بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. الذهب ينخفض والريال يستقر
بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. الذهب ينخفض والريال يستقر
كتب بواسطة: محمد سميح |

سجل الذهب تراجعًا ملحوظًا ليصل إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، وذلك عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما خفّف من حدة التوترات الجيوسياسية التي كانت قد رفعت الطلب عليه كملاذ آمن خلال الأسابيع الماضية.

الأسواق المالية استجابت سريعًا لهذا التطور السياسي، حيث غلب التفاؤل على اتجاهات المستثمرين، فانتقل العديد منهم من الذهب نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم والسندات، ما ساهم في الضغط الهبوطي على أسعار المعدن الأصفر.

انخفضت أسعار الذهب في التداولات الفورية بنسبة تقارب 0.9% ليستقر عند حدود 3,338 دولارًا للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ 11 يونيو الجاري، كما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 1.2% لتبلغ 3,352 دولارًا، ما يعكس تراجعًا حادًا في شهية المستثمرين.

في السعودية، انعكس هذا التراجع بشكل مباشر على أسعار الذهب المحلية، حيث انخفض سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى نحو 286 ريالًا، بعد أن تجاوز في الأيام السابقة 294 ريالًا، في حين بلغ سعر الجرام من عيار 21 نحو 250 ريالًا بعد أن قارب 258 ريالًا الأسبوع الماضي.

يتزامن هذا الانخفاض في المملكة مع حالة من الحذر لدى التجار، حيث تراجعت وتيرة الشراء في أسواق الذهب المحلية، فيما يترقب المستهلكون استقرار الأسعار أو مزيدًا من الهبوط قبل الإقبال على الشراء مجددًا، خاصة مع موسم الأعراس والعطلات الصيفية.

التراجع لم يقتصر على الذهب فقط، بل شمل أيضًا الفضة التي انخفضت بنسبة تقارب 1% في الأسواق العالمية، في ظل عودة مؤشرات الأسهم العالمية إلى الارتفاع وتراجع الحاجة للتحوط من المخاطر السياسية.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران شكّل نقطة تحوّل في مزاج السوق، إذ خفف من المخاوف بشأن اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، ما جعل الذهب أقل جذبًا للمستثمرين الذين يتجهون نحوه عادة وقت الأزمات.

لكن رغم هذا التراجع، لا تزال حالة الحذر تسيطر على الأسواق، حيث أن استقرار وقف إطلاق النار لم يتأكد بعد، وبالتالي قد تكون أي توترات مفاجئة كافية لدفع الذهب للصعود مجددًا في الأيام القادمة.

كما أن المتعاملين يترقبون شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أمام الكونغرس، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات جديدة بشأن سياسة أسعار الفائدة، والتي تعد من أبرز العوامل المؤثرة على حركة الذهب.

خفض الفائدة المحتمل قد يمنح الذهب دفعة جديدة نحو الارتفاع، حيث أن العوائد المنخفضة على الدولار تزيد من جاذبية الذهب، خاصة في الأسواق التي تعتمد عليه كمخزون للقيمة أو أداة للتحوط من التضخم.

من الناحية الفنية، يُظهر تحليل الرسوم البيانية أن الذهب يتداول حاليًا ضمن قناة هبوطية، مع وجود دعم حاسم عند مستوى 3,320 دولارًا، وفي حال كسره، قد يتجه السعر إلى مستويات 3,300 دولار أو أقل.

في الأسواق الخليجية الأخرى، خاصة في الإمارات وقطر، تم رصد تراجع مماثل في الأسعار، لكنه لم يكن بنفس الحدة كما في السوق السعودي، ويُعزى ذلك إلى الفروق في الضرائب المحلية والطلب الموسمي.

وفي ظل هذه المستجدات، ينصح خبراء الاستثمار في المملكة المشترين بعدم التسرع في اقتناء الذهب على المدى القصير، والترقب حتى تتضح الصورة بشأن استمرار وقف إطلاق النار واستقرار العوامل الاقتصادية العالمية.

لكن على المدى الطويل، لا يزال الذهب يُعد استثمارًا آمنًا، خصوصًا في ظل استمرار التضخم العالمي وتذبذب الأسواق، ما يجعل التراجع الحالي فرصة لبعض المستثمرين لبناء مراكز شراء مستقبلية بسعر أقل.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار