أعلنت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، عن طرح مزاد إلكتروني جديد للوحات المركبات المميزة عبر منصة "أبشر"، في خطوة تهدف إلى تسهيل إجراءات الحصول على اللوحات المميزة للراغبين من المواطنين والمقيمين داخل المملكة.

المزاد الإلكتروني بدأ فعليًا صباح اليوم ويستمر حتى مساء غدٍ الإثنين الموافق 30 يونيو، وهو ما يتيح للراغبين فرصة التنافس للحصول على لوحات تحمل أرقامًا وحروفًا استثنائية عبر آلية رقمية تضمن الشفافية والسهولة في الإجراءات، دون الحاجة للحضور الشخصي.

وأكدت الإدارة أن المزاد يتم بالكامل عبر منصة "أبشر" التابعة لوزارة الداخلية، والتي أصبحت تمثل بوابة شاملة للخدمات الحكومية الإلكترونية، وتُمكّن الأفراد من إدارة العديد من معاملاتهم الرسمية بسرعة ودقة عالية من خلال خطوات بسيطة لا تتطلب مهارات تقنية متقدمة.

ويُمكن للمستخدمين الدخول على المنصة ثم الانتقال إلى تبويب "خدماتي"، واختيار "المرور"، ومن ثم الدخول إلى خدمة "مزاد اللوحات الإلكتروني"، حيث تُعرض اللوحات المتاحة في المزاد مع تفاصيلها وسعرها الابتدائي، لتبدأ بعدها المنافسة بين المشاركين إلكترونيًا.

وتشهد مثل هذه المزادات إقبالًا كبيرًا من شريحة واسعة من محبي اقتناء اللوحات الفريدة، حيث تُعد اللوحات المميزة وسيلة لتأكيد الهوية أو التميز الاجتماعي أو حتى الاستثمار المستقبلي، خاصة في ظل ارتفاع أسعار بعض اللوحات في المزادات السابقة إلى مبالغ ضخمة.

ومنذ إطلاق خدمة "مزاد اللوحات الإلكتروني"، شهدت المنصة تفاعلًا واسعًا من المستخدمين الذين رأوا في هذه الآلية نقلة نوعية في تعامل الجهات الرسمية مع الخدمات المرورية، حيث كانت الإجراءات في السابق تتطلب مراجعة مكاتب المرور وإجراءات ورقية مطوّلة.

ويأتي هذا المزاد في إطار جهود الإدارة العامة للمرور نحو التحول الرقمي الكامل، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى بناء حكومة رقمية متقدمة تعتمد على تسهيل الخدمات وتسريعها، وتقليل التدخل البشري في إنجاز المعاملات اليومية.

وتُعرض في المزاد لوحات تتضمن تركيبات رقمية وحرفية جذابة، مثل التكرارات أو الحروف المختصرة التي تمثل أسماء أو رموزًا معينة، ما يجعلها هدفًا لمنافسة كبيرة بين المهتمين، وبعضهم من المشاهير أو رجال الأعمال الذين يبحثون عن التميز حتى في تفاصيل مركباتهم.

ويُتوقع أن يشهد مزاد اليوم وغدًا تسجيلًا لأرقام قياسية في المزايدات، خاصة مع قرب نهاية الشهر، واهتمام عدد من هواة اقتناء اللوحات بالدخول في المنافسة، وهو ما يعكس تطور وعي المجتمع تجاه هذه الخدمة وقدرته على التفاعل السريع مع الحلول الإلكترونية.

وتعكس الخطوات الأربع التي حددتها إدارة المرور للمشاركة في المزاد حرص الجهة على تبسيط الإجراءات، حيث أن الدخول إلى المزاد لا يتطلب سوى توفر حساب مفعل على منصة أبشر، إلى جانب وجود وسيلة دفع إلكترونية مثل "مدى" أو "سداد" لضمان إنهاء العملية بنجاح.

كما أتاحت المنصة إمكانية متابعة المزاد لحظيًا، حيث يستطيع كل مشارك رؤية حالة المزايدة وتغير الأسعار بشكل مباشر، مما يعزز من عدالة الفرص ويضمن شفافية كاملة، وهو ما يُعد من أهم المزايا التي تبحث عنها الجهات المنظمة في كل عملية بيع بالمزاد.

ويُعد تنظيم مثل هذه المزادات بشكل دوري أحد أهم مصادر الإيرادات المستحدثة للجهات الحكومية، كما يفتح المجال أمام الأفراد للمشاركة في أنشطة كانت فيما مضى محصورة على النطاق الورقي أو المعاملات التقليدية التي تتطلب الجهد والوقت والانتظار.

ولا يُعد هذا المزاد هو الأول من نوعه، إذ سبق أن نظمت الإدارة العامة للمرور عدة مزادات إلكترونية خلال الأشهر الماضية، حظيت جميعها بمشاركات لافتة وحققت مبيعات بمبالغ لاقت صدى واسعًا على المستويين المحلي والإعلامي، ما شجع الإدارة على تكرار التجربة.

وبحسب مختصين، فإن السوق السعودية للّوحات المميزة يُعد من الأسواق الواعدة، نظرًا لحجم الشريحة المهتمة والقدرة الشرائية العالية، فضلًا عن الطابع الشخصي الذي توليه فئات كثيرة من الناس لموضوع الأرقام والحروف المرتبطة بأسمائهم أو تواريخهم الخاصة.

وتؤكد منصة أبشر أن جميع بيانات المشاركين في المزاد محفوظة وفقًا لأعلى معايير الأمان السيبراني، وأن عمليات البيع والتوثيق تتم إلكترونيًا بشكل فوري، وهو ما يمنح هذه الخدمة مصداقية عالية وثقة متزايدة من جانب المستخدمين في جميع مناطق المملكة.

ويُنتظر أن تعلن الإدارة العامة للمرور مساء غد الإثنين عن أسماء الفائزين باللوحات التي بيعت ضمن المزاد، إضافة إلى المبالغ النهائية التي وصلت إليها بعض اللوحات المميزة، وسط توقعات بأن تتصدر بعض التركيبات اهتمام المتابعين وتحقق أرقامًا قياسية جديدة.

ويُشار إلى أن منصة أبشر تُعد اليوم من أكثر المنصات الحكومية استخدامًا في المملكة، حيث تضم أكثر من 26 مليون مستخدم مسجل، وتوفر مئات الخدمات في مجالات متعددة، ما يجعلها نموذجًا فعّالًا للتحول الرقمي وسرعة الاستجابة لمتطلبات العصر الحديث.

وبهذا المزاد الجديد، تواصل إدارة المرور خطواتها المتسارعة نحو بيئة خدمية إلكترونية شاملة، تستجيب لتطلعات المستخدمين، وتُسهم في تعزيز ثقافة الخدمات الرقمية، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة ومستوى الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية.