استعادت أسواق المال في الشرق الأوسط والعالم جزءًا من هدوئها اليوم الثلاثاء، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في خطوة أنهت ـ مؤقتًا على الأقل ـ موجة القلق الجيوسياسي التي خيمت على المستثمرين وأثارت تقلبات عنيفة في الأسواق خلال الأسابيع الماضية.
وعكست أسواق النفط التهدئة السياسية، حيث سجلت الأسعار تراجعًا ملحوظًا إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، وسط انحسار المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات من منطقة الخليج، كما شهدت الأسواق العالمية ارتدادًا إيجابيًا مع تحسن شهية المخاطرة وتراجع أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين نتيجة انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة.
المؤسسات المالية الكبرى سارعت إلى التعليق على التطورات، إذ اعتبرت مجموعة "IG" أن "هناك احتمالًا كبيرًا بأن يكون الصراع قد انتهى في الوقت الحالي، مما أدى إلى استقرار الأسواق"، لكنها أشارت إلى أن "بعض علامات الاستفهام لا تزال قائمة"، بينما قال "National Australia Bank" إن مخاطر ارتفاع أسعار النفط "تراجعت بشكل كبير"، مشيرًا إلى أن "التوقعات إيجابية للسوق والدولار الأمريكي قد يستأنف مساره التراجعي".
من جهتها، رأت شركة "Cresset Wealth Advisors" أن إعلان الرئيس الأمريكي "يساهم في تخفيف الضبابية الجيوسياسية"، معتبرة أنه "خطوة إيجابية تدريجية"، لكنها استبعدت أن يكون المحفز الكافي لانطلاقة قوية جديدة في الأسواق العالمية.
وتفاعلت الأسواق الخليجية بشكل مباشر مع هذه التطورات، حيث صعد مؤشر السوق السعودية "تاسي" بأكثر من 2% في بداية تعاملات اليوم، ليصل إلى 10935 نقطة، بدعم من المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسهم القيادية، خاصة "مصرف الراجحي" و"أكوا باور". كما ارتفع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 3%، مسجلًا أقوى مكاسب يومية منذ ديسمبر الماضي.
وعلى ذات المنوال، صعد مؤشر بورصة قطر بنسبة 2.4% في أعلى ارتفاع له منذ أبريل، وارتفع مؤشر السوق الأول في بورصة الكويت بنسبة 2.5%، بينما سجل مؤشر "فوتسي أبوظبي العام" صعودًا بنسبة 1.8%، في موجة جماعية من التفاؤل في الأسواق الإقليمية.
وأشارت المحللة المالية ماري سالم، في تصريحات نقلتها "الشرق"، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار "يعيد الزخم تدريجيًا إلى الأسواق"، مرجحة عودة مستويات النشاط إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب، مع تحسن ثقة المستثمرين وتراجع المخاطر الجيوسياسية.