فلومينينسي في مرمى المفاجأة .. خطة إنزاجي السرية تُربك الحسابات.
فلومينينسي في مرمى المفاجأة .. خطة إنزاجي السرية تُربك الحسابات
كتب بواسطة: احمد باشا |

يتواصل التركيز الإعلامي والرياضي حول المواجهة المنتظرة التي تجمع بين نادي الهلال السعودي ونظيره فلومينينسي البرازيلي ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث تتجه الأنظار إلى ملعب «كامبينج وورلد» في مدينة أورلاندو الأمريكية مساء يوم الجمعة المقبل في لقاء يعد من أقوى مباريات البطولة.

وتشير تقارير إعلامية متطابقة إلى أن المدير الفني الإيطالي لنادي الهلال، سيموني إنزاجي، يجهز مفاجأة فنية جديدة في التشكيلة والخطة التكتيكية التي سيعتمدها أمام الفريق البرازيلي، في محاولة لاستثمار الزخم المعنوي والبدني الذي يعيشه الفريق بعد انتصاره التاريخي على مانشستر سيتي الإنجليزي في الدور السابق.

وأكدت المصادر أن إنزاجي بدأ فعليًا في دراسة أسلوب لعب فلومينينسي بشكل دقيق، مع تحليل نقاط القوة والضعف في تشكيلته الأساسية والبديلة، تمهيدًا لاختيار الخطة الأمثل التي تسمح للهلال بمواصلة تقدمه في البطولة العالمية، وتحقيق إنجاز غير مسبوق للنادي والكرة السعودية.

وتشير المؤشرات إلى احتمالية إدخال تغييرات فنية طفيفة في وسط الميدان وخط الهجوم، مع الحفاظ على الهيكل الدفاعي الذي قدم أداءً مميزًا أمام بطل أوروبا، حيث يتطلع إنزاجي إلى مجاراة المهارة البرازيلية دون التفريط في التوازن الدفاعي.

وكان الهلال قد تأهل إلى هذا الدور بعد أن قدّم واحدة من أقوى مبارياته في السنوات الأخيرة، حين تفوق على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3، في مواجهة مثيرة شهدت تقلبات درامية وحسمها نجوم الزعيم بتركيز عالٍ وأداء جماعي استثنائي، ما جعل الفريق يحظى بإشادة عالمية من وسائل الإعلام والمحللين.

ومن المقرر أن تنطلق صافرة بداية المباراة عند الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة، والساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت أبوظبي، في أجواء يتوقع أن تكون مشحونة بالحماس والحضور الجماهيري الكبير، خاصة مع مشاركة أحد أبرز أندية آسيا ضد فريق من النخبة البرازيلية.

وتكتسب المواجهة طابعًا خاصًا بسبب التاريخ الكروي للبرازيل، الذي يمنح فلومينينسي الأفضلية في المهارات الفنية والقدرة على التحكم بإيقاع المباراة، إلا أن الهلال بدوره يمتلك عناصر خبرة قادرة على قلب موازين اللعب في أي لحظة، مما يجعل المباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات.

ويعتبر إنزاجي من المدربين المعروفين بمرونتهم التكتيكية، وقدرته على إعداد الخطط وفقًا لنوعية الخصم، وقد سبق له أن خاض مواجهات كبيرة في أوروبا مع أندية كبرى، مما يجعله مرشحًا لتقديم قراءة دقيقة للقاء وتحديد المساحات التي يمكن استغلالها لصالح الهلال.

ويدخل الهلال اللقاء مدفوعًا بثقة الانتصار الأخير وروح المجموعة التي أظهرت تماسكًا ملحوظًا تحت الضغط، لا سيما في الدقائق الحاسمة من مواجهة السيتي، حيث تمكن الفريق من الحفاظ على تقدمه رغم العودة المتكررة للخصم، وهو ما يعكس نضجًا ذهنيًا وتطورًا في شخصية الفريق على المستوى الدولي.

وعلى الرغم من أن التحدي أمام فلومينينسي يختلف في طبيعته عن مواجهة فريق إنجليزي مثل مانشستر سيتي، إلا أن الهلال يملك القدرة على مجاراة المدرسة اللاتينية، خصوصًا أن لاعبيه باتوا أكثر خبرة في التعامل مع المباريات القارية والدولية عالية المستوى.

ويُنتظر أن يعتمد الفريق البرازيلي على أسلوب هجومي يعتمد على التمريرات القصيرة والاختراق من العمق، وهو ما يدفع الجهاز الفني للهلال إلى دراسة خيارات تكتيكية لإغلاق المساحات وإجبار الخصم على اللعب في مناطق أقل فاعلية، مع الاعتماد على المرتدات المنظمة لضرب دفاعاته.

ويسعى الهلال من خلال هذه المشاركة إلى تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في بلوغ نصف نهائي كأس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن كان قد اقترب من تحقيق ذلك في نسخ سابقة، مما يعكس حجم الطموح المتزايد لدى الفريق وإدارته في اعتلاء منصات التتويج القارية والدولية.

وتعكس التحضيرات الفنية الحالية جدية الهلال في الاستعداد للمباراة، حيث يواصل اللاعبون تدريباتهم اليومية بإشراف مباشر من الطاقم الفني والطبي، وسط التزام عالٍ من قبل الجميع، بهدف الوصول إلى أعلى جاهزية بدنية وفنية قبل صافرة البداية.

ولا تقتصر التطلعات الهلالية على المستوى الفني فحسب، بل يمتد الطموح إلى تسجيل حضور قوي للكرة السعودية في المحفل العالمي، وإبراز تقدم الأندية المحلية على مستوى التنظيم والأداء، بما يعزز من مكانة الدوري السعودي كأحد الدوريات الصاعدة على الساحة الكروية.

ومن المنتظر أن تحظى المواجهة بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة على المستويين المحلي والدولي، في ظل الحضور القوي للهلال في البطولة، والاهتمام المتزايد من المشجعين والمحللين بمسيرته تحت قيادة إنزاجي، الذي يسعى بدوره لكتابة فصل جديد من النجاح في مشواره التدريبي.

وتبدو كل العوامل مهيأة لمباراة مثيرة، عنوانها الصراع التكتيكي بين مدرستين كرويتين مختلفتين، ورغبة مشتركة في التأهل إلى نصف النهائي، في أمسية كروية تعد بأن تكون واحدة من أقوى ليالي كأس العالم للأندية، وسط ترقب لما ستحمله خطة إنزاجي من مفاجآت داخل المستطيل الأخضر.