الأخضر
الأخضر يرفع وتيرة الإعداد واستعداد خاص لموقعة أستراليا
كتب بواسطة: محمد الخوري |

يواصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم استعداداته المكثفة ضمن معسكره الإعدادي المقام حاليًا في مدينة جدة، وذلك استعدادًا لخوض المواجهة الحاسمة أمام منتخب أستراليا، ضمن الجولة الأخيرة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، ويأتي هذا المعسكر في إطار حرص الجهاز الفني والإداري على رفع مستوى الجاهزية الفنية والبدنية لجميع اللاعبين، وتكثيف الاستعدادات التكتيكية لمواجهة منافس يُعد من أبرز المنتخبات الآسيوية.

وقد شهدت الحصة التدريبية التي أُقيمت مساء أمس تنظيمًا دقيقًا من قِبل المدير الفني الفرنسي إيرڤي رينارد، الذي عمد إلى تقسيم اللاعبين إلى مجموعتين وفقًا للجهد المبذول في المباراة الأخيرة التي خاضها المنتخب السعودي أمام نظيره البحريني، وضمت المجموعة الأولى اللاعبين الذين شاركوا بصفة أساسية خلال اللقاء، حيث خضعوا لتمارين استرجاعية داخل النادي الرياضي، شملت تمارين خفيفة الهدف منها تقليل أثر الجهد العضلي واستعادة النشاط البدني دون إجهاد إضافي، في خطوة تُعد أساسية ضمن برامج الإعداد الاحترافي.

أما المجموعة الثانية، فقد ضمّت بقية اللاعبين الذين لم يشاركوا في التشكيلة الأساسية أو شاركوا لوقت محدود، حيث خاضوا حصة تدريبية فنية وبدنية مكتملة العناصر، وبدأت التدريبات بتمارين الإحماء التي شملت الجري الخفيف وتمارين التهيئة العضلية، ثم انتقل اللاعبون إلى تمارين “المربعات”، وهي إحدى الطرق التدريبية الشائعة التي تهدف إلى تطوير التمرير والتحكم في الكرة تحت الضغط، وتُسهم في رفع الانسجام بين اللاعبين وتعزيز الاستجابة التكتيكية الفورية.

واستكملت الحصة التدريبية بإجراء تقسيمة فنية بين مجموعتين على نصف مساحة الملعب، تحت إشراف مباشر من رينارد وفريقه الفني، حيث حرص الطاقم على تطبيق عدد من الجمل التكتيكية، مثل تنظيم خطوط اللعب في الوضعين الدفاعي والهجومي، والتعامل مع الكرات المرتدة، بالإضافة إلى تحسين تمركز اللاعبين أثناء بناء الهجمة، وتنويع طرق الاختراق، واختُتمت الحصة بتمارين الإطالة والتهدئة، لضمان إنهاء النشاط التدريبي بأقل ضغط عضلي ممكن، وتقليل احتمالية الإصابة أو الإجهاد.

وفي السياق ذاته، واصل اللاعب مهند آل سعد برنامجه التأهيلي الخاص، وذلك برفقة المعدّ البدني للمنتخب، ضمن خطة متدرجة تهدف إلى إعداده للعودة التدريجية إلى التمارين الجماعية فور التأكد من جاهزيته الطبية والبدنية الكاملة، ويُظهر الطاقم الطبي اهتمامًا بالغًا بحالة اللاعب، لضمان عدم الاستعجال في عودته تفاديًا لتكرار الإصابة أو الانتكاسة.

من جانب آخر، شهدت الحصة التدريبية مشاركة اللاعب مهند الشنقيطي، بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن بعض الحصص الماضية، حيث ظهر بشكل جيد في التدريبات الجماعية، وأثبت جاهزيته للانضمام إلى خيارات المدرب في المباراة المرتقبة، ويُعد الشنقيطي من العناصر التي يعوّل عليها المنتخب في بعض الأدوار الدفاعية والهجومية، نظرًا لمرونته في اللعب على أكثر من مركز.

ويواصل المنتخب السعودي الأول برنامجه الإعدادي المكثف، إذ من المقرر أن تُقام الحصة التدريبية المقبلة مساء يوم الأحد، على أرضية الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، وذلك عند الساعة السابعة مساءً، وقد تقرر أن تكون هذه الحصة مغلقة أمام وسائل الإعلام والجماهير، بهدف تركيز الطاقم الفني على تفاصيل الخطة الفنية التي سيتم تطبيقها في المواجهة القادمة، كما تُتيح الخصوصية تكثيف العمل على الجوانب التكتيكية الدقيقة التي لا يرغب الجهاز الفني في كشفها قبل اللقاء.

وتُعد المباراة المقبلة أمام منتخب أستراليا واحدة من المحطات المفصلية في مشوار التصفيات، حيث يأمل المنتخب السعودي في تحقيق نتيجة إيجابية تعزز حظوظه في التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026، والبناء على الأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون في الجولات السابقة من التصفيات، وقد أظهرت العناصر الوطنية مستويات لافتة في الآونة الأخيرة، ما يعكس جدية الاستعداد ورغبة اللاعبين في تمثيل الوطن بأفضل صورة على الصعيد القاري والدولي.

ويُشيد المتابعون والنقاد بالدور الذي يلعبه المدرب الفرنسي إيرڤي رينارد في توظيف قدرات اللاعبين وتطوير الأداء الجماعي، خاصة في الجانب الدفاعي وتنظيم الانتقالات السريعة، وهو ما ظهر في عدة مباريات سابقة، كما يُثني العديد من المراقبين على سياسة تدوير اللاعبين التي يتبعها، والتي تضمن إشراك أكبر عدد ممكن من العناصر في ظل جدول المباريات المزدحم، وضغط المواجهات المتقاربة زمنيًا.

ويُذكر أن المنتخب السعودي يتمتع بسجل حافل من المشاركات الناجحة في التصفيات الآسيوية، وسبق له التأهل إلى نهائيات كأس العالم في عدة مناسبات، كان آخرها في النسخة التي أقيمت في قطر عام 2022، حيث ترك بصمة مميزة بفوزه على منتخب الأرجنتين في واحدة من أكثر مفاجآت المونديال إثارة.