حسم المنتخب السعودي بطاقة التأهل إلى ربع نهائي بطولة الكأس الذهبية 2025، بعد تعادل مثير مع منتخب ترينداد وتوباجو بنتيجة 2-2، في لقاء حمل الكثير من الإثارة والندية، وأقيم على ملعب "هارد روك" في ميامي ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات.
دخل الأخضر المباراة وهو بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان الصعود، لكنه واجه خصمًا عنيدًا قدم واحدة من أفضل مبارياته في البطولة، ليُرغم كتيبة المدرب سعد الشهري على بذل جهد مضاعف طوال التسعين دقيقة.
الشوط الأول بدأ سريعًا ومفتوحًا من الطرفين، وشهد ضغطًا سعوديًا مكثفًا في أول ربع ساعة، أسفر عن هدف مبكر حمل توقيع فراس البريكان في الدقيقة 14، بعد كرة عرضية من حسان تمبكتي أسكنها الشباك برأسية متقنة.
لكن رد ترينداد لم يتأخر كثيرًا، فاستغل خطأ في التمرير داخل وسط الميدان، ليخطف اللاعب كينوين جون الكرة ويتوغل بها نحو منطقة الجزاء قبل أن يضعها أرضية على يسار الحارس نواف العقيدي في الدقيقة 29، معدلاً الكفة ومشعلًا أجواء اللقاء.
تواصلت الإثارة في الشوط الثاني مع محاولة الأخضر استعادة التقدم، لكن التسرع في الثلث الأخير وتألق الحارس التريندادي حال دون التسجيل، حتى جاءت الدقيقة 67 التي حملت الهدف الثاني لمنتخب ترينداد عبر ركلة جزاء احتُسبت بعد مراجعة تقنية الفيديو.
ظهر الارتباك واضحًا على لاعبي السعودية بعد هدف التقدم للخصم، لكن الروح القتالية عادت تدريجيًا، لتثمر عن هدف التعادل في الدقيقة 81 عبر اللاعب سعود عبد الحميد الذي سدد كرة قوية من خارج المنطقة غالطت الدفاع والحارس.
وبينما حاول المنتخبان خطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، لعبت اللياقة البدنية والتمركز الجيد دورًا في بقاء النتيجة على حالها، لتنتهي المباراة بتعادل رفع رصيد الأخضر إلى 5 نقاط، ضمن بها المركز الثاني في مجموعته خلف منتخب بنما.
التعادل مثّل نتيجة إيجابية في مجملها للمنتخب السعودي، خصوصًا أنه ضمن التأهل في بطولة قوية مثل الكأس الذهبية التي تُعد واحدة من أبرز بطولات المنتخبات على مستوى قارة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف).
وقدّم المنتخب أداءً متفاوتًا على مدار اللقاء، إذ ظهر منضبطًا في فترات، ومتسرعًا في أخرى، ما يضع أمام الجهاز الفني مهمة تعزيز الانضباط التكتيكي قبل مواجهة ربع النهائي التي ستكون أمام منتخب قوي يُنتظر تحديده بناء على نتائج المجموعات الأخرى.
المدرب سعد الشهري عبّر في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء عن رضاه المبدئي عن أداء اللاعبين، مؤكدًا أن التأهل في بطولة بهذا المستوى ليس بالأمر السهل، ومشدّدًا على أهمية تصحيح بعض الأخطاء الدفاعية قبل الدور المقبل.
الجماهير السعودية التي حضرت اللقاء بكثافة في المدرجات أعربت عن فخرها بأداء الأخضر، رغم التحفظ على بعض التراجع في الأداء الدفاعي، مطالبة بمزيد من التركيز أمام منتخبات أقوى في الأدوار الإقصائية.
التأهل إلى ربع النهائي في الكأس الذهبية يُعد إنجازًا لافتًا في ظل مشاركة الأخضر بتشكيلة يغلب عليها الطابع الشاب، ويمثل فرصة ثمينة لاكتساب الخبرة والاحتكاك القوي قبل الاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وبينما تتجه الأنظار إلى الدور القادم، يتوقع أن يُجري الجهاز الفني بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية، في محاولة للبحث عن التوازن المثالي بين الخطوط، وضمان استغلال نقاط القوة التي ظهرت في دور المجموعات.