أطلقت شركة أدوبي رسميًا تطبيق Firefly على هواتف أندرويد وiOS، في خطوة توسّع بها نطاق استخدام أدواتها الإبداعية المعززة بالذكاء الاصطناعي خارج متصفحات الويب، لتصل إلى المستخدمين على أجهزتهم المحمولة مباشرة بعد شهور من الإتاحة الحصرية عبر الإنترنت.

هذا الإعلان جاء ليُعيد تسليط الضوء على Firefly، الذي كان قد ظهر لأول مرة في مؤتمر Adobe Max، حيث قُدم كمنصة موحّدة تضم أدوات توليد الصور والفيديو والصوتيات والرسوميات المتجهة، عبر نماذج ذكية داخلية وأخرى من شركات شريكة.

ومع التحديث الجديد، أضافت أدوبي ميزة بارزة هي Firefly Boards، وهي أداة مصممة لمساعدة المستخدمين على ترتيب أفكارهم بصريًا من خلال لوحات إلهام رقمية يمكن من خلالها تنظيم الوسائط وتحريكها أو تعديلها بسهولة.

كانت تلك الميزة قد طُرحت سابقًا في مرحلة تجريبية محدودة، لكنها أصبحت الآن متوفرة للجميع، مع تحسينات تشمل إمكانيات متقدمة مثل مزامنة التعديلات مع فوتوشوب وباقي تطبيقات Creative Cloud، وتوليد مقاطع فيديو تلقائيًا من عناصر بصرية مرجعية.

ولم تكتفِ أدوبي بذلك، بل وسّعت أيضًا نطاق نماذج الذكاء الاصطناعي التي يدعمها Firefly، ليشمل بالإضافة إلى Image 4 وImage 4 Ultra، مجموعة من النماذج الخارجية مثل Runway وLuma وPika وIdeogram.

ووفقًا للشركة، فإن نموذج Image 4 هو الأكثر استخدامًا حتى الآن، بينما يشهد النموذج المتقدم Image 4 Ultra إقبالًا محدودًا لا يتجاوز 10% من الاستخدامات، في حين تميل بعض الفئات إلى استخدام النماذج الخارجية في مراحل العمل الأولى.

اللافت في اعتماد المستخدمين على النماذج الخارجية هو تنوع مزاياها، مثل نموذج OpenAI الذي يتفوق في فهم الأوامر النصية المعقدة، أو نموذج Ideogram المتخصص في دمج النصوص داخل الصور بشكل واضح ومتناغم.

وأكدت أدوبي أن جميع النماذج، سواء كانت من تطويرها أو من مصادر خارجية، تخضع لسياسات خصوصية صارمة تضمن عدم استخدام بيانات المستخدمين في عمليات التدريب أو التطوير.

هذا التوسع يأتي ضمن خطة أدوبي لخلق بيئة مفتوحة تتيح للمستخدم حرية اختيار النموذج الأنسب لطبيعة مشروعه، مع التأكيد على أهمية التوافق مع سياسات حماية البيانات كشرط أساسي لأي شراكة مستقبلية.

وقد فتحت الشركة باب التوسع المستقبلي، مشيرة إلى أنها ستواصل دعم المزيد من النماذج الجديدة التي تُظهر التزامًا فعليًا بمعايير الأمان والخصوصية، مما يعكس استراتيجيتها لبناء نظام بيئي آمن ومرن في مجال الذكاء الاصطناعي الإبداعي.

التطبيق بات متاحًا الآن للتنزيل على متجر App Store لهواتف آيفون، وعلى متجر Google Play لأجهزة أندرويد، ليكون متاحًا أمام ملايين المستخدمين الذين يبحثون عن أدوات قوية لإنشاء محتوى بصري فوري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع أن يشكل Firefly نقلة نوعية في طريقة إنتاج المحتوى الإبداعي على الهواتف، خصوصًا مع سهولة الوصول إليه وتكامله مع بيئة أدوبي السحابية التي يعتمد عليها ملايين المصممين حول العالم.

هذا الإطلاق قد يُعيد ترتيب المشهد في سوق التطبيقات الإبداعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، نظرًا لما تقدمه أدوبي من أدوات متقدمة تجمع بين الجودة وسهولة الاستخدام، مدعومة بإرث طويل في صناعة التصميم والمونتاج الرقمي.

الملاحظ أن Firefly لا يقدم مجرد تجربة تقنية، بل يضع بين يدي المستخدم أدوات تحاكي تفكيره وتفتح له آفاقًا جديدة في التعبير البصري، مما يجعله أكثر من مجرد تطبيق بل منصة للإبداع المحمول.

وبينما تتسابق شركات التكنولوجيا لتقديم تطبيقات ذكاء اصطناعي في مجالات متعددة، تظل أدوبي متميزة في تقديم أدوات موجهة للفنانين والمبدعين، مع مراعاة خصوصيات العمل الإبداعي وتحدياته التقنية.

مع كل هذه التحديثات والإضافات، يبدو أن Firefly يتجه ليكون واحدًا من التطبيقات الرائدة في عالم التصميم بالذكاء الاصطناعي، خاصة مع حرص أدوبي على التوسع المستمر وتحقيق تكامل سلس بين الإبداع البشري والآلي.