عاد الغموض ليخيّم على مستقبل صفقة المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين في ظل استمرار تعثر المفاوضات بين نادي الهلال السعودي ونادي نابولي الإيطالي، حيث كشفت تقارير صحفية حديثة أن نادي يوفنتوس الإيطالي انضم بشكل رسمي إلى سباق التعاقد مع اللاعب، في خطوة أربكت حسابات النادي السعودي الذي يسعى لتعزيز خط هجومه قبل بداية الموسم الجديد.
وذكر الصحفي الإيطالي الشهير دي ماريزو أن نادي يوفنتوس بات جادًا في مساعيه نحو التعاقد مع أوسيمين، حيث أبدى استعداده الكامل لمناقشة الشروط الشخصية للاعب، مما يعكس توجهًا قويًا من "السيدة العجوز" لاستقطاب المهاجم المتألق الذي خطف الأنظار في الدوري الإيطالي الموسم الماضي.
وكان نادي الهلال قد وضع أوسيمين على رأس قائمة أولوياته في مركز رأس الحربة منذ عدة أشهر، وذلك في محاولة لتعويض الغياب المستمر لمهاجمه الأساسي ألكسندر ميتروفيتش الذي يعاني من إصابات متكررة، تسببت في استبعاده عن التشكيلة الأساسية لفترة طويلة، أبرزها غيابه عن كأس العالم للأندية.
وأشارت مصادر مقربة من إدارة الهلال إلى أن النادي بذل جهودًا مكثفة خلال الفترة الماضية لإقناع نابولي بالتخلي عن اللاعب، مع تقديم عرض مالي كبير يتناسب مع القيمة السوقية لأوسيمين، غير أن دخول يوفنتوس على الخط قد يعقّد مسار الصفقة ويفتح الباب أمام مزايدات جديدة.
ويخوض أوسيمين حاليًا تجربة احترافية مؤقتة في نادي جلطه سراي التركي، حيث تمّت إعارته من نابولي في محاولة لإعادة تأهيله بعد موسم متقلب، إلا أن المهاجم النيجيري أظهر قدراته التهديفية العالية واستعاد بريقه سريعًا، مما جعله محط أنظار كبار أندية أوروبا والشرق الأوسط.
ويرى كثير من المحللين الرياضيين أن الهلال قد يواجه صعوبة متزايدة في الظفر بخدمات أوسيمين، خاصة في ظل قدرة الأندية الأوروبية على تقديم امتيازات تنافسية للاعب، سواء على صعيد البطولات التي يشارك فيها أو البيئة الكروية التي يفضّلها اللاعبون القادمون من أوروبا.
وتزامن تصاعد هذه الأنباء مع استعداد الهلال لمواجهة صعبة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي ضمن منافسات دور الـ 16 من بطولة كأس العالم للأندية، وهي المباراة التي تسلط الأضواء على حاجة الفريق السعودي لتدعيم خط الهجوم بشكل عاجل، لا سيما مع تقلص البدائل الهجومية المتاحة في القائمة الحالية.
ويُعرف أوسيمين بكونه مهاجمًا سريعًا وفعّالًا داخل منطقة الجزاء، وقد ساهم بشكل مؤثر في فوز نابولي بلقب الدوري الإيطالي في موسم 2022-2023، حيث تصدّر قائمة هدافي الفريق وسجّل حضورًا قويًا في المباريات الكبرى، وهو ما جعله هدفًا للعديد من الأندية الباحثة عن رأس حربة من الطراز الرفيع.
وتحاول إدارة الهلال الاستفادة من الدعم المالي الكبير الذي تحظى به الأندية السعودية حاليًا في إطار مشروع تطوير دوري روشن، حيث يتجه مسؤولو النادي إلى رفع العرض المقدم لأوسيمين، مع تقديم حوافز إضافية مثل امتيازات السكن والمعيشة والعقود الإعلانية التي قد تغري اللاعب بالانتقال إلى الدوري السعودي.
ومن جهته، يطمح نادي يوفنتوس إلى بناء خط هجومي جديد يُعيد للفريق هيبته بعد مواسم متواضعة على المستوى الأوروبي، ويبدو أن الإدارة الرياضية في النادي وضعت أوسيمين كعنصر محوري في خططها للموسم المقبل، خاصة بعد رحيل عدد من اللاعبين البارزين في الهجوم خلال فترة الانتقالات الماضية.
وتعكس المنافسة المحتدمة على أوسيمين مكانته البارزة في سوق الانتقالات، حيث يُعد من بين أغلى اللاعبين في مركزه على مستوى القارة الأوروبية، كما يتمتع بسيرة ذاتية قوية على مستوى الأندية والمنتخب النيجيري، مما يعزز من قيمته في أعين الأندية الراغبة بضمه.
ولا تزال إدارة الهلال تراقب الوضع عن كثب، وسط تحركات لإيجاد بدائل هجومية مناسبة في حال تعذر التعاقد مع أوسيمين، إلا أن المصادر تشير إلى أن النادي لم يفقد الأمل بعد، ويعمل في أكثر من اتجاه لإيجاد حلول تضمن تدعيم الهجوم بلاعب قوي خلال الميركاتو الصيفي.
وتتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى تطورات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، في وقت تشير فيه بعض التقارير إلى أن نابولي يفضّل بيع اللاعب نهائيًا لتحقيق عائد مالي مرتفع، بينما يوفنتوس يسعى إلى إقناع اللاعب أولًا ومن ثم تقديم عرض رسمي مناسب للنادي الإيطالي.
وتُعد هذه التطورات امتدادًا لسلسلة من الصفقات التي تسعى الأندية السعودية لإبرامها ضمن استراتيجيتها لرفع جودة التنافس في الدوري المحلي، وتقديم أسماء لامعة تعزز من الحضور الجماهيري والاهتمام الإعلامي بالدوري الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في المواسم الأخيرة.
وفي المقابل، لا يبدو أن اللاعب قد حسم قراره بعد، حيث تشير بعض المصادر القريبة منه إلى أنه يدرس الخيارات المطروحة بعناية، مع إعطاء أولوية للمشروع الرياضي والفرص المستقبلية التي تضمن له الاستمرار في الواجهة، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في مستقبل أوسيمين، إذ إن دخول يوفنتوس قد يكون نقطة تحول في مصير الصفقة، مما يضع إدارة الهلال أمام تحدٍ جديد في سعيها إلى التوقيع مع نجم عالمي يعزز خط المقدمة ويعوض غياب ميتروفيتش، قبل انطلاق الموسم الجديد بكامل زخمه.