تألق الحارس المغربي ياسين بونو، نجم نادي الهلال السعودي، بشكل لافت خلال المواجهة التي جمعت فريقه بنادي ريد بول سالزبورج النمساوي، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس العالم للأندية 2025، لينال بونو جائزة أفضل لاعب في المباراة، التي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف.

وعلى الرغم من غياب الأهداف عن اللقاء الذي أُقيم على ملعب "أودي فيلد" في العاصمة الأمريكية واشنطن، فإن الحضور اللافت لبونو بين خشبات المرمى كان كافيًا لخطف الأنظار، بعدما وقف سداً منيعًا أمام هجمات الفريق النمساوي، ليمنح الهلال نقطة ثمينة قد تُسهم لاحقًا في حسم بطاقة العبور إلى الدور المقبل.

دخل الهلال هذه المواجهة مدفوعًا بثقة كبيرة بعد الأداء القوي أمام ريال مدريد في الجولة الافتتاحية، حيث انتهت تلك المباراة بتعادل مثير بهدف لكل فريق، في لقاء قدم فيه "الزعيم" صورة مشرفة لكرة القدم السعودية، وفرض حضوره أمام أحد أكبر أندية العالم على مستوى البطولات والنجوم.

وكان المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي قد أعلن تشكيل الهلال لمواجهة سالزبورج، معتمدًا على مزيج من الخبرة والمهارة، حيث قاد ياسين بونو التشكيل الأساسي في حراسة المرمى، فيما ضم الخط الدفاعي أسماء ثقيلة مثل خاليدو كوليبالي وجواو كانسيلو، إلى جانب تمبكتي ورينان لودي.

وفي وسط الميدان، زج إنزاغي بالثلاثي روبن نيفيز وسيرجي سافيتش وناصر الدوسري لتأمين التوازن بين الدفاع والهجوم، فيما تولى سالم الدوسري مسؤولية الربط بين الخطوط، خلف ثنائي الهجوم مالكوم فيليب وماركوس ليوناردو، الذين تولوا مهمة اختراق دفاعات سالزبورج.

شهدت المباراة توازنًا في السيطرة، مع أفضلية نسبية للهلال في الاستحواذ، لكن الفريق النمساوي شكل خطورة حقيقية في أكثر من مناسبة، لولا براعة بونو، الذي أنقذ مرماه ببعض التصديات الحاسمة، مانعًا الفريق المنافس من خطف النقاط الثلاث، خاصة في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني.

ظهر بونو في قمة تركيزه طوال المباراة، حيث تعامل بثقة مع الكرات العالية والتسديدات المباغتة، وأظهر مرونة وهدوءًا كبيرين، مما عزز ثقة زملائه في الخط الخلفي، وجعل من حضوره عنصر أمان للفريق الأزرق، الذي اعتمد بشكل واضح على بناء الهجمات من الخلف بفضل ارتياح الحارس في التمرير والتحكم.

من جانبه، فشل سالزبورج في اختراق التنظيم الدفاعي للهلال رغم محاولاته المتكررة، بعد أن كان قد حقق الفوز في مباراته الأولى على باتشوكا المكسيكي بنتيجة 2-1، ما زاد من أهمية هذه المواجهة في حسابات المجموعة، لكن التعادل فرض نفسه على مجريات اللقاء.

الهلال لم يكن بعيدًا عن التسجيل، حيث سنحت له بعض الفرص، أبرزها تسديدة من سالم الدوسري في الشوط الثاني، وأخرى لماركوس ليوناردو، لكنها لم تجد طريقها إلى الشباك، سواء بسبب تألق الحارس النمساوي أو التسرع في إنهاء الهجمة، في وقت كانت فيه الأعصاب مشدودة من الطرفين.

هذا التعادل منح الهلال نقطته الثانية في المجموعة، بعد تعادله الأول مع ريال مدريد، ليرفع بذلك حظوظه في التأهل إلى دور الـ16 في حال نجح في حسم مواجهته الثالثة أمام باتشوكا، والتي ستُحدد ملامح المتأهلين بشكل رسمي عن المجموعة.

من ناحية أخرى، عبّر الجهاز الفني للهلال عن رضاه التام عن أداء الفريق رغم غياب الأهداف، مشيرًا إلى أن اللاعبين نفذوا التعليمات بدقة، وأن بونو قدم مباراة استثنائية استحق على إثرها جائزة أفضل لاعب، في إشارة إلى تصاعد الأداء الجماعي للفريق من مباراة إلى أخرى.

وأشاد المتابعون بقدرة الهلال على الصمود دفاعيًا أمام خصم منظم وسريع كسالزبورج، معتبرين أن المحافظة على نظافة الشباك في هذه المرحلة من البطولة يُعد مكسبًا مهمًا، خاصة في ظل كثافة جدول المباريات وتنوع المدارس الكروية التي يواجهها الفريق السعودي.

وجاء منح بونو جائزة أفضل لاعب تأكيدًا على القيمة الفنية التي يُمثلها داخل التشكيلة، حيث بات الحارس المغربي أحد الركائز الأساسية في كتيبة الهلال منذ انضمامه، وسبق أن تألق في العديد من المحافل الدولية، خصوصًا في كأس العالم 2022 مع منتخب بلاده، ما جعله محط أنظار الفرق الكبرى.

الهلال، الذي يشارك في بطولة كأس العالم للأندية بطموحات كبيرة، يواصل تقديم عروض متزنة، تجمع بين الصلابة الدفاعية والمرونة الهجومية، في وقت يتطلع فيه مشجعوه إلى بلوغ الأدوار المتقدمة والمنافسة على اللقب، بعد أن سبق له الوصول إلى النهائي في نسخة سابقة.