بفضل لائحة فيفا.. الهلال يستعد للمشاركة في كأس العالم بلاعبين من العيار الثقيل
بفضل لائحة فيفا.. الهلال يستعد للمشاركة في كأس العالم بلاعبين من العيار الثقيل
كتب بواسطة: محمد خالد |

في خطوة تعكس حجم الطموحات التي يحملها نادي الهلال السعودي، أعلن النادي رسميًا انضمام النجم النيجيري فيكتور أوسيمين والفرنسي تيو هيرنانديز إلى صفوفه، على أن يُسجلا ضمن القائمة المعتمدة لكأس العالم للأندية المقبلة، التي تقام بنظامها الموسّع الجديد، صفقتان من العيار الثقيل ترسخان مكانة الهلال كقوة آسيوية وعالمية صاعدة.

وجاء الإعلان بعد مفاوضات ماراثونية قادها مجلس إدارة النادي خلال الأسابيع الماضية، وسط تنافس شرس من أندية أوروبية كبرى، خاصة في حالة أوسيمين، هداف نابولي الإيطالي وأحد أبرز المهاجمين في العالم خلال الموسمين الأخيرين، والذي شكل عنصرًا أساسيًا في تتويج ناديه بلقب الدوري الإيطالي.

ويأتي ضم تيو هيرنانديز، الظهير الأيسر الدولي ولاعب ميلان الإيطالي، ليضيف بُعدًا جديدًا لتشكيلة الهلال الدفاعية والهجومية على حد سواء، لما يمتاز به من سرعة ومهارة وقدرة على بناء اللعب من الخلف، ما يجعله من أكثر اللاعبين المطلوبين في مركزه على مستوى العالم.

وتمكّن الهلال من حسم الصفقتين في توقيت استراتيجي، قبيل انطلاق التحضيرات النهائية لكأس العالم للأندية، مستفيدًا من اللائحة الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والتي تسمح للأندية بتسجيل لاعبيها الجدد حتى فترة وجيزة قبل انطلاق البطولة، دون التقيّد بالانتقالات الصيفية.

ولاقت هذه التعديلات ترحيبًا واسعًا من المديرين الفنيين المشاركين في البطولة، وفي مقدمتهم سيموني إنزاجي، مدرب إنتر ميلان، الذي عبّر عن ارتياحه لهذا القرار الذي يمنح الأندية مرونة أكبر في إعداد قوائمها وفقًا للاحتياجات الفنية والتعاقدات الجديدة.

ويرى مراقبون أن هذه الصفقتين سترفعان من مستوى المنافسة في البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة للمرة الأولى بنظامها الجديد، والذي يشهد مشاركة 32 فريقًا يمثلون مختلف قارات العالم، ويعد الهلال أحد ممثلي القارة الآسيوية فيها، بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا 2021.

ويعوّل الهلال كثيرًا على أوسيمين، الذي يُعرف بقدرته الكبيرة على التسجيل من أنصاف الفرص، إلى جانب تميّزه بالسرعة والقوة البدنية، ما يجعله رأس حربة لا يُستهان به في أي منافسة. كما أن سجله التهديفي مع منتخب نيجيريا يعزز من قيمته في البطولات الكبرى.

أما تيو هيرنانديز، فهو عنصر تكتيكي حاسم، إذ لا يقتصر دوره على الجانب الدفاعي، بل يمتلك القدرة على صناعة الفارق هجوميًا، من خلال تمريراته العرضية الدقيقة، وتسديداته المفاجئة، بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في البطولات القارية والدولية مع ميلان ومنتخب فرنسا.

ويضع المدرب البرتغالي خورخي جيسوس خطة متكاملة لاستثمار القدرات الفنية والبدنية للاعبَين الجديدَين، حيث من المتوقع أن يُدمجا سريعًا في النظام التكتيكي للفريق خلال المعسكر الإعدادي في أوروبا، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة لخوض البطولة.

وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن الهلال ينظر إلى كأس العالم للأندية باعتبارها أكثر من مجرد مشاركة، بل فرصة لتأكيد الجدارة بتمثيل القارة الآسيوية والمنافسة على مراكز متقدمة، مستندًا إلى خبرته السابقة في البطولة وتحولاته الكبرى على صعيد التشكيلة.

وتُعد هذه التحركات جزءًا من مشروع رياضي متكامل تنتهجه الأندية السعودية بدعم من وزارة الرياضة، ضمن استراتيجية استقطاب النجوم العالميين ورفع مستوى المنافسة في الدوري المحلي، بما يسهم في تسويق كرة القدم السعودية على النطاق الدولي.

وتنص لائحة فيفا المُحدثة على إمكانية تسجيل اللاعبين الجدد قبل أسبوعين فقط من بداية المونديال، وهو ما استفاد منه الهلال لحسم توقيع أوسيمين وهيرنانديز دون الحاجة لانتظار فترة الانتقالات الشتوية، في خطوة تُحسب لإدارته من حيث السرعة والدقة في التفاوض.

وتعيش جماهير الهلال حالة من الترقب والحماس بعد الإعلان، إذ تعتبر هذه التعاقدات بمثابة دفعة معنوية ضخمة للفريق قبل واحدة من أهم بطولاته القارية والدولية، ويتوقع أن يشهد الفريق حراكًا جماهيريًا واسعًا خلال فترة الإعداد والمباريات.

ومع هذه الصفقات الكبرى، يرسل الهلال رسالة واضحة مفادها أن الأندية السعودية لم تعد مجرد أطراف في البطولات العالمية، بل لاعبة رئيسية قادرة على المنافسة والتأثير، وتطمح إلى التتويج وليس فقط الحضور، بدعم استثنائي من الدولة ورؤية شاملة لتطوير القطاع الرياضي.