أعلنت الإدارة العامة للمرور عن رصد ثلاث حالات تستوجب من السائق التوقف الفوري عن قيادة المركبة، وذلك حرصًا على سلامته وسلامة الآخرين على الطريق، التحذير يأتي في إطار الجهود المستمرة لنشر الوعي المروري وتعزيز الثقافة السلوكية لدى قائدي المركبات في المملكة.
وأكدت الإدارة أن التوقف الفوري في هذه الحالات ليس فقط إجراءً وقائيًا بل إلزام قانوني، ويعد تجاهله مخالفة مرورية صريحة تستوجب المساءلة والغرامة، وقد تعرض حياة السائق أو غيره للخطر في حال الاستمرار بالقيادة تحت تلك الظروف.
الحالة الأولى التي تستدعي التوقف المباشر عن القيادة، تتمثل في تعرّض المركبة لعطل فني يؤثر على قدرتها على السير الآمن، كتعطل المكابح أو انقطاع الكهرباء أو خلل في نظام التوجيه، واستمرار السير في مثل هذه الحالة يشكل تهديدًا فعليًا لمستخدمي الطريق.
أما الحالة الثانية فهي تدهور الوضع الصحي لقائد المركبة أثناء القيادة، مثل الشعور بدوار شديد، أو ضيق تنفس، أو فقدان تركيز، وهي أعراض قد تفقده السيطرة على المركبة. وفي هذه الحالة، يجب التوقف الفوري على جانب الطريق الآمن وطلب المساعدة.
الحالة الثالثة، التي لا تقل خطورة، تتعلق بضعف مستوى الرؤية الناتج عن ظروف الطقس، مثل العواصف الرملية الكثيفة أو الضباب الشديد، والتي تحدّ من قدرة السائق على تقدير المسافات أو رؤية المركبات والعوائق الأخرى على الطريق.
وأشارت الإدارة العامة للمرور إلى أن هذه الحالات قد لا تكون دائمة أو طويلة الأمد، لكن الخطر يكمن في تجاهلها، لأن الثواني المعدودة قد تكون فاصلة بين النجاة والكارثة، خصوصًا على الطرق السريعة التي تتطلب يقظة واستجابة عالية.
في حالات العطل الفني، يُنصح بتشغيل الإشارات التحذيرية فورًا، والتوقف في أقصى الجانب الأيمن من الطريق، مع وضع المثلث العاكس على مسافة مناسبة خلف المركبة، وذلك لتنبيه المركبات القادمة وتفادي الاصطدام.
وفي حال تدهور الحالة الصحية، يجب أن يكون السائق مستعدًا دائمًا للتصرف بحكمة، وأن لا يستهين بأي عرض قد يعيق تركيزه أو يبطئ استجابته، كما ينبغي أن تكون بيانات الطوارئ الشخصية في متناول اليد، تحسبًا لأي طارئ.
أما في حالات ضعف الرؤية، فالقرار الحكيم هو الانتظار حتى تحسن الظروف الجوية، أو القيادة بسرعات منخفضة جدًا إذا كان الطريق يسمح بذلك، مع تشغيل أنوار التنبيه وتجنب التجاوزات أو التبديل المفاجئ للمسارات.
ويؤكد المرور أن قرارات السائق في مثل هذه اللحظات تشكل الفارق الحقيقي بين القيادة المسؤولة والقيادة المتهورة، وأن التوقف الفوري لا يعد فشلًا أو عائقًا بل دلالة على وعي وحرص على الأرواح.
تأتي هذه التوجيهات ضمن خطة شاملة أطلقتها الإدارة مؤخرًا للحد من الحوادث المرتبطة بالإهمال، خاصة تلك الناتجة عن الاستمرار في القيادة رغم المؤشرات التحذيرية التي تظهر على المركبة أو على جسد السائق.
المرور دعا السائقين إلى فحص مركباتهم دوريًا والتأكد من كفاءة الأنظمة الأساسية فيها، مشيرًا إلى أن حالات العطل المفاجئ يمكن تجنبها بنسبة كبيرة من خلال الصيانة الدورية والحرص على سلامة الإطارات والمكابح والأنوار.
ومن جانب آخر، شددت الإدارة على أهمية أن يكون السائق مدركًا لحالته الجسدية قبل القيادة، وعدم التهاون في الأعراض الصحية الطارئة التي قد تظهر بشكل مفاجئ خلال الرحلة، خصوصًا لدى مرضى القلب والسكري والضغط.
وفي ختام البيان، أكدت الإدارة العامة للمرور أن السلامة تبدأ بقرار، وأن السائق هو خط الدفاع الأول عن نفسه والآخرين، وأن الانضباط على الطريق لا يُقاس بسرعة الوصول، بل بسلامة الوصول، والتوقف في الوقت المناسب قد يكون أثمن من إكمال الطريق.