاح الحقيقي للمؤسسات الكبرى يُقاس بمدى قدرتها على ترك أثر إيجابي ودائم في حياة الناس، وهو ما نجح في تحقيقه بامتياز في موسم حج هذا العام.