لتمكين النساء وتعزيز تجربة الزائرات .. فرص تطوعية جديدة في المسجد النبوي
لتمكين النساء وتعزيز تجربة الزائرات .. فرص تطوعية جديدة في المسجد النبوي
كتب بواسطة: فهد احمد |

أعلنت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد النبوي عن إطلاق مجموعة من الفرص التطوعية النوعية ضمن المسار الإثرائي لخدمة زائرات المسجد، وذلك في إطار سعيها لتعزيز قيم العمل التطوعي، وتمكين المرأة من أداء دور فاعل في أحد أقدس البقاع الإسلامية، بما يعكس روح العطاء ويثري تجربة الزائرات.

وتأتي هذه المبادرة في وقت يتزايد فيه الإقبال على المسجد النبوي من الزائرات من مختلف أنحاء العالم، حيث تسعى الوكالة إلى تقديم تجربة روحية وخدمية متميزة تليق بمكانة المسجد ومكانة الزائرات، وذلك من خلال توفير كوادر تطوعية مؤهلة للمساعدة والإرشاد والتوجيه.

وقد تم طرح هذه الفرص عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي، لتكون متاحة أمام الراغبات في المشاركة من مختلف المناطق، ضمن عدد من المسارات الميدانية والرقمية التي تلبي احتياجات الزائرات وتدعم جهود تنظيم الزيارة النسائية للمسجد النبوي بشكل أفضل.

وتتنوع المهام التي يشملها المسار الإثرائي، حيث تشمل تعريف الزائرات بالشاشات الإلكترونية التفاعلية التي تم تركيبها داخل المسجد، وتقديم المساعدة اللازمة لغير الناطقات بالعربية للاستفادة من هذه الشاشات، خاصة وأنها توفر معلومات بالعديد من اللغات العالمية.

كما يشمل العمل التطوعي تقديم الإرشاد الميداني داخل أروقة المسجد وساحاته، وتوجيه الزائرات إلى مواقع الخدمات النسائية المختلفة، بما في ذلك دورات المياه، مواقع الإفطار، أماكن الصلاة، والخدمات الصحية، ما يسهم في تسهيل تنقل الزائرات داخل المسجد.

ويتم أيضًا تنظيم حركة الدخول والخروج في المواقع التي تشهد كثافة بشرية عالية، من خلال توزيع المتطوعات في النقاط الحيوية للمساعدة على انسيابية الحركة، وضمان راحة الزائرات وسلامتهن، خصوصًا خلال أوقات الذروة في المواسم والمناسبات الدينية.

وتتضمن المبادرة كذلك تقديم الدعم لكبيرات السن وذوات الاحتياجات الخاصة، من خلال المرافقة الشخصية، وتقديم المساعدة في التنقل، والتواصل مع الجهات المعنية داخل المسجد، وذلك بما يضمن شعور الجميع بالراحة والطمأنينة أثناء أداء عباداتهم.

وفي الجانب التوعوي، تساهم المتطوعات في توزيع المطويات والمواد التعريفية التي توضح آداب زيارة المسجد النبوي، وتبيّن بعض الإرشادات العامة للزائرات، ما يساعد في تعزيز الوعي الديني، وترسيخ القيم السلوكية اللائقة بمكانة المسجد النبوي.

وتأتي هذه الجهود ضمن خطة شاملة وضعتها وكالة الشؤون النسائية، بهدف تفعيل منظومة العمل التطوعي النسائي، ورفع مستوى المشاركة المجتمعية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز مساهمة العمل التطوعي في مختلف القطاعات.

وبحسب الوكالة، فإن هذه الفرص لا تقتصر على الجانب الخدمي فقط، بل تمثل فرصة للمتطوعات أنفسهن لخوض تجربة روحانية وإنسانية فريدة في محيط المسجد النبوي، بما يضيف إلى رصيدهن المعرفي والمهاري، ويمنحهن شعورًا عميقًا بأهمية الأثر الذي يتركنه.

ويشهد العمل التطوعي في المسجد النبوي إقبالًا متزايدًا من الفتيات والنساء السعوديات، اللواتي يرغبن في تقديم الخدمة لزائرات المسجد، من منطلق إيماني وإنساني، ولتحقيق طموح شخصي بالمساهمة في خدمة ضيوف الرحمن في بيئة نسائية آمنة ومهيأة.

وتؤكد إدارة المسجد النبوي أن هذه المبادرة تُعد واحدة من عدة خطوات تطويرية لتعزيز جاهزية المسجد في مواسم الحج والعمرة، حيث تسهم جهود المتطوعات في تخفيف الضغط عن الموظفات الرسميات، وإيجاد شراكة مجتمعية تساند الجهات التنظيمية بشكل فاعل.

كما تتيح هذه الفرص مساحة للتمكين المجتمعي، حيث يتم اختيار المتطوعات وفق ضوابط دقيقة تضمن الكفاءة والانضباط، ويتم تزويدهن ببرامج تدريبية مخصصة تهيئهن لأداء المهام المطلوبة بمهنية واحترام لأجواء المسجد ومكانته الدينية.

وتسعى الوكالة عبر هذه المبادرات إلى ترسيخ ثقافة التطوع المؤسسي، وتحقيق الاستدامة في الخدمات النسائية المقدمة في المسجد النبوي، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الزائرات من مختلف الجنسيات، مما يتطلب تعدد اللغات والثقافات داخل الفرق التطوعية.

وتُعد المنصة الوطنية للعمل التطوعي بوابة فعالة لاستقطاب الكفاءات النسائية، حيث توفر معلومات دقيقة عن المهام المطلوبة، ومدتها الزمنية، وآلية التسجيل، مما يضمن مشاركة واعية ومنظمة تسهم في الارتقاء بجودة الخدمات في المسجد.

ويُنتظر أن تُسهم هذه الفرص في استقطاب المزيد من المتطوعات في المستقبل، خاصة من الشابات الجامعيات والخريجات، اللواتي يبحثن عن فرص للاندماج في أنشطة تخدم المجتمع وتمنحهن شعورًا بالعطاء، في وقت يتزايد فيه الاهتمام الرسمي بتعزيز العمل التطوعي.

وتعكس هذه المبادرة رؤية شاملة في إدارة المسجد النبوي، تقوم على تكامل الأدوار بين الكوادر الرسمية والمتطوعات، بما يخلق بيئة نسائية متكاملة تستجيب لحاجة الزائرات من مختلف الخلفيات، وتحقق التميز في تقديم الخدمات داخل ثاني الحرمين الشريفين.