أسعار النفط
بعد التدخل الأمريكي في الصراع.. أسعار النفط تقفز لمستويات قياسية.. والعالم يحبس أنفاسه
كتب بواسطة: مختار العسلي |

أثّرت الضربة الأمريكية التي استهدفت المفاعلات النووية الإيرانية على أسواق الطاقة العالمية، لتلقي بظلال ثقيلة على أسعار النفط، وسط حالة من التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط.

وسجلت العقود المستقبلية لخام برنت قفزة ملحوظة بنسبة تجاوزت 11% منذ اندلاع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، في مؤشر على تأثر الأسواق بالتطورات الجيوسياسية المتسارعة.

ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع التدخل الأمريكي المباشر في الصراع، حيث نفّذت واشنطن ضربات دقيقة على أهداف إيرانية مرتبطة بالبرنامج النووي، في اليوم العاشر من الحرب، مما رفع منسوب المخاوف بشأن استقرار الإمدادات النفطية في المنطقة.

وتعد منطقة الخليج العربي وإيران من أبرز مراكز إنتاج وتصدير النفط عالميًا، ما يجعل أي اضطرابات عسكرية في محيطها كفيلة بإشعال موجات من القلق في الأسواق العالمية وتغيير اتجاهات الاستثمار.

ويرى محللون أن هذه القفزة السعرية قد تكون البداية لموجة أطول من الارتفاع، إذا ما استمر التصعيد العسكري، أو اتسعت رقعته لتشمل منشآت نفطية حيوية في المنطقة.

ويشير مراقبون إلى أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، وإن لم تستهدف بشكل مباشر البنية التحتية النفطية، إلا أنها تسببت في حالة من الذعر حول مستقبل الإمدادات، لا سيما مع احتمال إغلاق مضيق هرمز أو استهداف ناقلات النفط.

وشهدت الأسواق تحركات مكثفة للمستثمرين الذين اتجهوا للتحوط من المخاطر بشراء عقود النفط الآجلة، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم في عدد من البورصات الكبرى، بفعل المخاوف من اتساع رقعة النزاع وتأثيراته الاقتصادية.

وتوقع خبراء اقتصاديون أن تشهد أسعار النفط مزيدًا من الاضطرابات خلال الأيام المقبلة، في ظل حالة انعدام اليقين بشأن مواقف باقي القوى الإقليمية، ومصير المفاوضات الدبلوماسية التي تبدو بعيدة عن الأفق.

كما أشار آخرون إلى أن التدخل الأمريكي المباشر قد يدفع إيران للرد، ما قد يؤثر بشكل فعلي على منشآت تصدير النفط، ويزيد من ضغط الأسعار، ويخل بتوازن العرض والطلب في السوق العالمية.

في المقابل، سارعت بعض الدول المستوردة الكبرى إلى دراسة خياراتها، بما في ذلك السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية، أو التفاوض على عقود بديلة مع منتجين آخرين لتعويض أي فجوات محتملة في الإمدادات.

وارتفعت أسعار خام برنت بشكل حاد بعد الإعلان عن الضربات، ليلامس سعر البرميل مستويات لم يشهدها منذ أشهر، مدفوعًا بمخاوف جيوسياسية أكثر من التحركات الاقتصادية الفعلية في السوق.

ويؤكد خبراء الطاقة أن تقلبات السوق الحالية لا ترتبط بالعوامل الأساسية مثل الطلب والاستهلاك، بل تتغذى بشكل كبير على مشاعر القلق والهلع التي تُولدها التوترات العسكرية.

وتظل الأنظار موجهة نحو ممرات النفط الحيوية في الخليج العربي، ومضيق هرمز على وجه الخصوص، باعتباره أحد أهم ممرات شحن النفط في العالم، حيث يمر من خلاله نحو 20% من الإمدادات العالمية يوميًا.

ويخشى المتعاملون في الأسواق من أن تؤدي أي تطورات مفاجئة في مسار الحرب إلى تغيير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة، وهو ما يعزز التوقعات بموجة تقلبات حادة قد تطول في ظل هشاشة الاستقرار الإقليمي.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار