تلقى الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم ضربة موجعة قبيل انطلاق معسكر الأخضر استعدادًا للاستحقاقات الدولية القادمة، وذلك بعد التأكد من غياب المدافع حسن كادش رسميًا عن قائمة المنتخب، بناءً على تقرير طبي مفصل يؤكد عدم جاهزيته البدنية للمشاركة في المرحلة المقبلة.
وجاء استبعاد كادش بعد أن خضع لفحوصات دقيقة على موضع إصابة سابقة في العضلة الخلفية، حيث أظهرت النتائج الطبية وجود إجهاد عضلي يستدعي الراحة التامة لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، مما يعني غيابه عن المعسكر التحضيري المقبل ومباريات المنتخب خلال هذه الفترة.
اللاعب كان قد أبدى رغبة قوية في التواجد ضمن صفوف المنتخب، خاصة مع تحسّن مستواه الفني مؤخرًا، إلا أن الطاقم الطبي بالتنسيق مع الجهاز الفني قرر عدم المجازفة بإشراكه حفاظًا على سلامته وتفادي تفاقم الإصابة، وفضل منحه الوقت الكافي للتأهيل والتعافي.
ويمثل غياب حسن كادش خسارة فنية للمنتخب الوطني، نظرًا لما يمتلكه من خبرة طويلة في مركز الظهير الأيسر، وقدرته على تنفيذ الأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة، بالإضافة إلى انسجامه مع عناصر القائمة الحالية بعد سنوات من التواجد المستمر في المعسكرات والمباريات.
الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني حرص على التواصل مع اللاعب وطمأنته بأن مكانه محفوظ في حسابات المنتخب، وأن قرار الاستبعاد مؤقت فقط لحين اكتمال جاهزيته، مع تأكيد دعمهم الكامل له خلال مرحلة التأهيل، وحرصهم على عودته بقوة للمنافسات.
وكان كادش قد شارك في عدة مباريات مؤخراً مع ناديه، لكنه شعر بآلام متكررة ما دفع الجهاز الطبي لمزيد من التحاليل، لتحديد طبيعة الإصابة بدقة، وهو ما كشف الحاجة لبرنامج علاجي وتأهيلي، يمنع مشاركته في التزامات المنتخب الحالية حتى إشعار آخر.
الجماهير أبدت تعاطفها مع اللاعب فور إعلان الخبر، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الدعم والتمنيات بالشفاء العاجل، فيما تداولت الجماهير صورًا ومقاطع لكادش من أبرز لحظاته مع المنتخب، تعبيرًا عن تقديرهم لأدائه وإسهاماته في الدفاع عن ألوان الأخضر.
ويأتي غياب كادش في وقت يستعد فيه المنتخب السعودي لعدد من المباريات الودية والرسمية ضمن روزنامة الاتحاد الآسيوي والدولي، في إطار التحضير للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بالإضافة إلى مشاركات قارية مرتقبة تتطلب وجود عناصر جاهزة بدنيًا وفنيًا.
وفي ظل غيابه، بدأ الجهاز الفني دراسة خيارات بديلة في مركز الظهير الأيسر، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية استدعاء أحد الوجوه الشابة التي تألقت محليًا خلال الموسم المنصرم، في محاولة لتعويض الفراغ وخلق مزيد من التنوع داخل القائمة.
وأكدت مصادر مقربة من الجهاز الفني أن الأولوية ستكون للاعب الأكثر جاهزية ولياقة بدنية، مع إعطاء الفرصة للعناصر الشابة لإثبات قدراتها، وهو توجه يعكس استراتيجية المنتخب الحالية في الدمج بين الخبرة والطموح، استعدادًا للاستحقاقات الكبرى القادمة.
من جانبه، عبّر اللاعب عن أسفه لغيابه عن تمثيل المنتخب في هذه المرحلة، مؤكدًا التزامه الكامل ببرنامج التأهيل، وشكره للجهاز الفني والطبي على تعاملهم الاحترافي مع وضعه الصحي، واعدًا ببذل أقصى جهده للعودة في أسرع وقت ممكن.
وقال كادش في تصريح مقتضب عبر حسابه الرسمي: "كنت أتمنى التواجد مع زملائي لتمثيل الوطن، لكن سلامتي أولًا، وسأعود أقوى بإذن الله. شكرًا لكل من ساندني ووقف معي"، لتلقى بعدها تفاعلًا كبيرًا من جماهير الأخضر وزملائه في المنتخب والنادي.
ويُذكر أن حسن كادش يُعد من الركائز الدفاعية التي اعتمد عليها المنتخب في أكثر من مناسبة، وشارك في بطولات قارية ودولية، ويتميّز بأدائه المتوازن وانضباطه التكتيكي، مما يجعله أحد الأسماء المهمة في الخارطة الفنية للمدرب الوطني.
وبينما يخسر المنتخب عنصرًا مهمًا في هذه الفترة، فإن ثقافة الاستعداد البديل وروح المجموعة التي يحرص الجهاز الفني على ترسيخها، تبقى الضمان الأهم لاستمرارية الأداء والتماسك، في ظل روزنامة مزدحمة بالمباريات والمنافسات التي تنتظر الأخضر.