رياح مثيرة للغبار تضرب مناطق واسعة من المملكة
خبراء الأرصاد يكشفون سر "الرياح الغامضة" التي تضرب المملكة.. وهذه هي المناطق الأكثر تأثراً
كتب بواسطة: هلال الحداد |

تواصل الأرصاد الجوية السعودية تحذيراتها من استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على عدد من مناطق المملكة، وسط توقعات باستمرار هذه الأجواء المتقلبة لعدة أيام مقبلة. يأتي ذلك في إطار تغيرات مناخية متكررة تشهدها البلاد مع دخول فصل الصيف وتبدلات الكتل الهوائية.

وذكر المركز الوطني للأرصاد في بيانه اليومي أن رياحًا سطحية نشطة ستستمر في التأثير على مناطق عدة، تشمل أجزاء من الرياض والقصيم والشرقية، إلى جانب مناطق من المدينة المنورة ومكة المكرمة، ما قد يتسبب في انخفاض الرؤية الأفقية في تلك المواقع.

وأشار المركز إلى أن هذه الرياح تُصاحبها أحيانًا موجات غبار كثيف، خاصة في المناطق المفتوحة والطرق السريعة، مما قد يؤدي إلى عرقلة الحركة المرورية وتدني مستوى جودة الهواء. وقد دعا المركز السائقين إلى توخي الحذر واتباع الإرشادات المرورية في مثل هذه الظروف المناخية.

وفي السياق ذاته، أوضح خبراء الأرصاد أن هذه الرياح النشطة ترتبط بمنخفضات حرارية سطحية تشتد في هذا الوقت من العام، حيث تعمل على إثارة الأتربة المحمولة على سطح الأرض، لا سيما في المناطق الصحراوية المكشوفة ذات التربة الجافة.

وبيّن التقرير اليومي للأرصاد أن درجات الحرارة العظمى لا تزال مرتفعة، وتصل في بعض المناطق الداخلية إلى ما فوق 45 درجة مئوية، مما يزيد من الشعور بالتعب والإجهاد الحراري، خاصة مع ترافق الغبار الذي يزيد من صعوبة التنفس لدى كبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي.

وقد شدد المركز الوطني للأرصاد على أهمية متابعة تحديثات الحالة الجوية عبر منصاته الرسمية، مؤكّدًا أن التنبيهات تُحدّث على مدار الساعة بحسب تطورات الرياح وحركة الكتل الهوائية، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين والمقيمين.

من جانبها، رفعت الجهات الصحية من استعداداتها في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، تحسبًا لأي حالات طارئة ناجمة عن موجات الغبار، خصوصًا تلك المرتبطة بأمراض الربو والتحسس الرئوي. وأهابت بمرضى الجهاز التنفسي التزام منازلهم قدر الإمكان.

كما نصحت وزارة التعليم إدارات المدارس في المناطق المتأثرة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الطلاب، خصوصًا في الفترات الصباحية التي تتزامن مع ذروة نشاط الرياح، مشيرة إلى إمكانية تفعيل الدراسة عن بُعد في حال استمرار الظروف الجوية غير المستقرة.

وفي ذات السياق، أعلنت بعض أمانات المناطق تكثيف جهود فرق النظافة لمواجهة تراكم الغبار في الشوارع والأحياء، خاصة بعد أن سجلت أجهزة الرصد البيئي ارتفاعًا في مؤشرات التلوث الهوائي بفعل الرمال المحمولة بالرياح.

وقد تسببت هذه الأجواء الغبارية في تأجيل أو تقليص عدد من الأنشطة الخارجية، بما في ذلك الرحلات البرية وبعض الفعاليات الرياضية المفتوحة، فيما اضطر بعض خطوط الطيران الداخلي إلى تعديل مواعيد إقلاع بعض الرحلات مؤقتًا بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية.

ويُرجّح خبراء الطقس استمرار هذا النمط من الرياح خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة استمرار تمركز الكتلة الهوائية الحارة فوق الجزيرة العربية، مصحوبة باضطرابات جوية محلية تساهم في تشكّل العواصف الرملية المحدودة في بعض النطاقات الجغرافية.

هذا، وقد شهدت المملكة خلال السنوات الأخيرة تكرارًا ملحوظًا لمثل هذه الظواهر الجوية، ما يعكس تأثرها بمظاهر التغير المناخي التي طالت معظم مناطق الشرق الأوسط، ودفعت العديد من الجهات إلى التوسع في دراسات الظواهر المناخية وآثارها البيئية والاجتماعية.

ودعت هيئة الأرصاد الجميع إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة، والامتثال للتحذيرات المعلنة عبر تطبيقات الإنذار المبكر، مشددة على أن سلامة الأفراد تتطلب وعيًا بمخاطر هذه الرياح وما قد تحمله من تأثيرات على الصحة العامة والأنشطة اليومية.

يُذكر أن المناطق الجنوبية من المملكة قد تشهد بدورها بعض التغيرات المناخية المرتبطة بالرطوبة النسبية وتكوّن السحب الركامية في أوقات متفرقة من النهار، بينما تظل الرياح المثيرة للغبار هي السمة الطاغية في معظم المناطق الوسطى والغربية.

وتحرص الجهات المختصة على التنسيق المستمر لمواجهة هذه الظواهر الجوية من خلال خطط طوارئ مسبقة تشمل الجهات الأمنية، والإغاثية، والصحية، والتعليمية، وذلك في إطار استجابة تكاملية هدفها التقليل من المخاطر وتأمين الحياة العامة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار