ريال مدريد والهلال
مفاجأة في الجولة الأولى.. الهلال "يُحرج" بطل أوروبا ويفرض عليه نتيجة لم تكن في الحسبان
كتب بواسطة: مختار العسلي |

واصل ريال مدريد الإسباني مسلسل مشاكله الدفاعية أمام الأندية العربية في بطولة كأس العالم للأندية، بعدما اكتفى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله مع الهلال السعودي، جاء اللقاء ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة ضمن النسخة الموسعة للمسابقة، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية هذا العام، وظهر الفريق الملكي متفوقًا من الناحية الهجومية رغم تحفظ دفاعه المبكر.

لم يكد تمر الدقيقة والنصف الأولى في المباراة حتى نجح جناح ريال مدريد غونزالو غارسيا في كسر الجمود، انطلق اللاعب الأرجنتيني بسرعة نحو منطقة الجزاء قبل أن يسدد كرة قوية على يمين حارس الهلال، سجل الهدف في الدقيقة 34، ليمنح فريقه أفضلية مؤقتة وسط تصفيق الجماهير.

على الرغم من تقدم الملكي في النتيجة، لم يستسلم الهلال السعودي للضغط، نجح لاعبو الزعيم في إعادة ترتيب صفوفهم والبحث عن شن هجمات مرتدة، زادت وتيرة اللقاء حدةً وإثارةً مع انتصاف الشوط الأول، مع حس دفاعي لافت من الجانبين.

في الدقيقة 41، احتسب الحكم ركلة جزاء للهلال بعدما لمست كرة مدافع ريال مدريد بيده داخل منطقة الست ياردات.

 لم يتردد نجم الوسط البرتغالي روبن نيفيز في قيادة تنفيذ الركلة، وضع نيفيز الكرة بثقة داخل الشباك محررًا هدف التعادل، وظهرت ردة فعل سلبية من دفاع ريال مدريد أدت إلى تراجع مؤقت في قدرتهم على بسط السيطرة.

عاد التعادل ليعطي اللقاء منحى جديدًا من التفاهم التكتيكي والتأني في كل تمريرة، استمر ريال مدريد في الاستحواذ وتصاعدت محاولة خط هجومه لتسجيل هدف ثالث،  بينما اعتمد الهلال على المرتدات السريعة وخبرة لاعبيه في إرباك دفاع الضيوف، استمر لاعبو الهلال في مبادرة هجمات مرتدة متقنة، مستفيدين من توجيهات مدربهم بإغلاق المساحات في وسط الملعب.

انتهى الشوط الأول على واقع التعادل الإيجابي بين العملاقين الإسباني والسعودي، فيما بدا أن كل فريق احتفظ بأوراقه للمواجهة في الشوط الثاني، سادت بعض الثغرات الدفاعية لدى ريال مدريد، الأمر الذي أثار مخاوف جماهيره من تكرار الأخطاء في الشوط الثاني، حرص المدربان على إجراء ملاحظات فنية خلال الاستراحة قبل عودة اللاعبين إلى أرض الملعب.

مع بداية الشوط الثاني، حاول ريال مدريد تنويع أساليبه الهجومية من خلال الاستفادة من الكرات العرضية والانطلاقات من العمق، استند ريال مدريد إلى تحركات تشكيلته الجديدة مع دخول بعض لاعبي الاحتياط لتعزيز الخيار الهجومي والضغط على قلب دفاع الهلال. لكن صلابة الدفاع الهلالي وتراجع لاعبيه مع كل كرة وصلت إلى المربع الخلفي أحبطت محاولات ريال مدريد الخطيرة.

في الوقت الذي حاول فيه الملكي اختراق الدفاع، بدا أن الشباك النظيفة لا تزال عائقًا صعبًا أمامه، تكبد ريال مدريد هدفًا عربياً في كل مواجهة له ببطولة كأس العالم للأندية، منذ ظهور الأندية العربية في عام 2000.

وتمتد هذه السلسلة على ست مباريات رسمية، تكررت الوعود بتحقيق شباك نظيفة قبل انطلاق البطولة، لكنها اصطدمت بواقع تاريخي صعب أمام الفرق العربية.

استقبله شباك ريال مدريد هدفًا أمام النصر السعودي في بداية القرن الحالي، ثم تعرض الفريق لـهدفين أمام الرجاء البيضاوي المغربي في النسخة الأولى عام 2000 بالبرازيل.

تظهر هذه الأرقام حجم التحدي الذي يواجهه دفاع الملكي أمام مساحات اللاعبين العرب. وجاء هدف النصر في مباراة البطولة الافتتاحية، مدشنًا بداية مسلسل المأساة الدفاعية للملكي في المسابقة العالمية.

واصلت الفرق الإماراتية هذا التحدي بتسجيل أهداف أمام ريال مدريد عامي 2017 و2018، حيث هزّت شباك الفريق هدفًا من الجزيرة وهدفًا من العين على الترتيب، أما النسخة الماضية عام 2022 في المغرب، فقد استقبل ريال مدريد هدفًا ثم ثلاثة أهداف في المباراة النهائية، ومع تقدّم المستوى التقني لدى الأندية العربية، فشل ريال مدريد في تلافي تلك الثغرات الدفاعية خلال تلك اللقاءات.

بات رصيد الأهداف التي سجلتها الأندية العربية في شباك ريال مدريد على ملعب كأس العالم للأندية يصل إلى عشرة أهداف بعد هدف نيفيز/ ورغم فوارق الخبرة والميزانية بين الأندية الأوروبية والنظير العربي، تبدو معادلة الأرقام متقاربة على أرضية الميدان.

في مواجهة تجعل الدفاع الإسباني تحت المجهر، يسعى ريال مدريد لتصحيح المسار وتجنب البصمة العربية أمامه في لقاءات مستقبلية، يتطلع جمهور الملكي إلى أن تتحول هذه الإحصائية السلبية إلى دافع إضافي نحو شباك نظيفة في المباريات القادمة.

يستعد ريال مدريد لمواجهة منافس آخر في المجموعة الواحدة بعد أيام قليلة، وسيحاول خلالها كسر هذه السلسلة المخيبة أمام الأندية العربية، وإن نجح الفريق في ذلك، فسيكون قد وضع حدًا لعقدة الدفاع المتكررة التي عاشها على مدار ربع قرن.

أما الهلال فسيبحث عن تعزيز حظوظه في التأهل للدور التالي، مستغلاً هذه النقطة التي حققها أمام بطل أوروبا، ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيتمكن الفريق السعودي من إعادة كتابة التاريخ أمام الأندية الأوروبية مجددًا، أم ستتواصل هيمنة الليجا على هذه البطولة؟

الأكثر قراءة
آخر الاخبار