في أجواء صيفية تنبض بالحياة والحيوية، انطلقت فعاليات مهرجان أبها للتسوق في نسخته السادسة والعشرين، ليحمل معه باقة من البرامج والأنشطة التي تستهدف الزوار والمقيمين في منطقة عسير، ويضيف إلى صيف السعودية نكهة ترفيهية وتجارية مميزة.
ويحتضن المهرجان هذا العام أرض المعارض المجاورة لمطار أبها الدولي، ليمنح الزائرين موقعًا استراتيجيًا وسهل الوصول، يتناسب مع طبيعة الفعاليات المتنوعة التي تمتد على مدار 45 يومًا متواصلة، من الرابعة عصرًا حتى منتصف الليل.
ويأتي تنظيم المهرجان في سياق رؤية متكاملة لتعزيز الحراك السياحي والترفيهي في المنطقة، حيث يمثل المهرجان إحدى الركائز الداعمة لتجربة الزوار خلال موسم الصيف، بالتكامل مع المقومات الطبيعية والثقافية لعسير.
ورغم أن عنوان المهرجان هو التسوق، إلا أن طابعه العام يتجاوز ذلك، حيث تشتمل الفعاليات على عروض موسيقية واستعراضية حية، تشارك فيها فرق محلية ودولية، منها فرق سبق أن ظهرت في فعاليات "بوليفارد الرياض"، مما يضفي بُعدًا نوعيًا للحدث.
ويهدف استقدام تلك الفرق الفنية إلى تعزيز عناصر الجذب السياحي، وإثراء البرنامج الترفيهي للزوار، بحيث يتحول المهرجان إلى منصة تجمع بين التسوق والثقافة والترفيه في قالب واحد.
وللعائلات نصيب كبير من الفعاليات، إذ خصصت إدارة المهرجان مدينة ألعاب عالمية تم بناؤها على مساحة تتجاوز 11 ألف متر مربع، لتكون وجهة مثالية للأطفال والشباب والعائلات الباحثة عن التسلية في بيئة آمنة ومجهزة.
ولمحبي الألعاب الإلكترونية، تم تخصيص صالة ضخمة لتحديات البلايستيشن، حيث يجد الشباب والمهتمون بالألعاب الرقمية مساحة للتفاعل والتنافس، ضمن تجربة تقنية حديثة تحاكي تطلعات الجيل الجديد.
كما يضم المهرجان مجموعة من الأركان المتخصصة بمستلزمات الأسرة والمنزل، تعرض فيها منتجات متنوعة تلبي الاحتياجات اليومية، وتشجع على التسوق المحلي والدولي، مما يُعزز البعد الاقتصادي للحدث.
ومن أبرز ملامح المهرجان أيضًا، تنوع الخيارات الغذائية، حيث تتوزع عشرات المطاعم والمقاهي في أنحاء الموقع، مقدمةً نكهات محلية وعالمية تلائم مختلف الأذواق، ضمن أجواء مريحة ومفتوحة تضمن متعة الجلسات.
ولتفعيل التفاعل اليومي مع الجمهور، حرصت إدارة المهرجان بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بأبها على إطلاق برنامج جوائز يومية، تتنوع بين هدايا عينية ومكافآت كبرى يتم الإعلان عنها تدريجيًا خلال أيام المهرجان.
وأوضح المدير العام للمهرجان، إبراهيم الجارالله، أن نسخة هذا العام تكتسب طابعًا دوليًا واضحًا، من خلال مشاركة واسعة من دول متعددة، تقدم تجارب تسوق متميزة عبر أجنحة ثقافية وتجارية متنوعة.
ويضم المهرجان أجنحة تمثل كلًا من: الهند، الصين، الفلبين، المغرب، باكستان، مصر، سوريا، الأردن، الكويت، كينيا، والسنغال، ما يمنح الزوار فرصة للتعرف على منتجات وأساليب حياة من ثقافات مختلفة تحت سقف واحد.
ويُعد هذا التنوع في المشاركة دلالة على التوجه الاستراتيجي لإدارة المهرجان نحو العالمية، مع الحفاظ على الهوية المحلية للمهرجان كفعالية تنبع من قلب أبها وتستقبل العالم بكل ترحاب.
وتعكس النسخة الحالية من مهرجان أبها للتسوق تحولًا في نمط الفعاليات الموسمية التي باتت تركز على التجربة الشاملة، من خلال الجمع بين الترفيه والاقتصاد والثقافة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع السياحي.
ويأمل القائمون على المهرجان أن تسهم هذه الدورة في تعزيز مكانة أبها كوجهة صيفية رائدة في المملكة، خاصة في ظل النمو الكبير في أعداد الزوار وتطور البنية التحتية للمنطقة.
