أطلقت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مبادرة جديدة تحت عنوان "تطوير خدمات الحج والعمرة"، لتحسين تجربة ضيوف الرحمن من خلال خدمات تعليمية وتقنية متقدمة خلال مناسكهم.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود أوسع تبذلها المؤسسات العلمية بالمملكة لدعم جهود التنمية الشاملة، بما يشمل تطوير البنية التحتية للموسم وتحسين التجربة الروحية للمعتمرين.
تركّز المبادرة على إطلاق دورات تدريبية للمرشدين والمشرفين على مجموعات الحجاج، شاملة للأنظمة الوقائية الصحية والإرشاد الشرعي، بهدف توحيد الأداء وتقديم خدمات متكاملة.
كما ستُكمل الجامعة هذه الدورة بإطلاق منصة تعليمية إلكترونية تقدم محتوى مرئيًا ومسموعًا لحجاج الداخل والخارج، لتعريفهم بآداب المناسك والإجراءات الصحية والتقنية.
وعلى صعيد البنية التقنية، تضمّ المبادرة نظامًا ذكيًا يعتمد على تقنية تحديد المواقع (GPS) لمتابعة الحشود وإرشادهم داخل الحرم، بما يعزز السلامة ويقلّل من الازدحام.
في الجانب الصحي، ترتكز المبادرة على توفير فرق إسعافية متنقلة قادرة على التعامل الفوري مع الحالات الطارئة، مزودة بأجهزة إنعاش وتواصل لحظي مع المستشفيات والمراكز الصحية.
ولإثراء الجانب الثقافي، جهّزت الجامعة مجموعة من المواد التوعوية بلغات متعددة تشمل الإنجليزية والأوردو والأوردية والفرنسية، لتسهيل التواصل مع ضيوف الرحمن وتوعيتهم بإجراءات الموسم.
تُضاف إلى ذلك إنشاء نقاط استعلام ذكية بالمداخل والمخارج، مزوّدة بشاشات تفاعلية ومترجمين فوريين وفِرَق متطوّعة من طلاب الجامعة لخدمة الحجاج.
كما سيتم توفير خدمات إلكترونية تشمل تطبيقًا لتحميل المناسك والإرشادات وتنبيهات فورية للمستخدمين، بالإضافة إلى دعم خاص للمسنين وذوي الإعاقة داخل الحرم وفي مشعر عرفات والمزدلفة.
من ناحية التنسيق، تعاونت الجامعة مع وزارة الحج والعمرة ووزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة لضمان تكامل الخدمات وتوحيد الجهود في الحرم والمشاعر المقدسة.
وأكد مسؤولون بالجامعة أن المبادرة تسببت في تجنيد أكثر من 5000 طالب وخريج ضمن فرق عمل ميدانية وإلكترونية، جميعهم خضعوا لتدريبات مكثفة قبل موسم الحج.
وعبّرت الجامعة عن تطلعها لأن يسهم هذا المشروع في رفع مستوى الأداء، وتوفير خدمات تضاهي أرفع المعايير الدولية، بما يعكس رؤية المملكة في تعزيز تجربة ضيوف الرحمن.
كما لفتت إلى أن نجاح المبادرة سيكون نقطة انطلاق لتوسيع الخدمات في المستقبل لتشمل الجوانب البحثية والتطويرية، مع إقامة ورش علمية ودورات متقدمة سنوية.
وختمت الجامعة حديثها بالتأكيد على أنها ماضية في تطوير برامج جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين إدارة الحشود والتنبؤ باحتياجات المعتمرين في المواسم المقبلة.
