إيران تعاود تخصيب اليورانيوم
هل تستأنف إيران تخصيب اليورانيوم رغم الهجمات والضغوط الدولية؟
كتب بواسطة: فاتن حامد |

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن إيران قد تتمكن خلال الأشهر المقبلة من استئناف عملية تخصيب اليورانيوم، على الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت ببعض منشآتها النووية جراء الضربات الجوية التي نُسبت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل مؤخرًا. وجاءت تصريحات غروسي في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين طهران والعواصم الغربية، وسط تحذيرات من أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يحتفظ بقدراته التقنية رغم ما تعرض له من تدمير.

وأشار غروسي إلى أن إيران لا تزال تحتفظ بإمكانية تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، وقد يكون ذلك ممكنًا في غضون أشهر قليلة أو ربما أقل من ذلك، ما يُظهر أن البنية التحتية الحيوية للبرنامج لم تُشل بشكل كامل. وأوضح أن المعلومات المتوفرة لدى الوكالة تشير إلى أن طهران قد تكون نقلت بعض أو كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل وقوع الهجمات، مؤكدًا أن الكمية تبلغ نحو 408.6 كيلوغرام، وهي كمية تثير القلق في الأوساط الدولية المعنية بمنع الانتشار النووي.

وأبدى غروسي مخاوفه من غياب الشفافية الإيرانية في المرحلة الحالية، خاصة بعد قرار مجلس الشورى الإيراني بالتصويت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدية قد تعرقل جهود المراقبة الدولية. وأكد غروسي أن الوكالة تحتاج إلى "الوضع الذي يمكنها من التحقق والتأكد مما هو موجود وأين يوجد وماذا حدث بالفعل"، في إشارة مباشرة إلى رفض إيران السماح له بزيارة المواقع المتضررة، وعلى رأسها منشأة فوردو الحساسة.

ويُعد موقف طهران الرافض للتعاون مع الوكالة في هذه المرحلة مؤشرًا مقلقًا حول نواياها المستقبلية بشأن برنامجها النووي، كما يطرح تساؤلات حول مصير الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي بات على شفا الانهيار بعد انسحاب واشنطن منه في وقت سابق وتصاعد سياسة الضغوط القصوى.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي التدهور الحالي في العلاقة بين إيران والوكالة إلى عودة البرنامج النووي الإيراني إلى مسار غير خاضع لأي رقابة، وهو ما يفتح المجال أمام أزمات جديدة في المنطقة، ويعزز من احتمالية نشوب مواجهة أوسع في حال قررت القوى الغربية اتخاذ إجراءات صارمة لإيقاف هذا التصعيد.