الاتحاد يحسم مستقبل لاعبيه الأجانب.
الاتحاد يحسم مستقبل لاعبيه الأجانب .. خطة الموسم المقبل تكشف المفاجآت
كتب بواسطة: حمادة صالح |

في خطوة تعكس توجهًا نحو الحفاظ على الاستقرار الفني والبناء على النجاحات السابقة، كشفت تقارير صحفية عن توجه نادي الاتحاد السعودي للإبقاء على جميع لاعبيه الأجانب خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، دون الدخول في تغييرات جذرية على تشكيلته الأجنبية التي خاض بها الموسم الماضي.

ويأتي هذا القرار بعد موسم استثنائي تمكن خلاله الاتحاد، بقيادة المدرب الفرنسي لوران بلان، من حصد بطولتين مهمتين، هما دوري روشن السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين، ما منح الجهاز الفني والإدارة ثقة كبيرة في المجموعة الحالية من اللاعبين.

ويستعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد لموسم رياضي حافل بالمشاركات على مختلف الأصعدة، حيث ينافس في أربع بطولات رئيسية، هي دوري روشن للمحترفين، وكأس الملك، وكأس السوبر السعودي، إضافة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو ما يتطلب تجهيزات فنية عالية ومجموعة متجانسة تمتلك الخبرة والجاهزية.

ووفقًا لمصادر صحيفة الشرق الأوسط، فإن إدارة النادي قد حسمت موقفها من ملف اللاعبين الأجانب، حيث قررت الإبقاء على العشرة عناصر الأجنبية المتواجدة حاليًا ضمن صفوف الفريق، في خطوة تهدف إلى تعزيز الانسجام والاستمرارية داخل المجموعة دون إحداث تغييرات قد تؤثر على التوازن الفني.

ورغم هذا التوجه، أوضحت المصادر ذاتها أن إدارة النادي لم تغلق الباب بشكل نهائي أمام احتمالات التعاقد مع عناصر أجنبية جديدة، حيث يبقى الباب مفتوحًا أمام أي فرصة استثنائية قد تبرز في سوق الانتقالات، شريطة أن تفي بالمعايير الفنية المطلوبة وأن تكون ضمن الميزانية المتاحة.

وأشارت التقارير إلى أن إدارة الاتحاد تتابع عن كثب تطورات سوق الانتقالات الصيفية، وتترقب ما قد يطرأ من تحركات مفاجئة تؤثر على خارطة التعاقدات، مؤكدة أن التحرك في السوق لن يكون عشوائيًا بل مرتبطًا بمستجدات مالية وإدارية سيتم حسمها خلال الأسابيع المقبلة.

وفي الوقت ذاته، يركز النادي جهوده حاليًا على السوق المحلية لتعزيز صفوف الفريق في مراكز محددة، من بينها حراسة المرمى، والظهيرين، إضافة إلى قلبي الدفاع، وهو ما يعكس سعي الإدارة الفنية إلى تعميق التشكيلة وزيادة التنافس الداخلي دون المساس بالهيكل الأجنبي الأساسي للفريق.

وتُظهر هذه التحركات رغبة الاتحاد في تعزيز صفوفه دون الإخلال بالتجانس الذي تحقق في الموسم الماضي، خصوصًا في ظل المشاركة الآسيوية المرتقبة التي تتطلب استقرارًا فنيًا وتوازنًا في جميع الخطوط، بما يضمن تقديم أداء مشرف في البطولة القارية.

ويُذكر أن اللاعبين الأجانب في الاتحاد قد شكلوا جزءًا محوريًا من الإنجازات الأخيرة للفريق، حيث لعبوا أدوارًا مؤثرة في مباريات حاسمة ساهمت في تتويج العميد بالبطولتين المحليتين، مما جعل الاستمرار عليهم خيارًا منطقيًا في نظر الجهاز الفني.

ولم تُحدد إدارة الاتحاد حتى الآن ما إذا كانت ستقوم بتسريح أي من الأجانب في حال تم التعاقد مع أسماء جديدة، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الأولوية القصوى هي الحفاظ على التركيبة الحالية، مع البحث فقط عن الإضافات النوعية وليس الكمية.

ويرى مراقبون أن هذا النهج يمثل تحولًا في استراتيجية الأندية السعودية، إذ أصبح التركيز ينصب على الاستدامة والاستقرار الفني بدلًا من التغيير المستمر الذي قد يُربك المنظومة، لا سيما في ظل كثافة المشاركات والضغوط الجماهيرية المتزايدة.

كما يُعد هذا التوجه خطوة نحو تعميق هوية الفريق على المدى البعيد، عبر بناء مشروع فني متماسك قائم على الاستقرار والتدرج في تحسين الأداء، بدلاً من الانجرار وراء أسماء لامعة لا تُسهم بالضرورة في تعزيز الأداء الجماعي.

ويُتوقع أن يواصل الاتحاد مراقبة السوق المحلية والعربية بعين دقيقة لاختيار أفضل العناصر لدعم مشروعه الفني، مع إعطاء الأولوية للخبرة والانضباط والقدرة على التكيف مع أسلوب لعب الفريق الذي بات أكثر وضوحًا وثباتًا تحت قيادة لوران بلان.

وتعمل الإدارة حاليًا على تقييم شامل لاحتياجات الفريق من حيث المراكز والأدوار، وذلك في ضوء ما تم تحقيقه في الموسم المنصرم والطموحات القادمة، خصوصًا في دوري أبطال آسيا الذي يُشكل هدفًا بارزًا لإثبات الحضور القاري.

ويُعد نادي الاتحاد من بين الأندية السعودية التي تسعى إلى ترجمة استثماراتها الكبيرة في كرة القدم إلى نتائج ملموسة على الصعيدين المحلي والدولي، مستفيدًا من البيئة التنافسية التي أفرزها التطور الكبير في دوري روشن خلال السنوات الأخيرة.

ويبدو أن الاتحاد عازم على دخول الموسم الجديد بثقة واستعداد عالٍ، مرتكزًا على عناصره الحالية التي أثبتت كفاءتها، مع انفتاح محسوب على تدعيم الصفوف بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، دون التفريط بالثبات الذي أوصل الفريق إلى منصات التتويج مؤخرًا.