فلكية جدة: التربيع الأخير لقمر ذي الحجة يُرصد مساء اليوم
فلكية جدة: التربيع الأخير لقمر ذي الحجة يُرصد مساء اليوم
كتب بواسطة: محمد خالد |

أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن القمر سيصل مساء الليلة إلى مرحلة "التربيع الأخير" في شهر ذي الحجة، وذلك عند الساعة 10:19 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، في ظاهرة فلكية يمكن متابعتها بسهولة بالعين المجردة في السماء الصافية.

ويمثل التربيع الأخير أحد أبرز أطوار القمر خلال دورته الشهرية، حيث يكون القمر قد أكمل ثلاثة أرباع مداره حول الأرض، ليظهر مضاءً بنسبة 50% من الجهة الغربية، في حين تبقى الجهة الشرقية منه في الظل.

ويُشاهد القمر في هذه المرحلة في الأفق الشرقي بعد منتصف الليل، ثم يرتفع تدريجيًا ليصل أعلى نقطة في السماء قبيل الفجر، قبل أن يغرب عند الأفق الغربي في ساعات الصباح المتأخرة من اليوم التالي.

وتوضح فلكية جدة أن هذه المرحلة تُعد من أفضل الأوقات لرصد تفاصيل سطح القمر، إذ تسقط أشعة الشمس بزاوية منخفضة على الفوهات الجبلية، ما يجعل الظلال طويلة وواضحة، فتُظهر البنية الطبوغرافية للقمر بوضوح مميز.

وأشارت الجمعية إلى أن ظاهرة التربيع الأخير تُتيح للمهتمين فرصة مميزة للرصد والتصوير، خصوصًا في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي، كما يمكن استخدام التلسكوبات الصغيرة أو حتى المناظير لتكبير المشهد وملاحظة التضاريس بدقة.

وأكدت أن القمر في هذه المرحلة يتحرك بين النجوم الخلفية في كوكبة الحوت، ويمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة، ما يجعلها فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي ومحبي متابعة السماء ليلاً.

ويأتي التربيع الأخير هذا الشهر متزامنًا مع الأيام الأخيرة من ذي الحجة، ليُعلن قرب انتهاء الدورة القمرية، واقتراب بداية شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية الجديدة، ما يضفي على الحدث بُعدًا رمزيًا وروحانيًا.

وبحسب فلكية جدة، فإن الدورة القمرية تستغرق حوالي 29.5 يومًا، يمر فيها القمر بعدة أطوار تبدأ بالمحاق، ثم الهلال، فالتربيع الأول، ثم البدر، يليه التربيع الأخير، قبل أن يعود مجددًا إلى المحاق في دورة متكررة.

ويُعد القمر خلال هذه المرحلة بمثابة "ساعة سماوية"، إذ يُساعد موقعه وزاوية إضاءته على تحديد الوقت والفصول واتجاه الغرب، وهو ما كان يُستخدم منذ القدم في الملاحة والتقويمات الهجرية.

ودعت الجمعية إلى متابعة القمر خلال الساعات القادمة، لا سيما أن السماء ستكون صافية في أغلب مناطق المملكة، مما يمنح الراصدين فرصة فريدة لمتابعة مشهد طبيعي متكرر لكنه مدهش في تفاصيله.

وشددت الجمعية على أهمية متابعة مثل هذه الظواهر الطبيعية لتعزيز الوعي الفلكي لدى فئات المجتمع المختلفة، معتبرة أن مراقبة القمر لا تتطلب معدات متخصصة، بل تبدأ بنظرة تأملية نحو السماء.

وأكدت أن مثل هذه الظواهر تُمثل مدخلًا رائعًا لتعليم الأطفال والناشئة مبادئ الفلك، وربطهم بالعلم من خلال ما يشاهدونه يوميًا في السماء، وهو ما تسعى الجمعية إلى تعزيزه عبر أنشطتها وبرامجها المجتمعية.

وبيّنت الجمعية أن التربيع الأخير هو مؤشر طبيعي على انتظام حركة القمر ودقة موقعه ضمن نظام سماوي بالغ التعقيد والدقة، ما يثير الإعجاب العلمي والروحاني في آن واحد لدى متابعي السماء.

وتحرص الجمعية الفلكية بجدة على مواكبة جميع الظواهر الفلكية بشكل دوري، وتقديم المعلومات المرتبطة بها بلغة مبسطة تسهم في تعزيز الثقافة الفلكية، عبر منصاتها الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة.

وبهذا الحدث، يكون القمر قد أكمل جزءًا كبيرًا من رحلته الشهرية، ليعود قريبًا إلى طور المحاق، معلنًا انتهاء شهر ذي الحجة، وبدء شهر هجري جديد، في دورة كونية لا تتوقف عن الإبهار والدقة في التوقيت والتناغم السماوي.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار