يبدو أن نادي النصر السعودي على أعتاب مرحلة فنية جديدة قد تعيد رسم ملامح الفريق في الموسم الكروي المقبل، بعد أن اقترب من التعاقد مع المدير الفني البرتغالي خورخي خيسوس، المدرب السابق لنادي الهلال، في خطوة أثارت اهتمام المتابعين وأعادت للأذهان نجاحات الرجل في الملاعب السعودية خلال فترته السابقة.

وجاء التحرك عقب قرار إدارة النصر بإقالة المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، وذلك بعد فترة قصيرة من تعاقده مع الفريق، إذ لم يحقق خلالها النتائج المرجوة على المستوى المحلي أو القاري، مما دفع المسؤولين في النادي إلى إعادة ترتيب الأوراق سريعًا بحثًا عن مدرب قادر على تحقيق الطموحات العالية لإدارة وجماهير العالمي.

وقد بات خورخي خيسوس، الذي ترك بصمة قوية في الدوري السعودي خلال تجربته السابقة مع الهلال، قريبًا من العودة لكن هذه المرة من بوابة الغريم النصر، إذ أكدت تقارير مقربة من النادي أن المفاوضات مع المدرب البرتغالي وصلت إلى مراحل متقدمة، وأنه يدرس العرض الرسمي المقدم إليه بعناية تمهيدًا للرد عليه خلال الساعات القليلة المقبلة.

ويمتد العرض المقدم من نادي النصر يمتد لموسم واحد فقط، مع راتب سنوي يُقدر بـ 7 ملايين يورو، وهو رقم يُعد أقل بكثير مما كان يتقاضاه خيسوس في فترته مع الهلال، مما يشير إلى رغبة المدرب في العودة للمنطقة ربما لأسباب تتعلق بالتحدي الفني وليس الجانب المادي فقط.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن خيسوس لم يكتف بدراسة العرض بل بادر بطرح رؤيته الفنية المستقبلية، إذ طالب إدارة النصر بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي جيروس، نجم خط وسط نادي فلامينجو البرازيلي، الذي يرى فيه عنصرًا مهمًا لإعادة تشكيل وسط الميدان النصراوي بطريقة أكثر فاعلية وحيوية.

ويشغل جيروس، الذي يعتبر من الأسماء الصاعدة في الدوري البرازيلي، مركز وسط الميدان ويتميز بقدرات فنية عالية وتمريرات دقيقة، وقد جذب أنظار العديد من الأندية في أوروبا وأمريكا الجنوبية، مما يعكس حجم التحدي الذي ستواجهه إدارة النصر في سعيها لخطف توقيعه خلال سوق الانتقالات الصيفي الحالي.

يذكر أن اهتمام خيسوس باللاعب ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى فترة إشرافه على أحد الأندية البرازيلية سابقًا، حين تابع تطور جيروس عن قرب وأبدى إعجابه بأسلوب لعبه وقدرته على التحكم في الإيقاع داخل أرضية الملعب، مما يعزز من احتمالية إصراره على ضمه ليكون أحد أعمدة مشروعه الجديد مع النصر.

ومن جانبه، لم يصدر عن إدارة نادي النصر أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن العرض المقدم لخيسوس أو الأنباء المرتبطة بصفقة جيروس، إلا أن التحركات المتسارعة داخل أروقة النادي توحي بأن شيئًا كبيرًا يُجهز خلف الكواليس استعدادًا لانطلاقة الموسم الجديد.

وقد أبدت جماهير النصر بدورها تفاعلًا واسعًا مع الأنباء المتداولة، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لعودة خيسوس إلى الدوري السعودي نظرًا لما يملكه من خبرة ومعرفة بالكرة المحلية، وبين متحفظ على فترة التعاقد القصيرة وراتبه المرتفع نسبيًا مقارنة بسقف الطموحات التي تنشدها الجماهير.

ويعتبر خيسوس، المعروف بشخصيته الحماسية وأسلوبه الهجومي، من المدربين القادرين على خلق منظومة متوازنة داخل الفريق، خاصة في ظل امتلاك النصر لترسانة هجومية قوية يقودها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مما يفتح الباب أمام توليفة قد تعيد بريق الفريق في البطولات الكبرى.

وتسير المفاوضات الجارية بين الطرفين بوتيرة متسارعة، وتشير التوقعات إلى أن الإعلان الرسمي عن الصفقة قد يتم خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال وافق خيسوس على الشروط المطروحة وأبدى مرونة في بعض النقاط الخاصة بالعقد.

والجدير بالذكر أن المدرب البرتغالي يمتلك سجلًا تدريبيًا حافلًا في عدة دول، بينها البرتغال، البرازيل، والسعودية، وحقق ألقابًا متعددة أبرزها مع فلامينجو حيث نال بطولة الدوري وكأس ليبرتادوريس، مما يجعله خيارًا مغريًا لأي نادٍ يبحث عن الألقاب والتفوق القاري.

ويأتي هذا التحرك من النصر في سياق سعيه الحثيث لاستعادة التوازن الفني بعد موسم لم يكن في مستوى الطموحات، رغم التعاقدات الكبيرة التي أجراها، والتي لم تؤتِ ثمارها على النحو المأمول، مما يجعل استقدام مدرب بقيمة خيسوس خطوة ضرورية قبل انطلاق موسم قد يكون الأصعب في تاريخ النادي.

ويبقى القرار النهائي في يد المدرب البرتغالي، الذي يدرس في الوقت الحالي العرض من مختلف الجوانب، سواء المالية أو الفنية، تمهيدًا لحسم موقفه بشكل نهائي، فيما تترقب جماهير النصر الإعلان الرسمي على أمل أن تكون هذه الصفقة بداية العودة الحقيقية لفريقهم نحو منصات التتويج.