اختتمت مساء أمس في العاصمة السعودية الرياض فعاليات المرحلة الثانية من بطولة "WBC Boxing Grand Prix" العالمية، التي تُعد واحدة من أضخم بطولات الملاكمة على مستوى العالم، بمشاركة 64 ملاكمًا من نخبة الأسماء الصاعدة في الساحة الدولية.
واستضافت منطقة "بوليفارد سيتي" وقائع البطولة على مدى يومين متتاليين، في مشهد رياضي حافل بالحماس، شهد 32 نزالًا شرسًا ضمن تصفيات خروج المغلوب، المعتمدة رسميًّا من المجلس العالمي للملاكمة (WBC).
وتأتي استضافة الرياض لهذه الفعالية ضمن مشروع عالمي ضخم يُقيمه المجلس بالشراكة مع "موسم الرياض"، لتأكيد مكانة المملكة كوجهة رياضية رائدة في استقطاب وتنظيم البطولات الكبرى ذات الحضور الدولي اللافت.
توزع المشاركون في البطولة على أربع فئات وزنية رئيسية هي: وزن الريشة، الوزن الخفيف الفائق، الوزن المتوسط، والوزن الثقيل، بما يمنح البطولة تنوعًا فنيًا كبيرًا يعكس قدرات الملاكمين ومهاراتهم المتباينة.
وشهدت النزالات تنافسًا عالي المستوى بين الملاكمين، وبرزت خلالها أسماء صاعدة أثبتت قدرتها على التقدم نحو المراحل النهائية، في ظل حضور جماهيري ملفت وحماس تفاعلي كبير من الجمهور المحلي والدولي.
وأسهم التنظيم الاحترافي في تعزيز تجربة البطولة، سواء من حيث الإعداد اللوجستي أو معايير التحكيم الدولية، ما جعل الجولة الثانية محطة فارقة في مسار البطولة الممتد حتى ديسمبر المقبل.
وأكد مسؤولو المجلس العالمي للملاكمة أن نتائج الجولة الثانية أسفرت عن تحديد المتأهلين الرسميين للمرحلة الثالثة من البطولة، المقرر إقامتها في أغسطس، والتي ستكون قبل الأخيرة قبل النهائيات الكبرى.
ومن المقرر أن تُختتم بطولة "WBC Boxing Grand Prix" في ديسمبر المقبل على أرض العاصمة السعودية، حيث تُتوّج الرياض رسميًا بلقب "عاصمة أبطال WBC" في أربع فئات وزنية مختلفة.
المرحلة الأولى من البطولة، والتي أُقيمت في أبريل الماضي، جمعت 128 ملاكمًا من مختلف أنحاء العالم، وشكلت انطلاقة قوية للبطولة العالمية، إذ شهدت منافساتها مواجهات شرسة أبرزت المهارات الفردية والاحترافية العالية للمشاركين.
ويُنظر إلى هذه البطولة كمنصة حقيقية لإبراز الأسماء الصاعدة في عالم الملاكمة، وتحديد الترتيب الدولي الجديد للملاكمين الشباب ضمن التصنيفات الرسمية للـWBC، بما يعكس التزام المجلس بدعم المواهب الجديدة.
النجاح الذي حققته البطولة حتى الآن، يعكس رؤية المملكة في التحول إلى مركز رياضي عالمي، خاصةً في الرياضات الفردية التي تزداد شعبيتها في المنطقة، وعلى رأسها الملاكمة التي بدأت تشهد قاعدة جماهيرية متنامية.
وتمثّل استضافة البطولة في الرياض تأكيدًا على نجاح الشراكات الإستراتيجية بين الهيئة العامة للترفيه والمجالس الرياضية الدولية، بما يعزز من قدرة المملكة على استضافة الأحداث العالمية الكبرى.
كما أن هذا الزخم الرياضي في قلب العاصمة ينسجم مع مستهدفات "رؤية السعودية 2030"، الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتفعيل قطاع الترفيه والرياضة كأحد روافد التنمية الوطنية.
فيما يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة من البطولة المزيد من الإثارة والتحدي، لا سيما مع اقتراب ختام المشوار في ديسمبر، وسط ترقب واسع من متابعي الملاكمة حول العالم لمعرفة من سيتوّج باللقب العالمي المنتظر.