أعلنت المديرية العامة للجوازات عن تفعيل خدمة "تواصل" ضمن المنصة الإلكترونية "أبشر"، في خطوة تهدف إلى تسهيل إنهاء إجراءات المستفيدين دون الحاجة إلى زيارة مكاتب الجوازات بشكل مباشر، في إطار جهود التحول الرقمي وتيسير الخدمات.
الخدمة الجديدة تتيح للمستفيدين إمكانية رفع الطلبات والاستفسارات المتعلقة بمعاملاتهم التي لم تُنجز لأسباب تقنية أو إدارية، بحيث يتلقى الرد ومتابعة الحل إلكترونيًا، ما يوفر الوقت والجهد ويقلل من التكدس في مراكز الخدمة.
تهدف "تواصل" إلى تعزيز مبدأ الشفافية بين الجهة الحكومية والمواطن أو المقيم، من خلال توفير قناة مباشرة وموثوقة للتعامل مع الإشكاليات الفردية أو الحالات التي تتطلب مراجعة خاصة أو تدقيقًا إضافيًا.
وتُعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في تطوير خدمات الجوازات، حيث كانت كثير من المعاملات في السابق تتعثر بسبب أخطاء بسيطة أو متطلبات غير واضحة، مما كان يضطر المستفيد لمراجعة مكاتب الجوازات شخصيًا لحلها.
من خلال خدمة "تواصل"، يمكن الآن تقديم طلبات تخص تأشيرات الخروج والعودة، أو تصاريح السفر، أو تعديل المعلومات، إلى جانب متابعة المعاملات المُعلقة، وكل ذلك يتم ضمن منصة موحدة ودون تدخل بشري مباشر في المرحلة الأولى.
الخدمة متاحة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وهي موجهة للمستفيد الذي سبق له محاولة تنفيذ الخدمة إلكترونيًا ولم تُنفذ بنجاح، إذ تمكّنه من التواصل مع موظفي الدعم لحل الإشكاليات بشكل رسمي.
وتُشكّل هذه الخطوة جزءًا من منظومة متكاملة لتحديث البنية الرقمية للقطاعات الحكومية، بما فيها الجوازات، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمة والاستجابة السريعة.
كما تعكس خدمة "تواصل" التزام الجوازات بتوفير حلول مبتكرة لتحديات المستخدمين، وتقليص المدة الزمنية لمعالجة الطلبات، إلى جانب رفع مستوى الرضا العام لدى المستفيدين الذين يعانون من التأخير أو التعقيدات الإجرائية.
وتسهم هذه الخدمة في تحسين تجربة المستخدم، إذ أصبح بالإمكان رفع المشكلة، وتوثيقها، واستلام رد رسمي عليها دون الاضطرار لإجراء مكالمات أو الحضور شخصيًا، مما يعزز فعالية الأداء الحكومي ويحقق كفاءة تشغيلية أعلى.
التحول الرقمي في قطاع الجوازات لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تفرضها وتيرة العمل السريعة وارتفاع أعداد المستفيدين، ويبدو أن "تواصل" ستكون بوابة لحلول أكثر مرونة في المستقبل، تشمل التوسع بخدمات مشابهة في مجالات أخرى.
من المتوقع أن تحد الخدمة من الضغط على مكاتب الجوازات، وتخفف العبء عن الموظفين الميدانيين، مع نقل كثير من المعالجات الفنية والإدارية إلى بيئة إلكترونية مؤمنة تتيح المتابعة الدقيقة دون عناء التنقل أو الانتظار.
الجوازات أكدت أن جميع الطلبات المرفوعة عبر "تواصل" تتم مراجعتها من قبل فرق مختصة، ويتم اتخاذ الإجراء المناسب بناء على نوع الخدمة والمشكلة، على أن يُبلّغ المستفيد بنتيجة الطلب في أقرب وقت ممكن.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الخدمات الذكية التي أطلقتها الجوازات خلال السنوات الأخيرة، بهدف دعم رؤية المملكة في تطوير الأداء المؤسسي وتحقيق مستوى عالٍ من الخدمات الحكومية الرقمية للمواطنين والمقيمين.
وبينما تتسارع وتيرة الرقمنة في المملكة، تؤكد خدمة "تواصل" أن التفاعل الإنساني لا يزال جزءًا مهمًا من معادلة التقنية، حيث تُستخدم المنصة لحل ما لا يمكن للأنظمة المؤتمتة معالجته بمفردها، مما يضمن توازنًا فعّالًا بين التقنية والمرونة.