تصريحات لاجامي تثير الجدل
تصريحات لاجامي تثير الجدل.. 49 مليون ريال في خزينة الهلال بعد المشاركة العالمية
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في مفاجأة اقتصادية رياضية لافتة، تمكن نادي الهلال السعودي من حصد مبلغ مالي ضخم بلغ 49 مليون ريال سعودي، نظير مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة، وهو العائد الأكبر في تاريخ النادي من هذه البطولة حتى الآن، وبرز اسم المدافع علي لاجامي في واجهة الأحداث، بعد تصريحات مثيرة أطلقها عقب نهاية مشاركة الفريق.

وجاء هذا المبلغ الكبير نتيجة وصول الهلال إلى مراحل متقدمة في البطولة، إلى جانب الجوائز المخصصة للأندية المشاركة، والتي تقدمها "فيفا" كحوافز مالية نظير الأداء والمراكز المحققة، وقد شكل هذا العائد دفعة قوية للإدارة الهلالية التي تسعى لتحقيق التوازن المالي دون المساس بالقوة التنافسية للفريق.

وتُعد مشاركة الهلال في نسخة هذا العام من مونديال الأندية واحدة من الأنجح على الإطلاق، سواء على المستوى الفني أو الاقتصادي، إذ استفاد النادي من التغطية الإعلامية العالمية، والجماهيرية الكبيرة التي رافقت مبارياته، خصوصًا في المواجهة المرتقبة مع فلومينينسي البرازيلي.

ولم تخلُ المشاركة من الجدل، إذ أثارت تصريحات المدافع الدولي علي لاجامي موجة من التفاعل على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، حيث أشار في حديثه إلى أن بعض اللاعبين السعوديين يعانون من عدم التقدير، رغم تفوقهم في الأداء على محترفين أجانب يتقاضون أضعاف رواتبهم.

وقال لاجامي: "نحن نقدم كل ما لدينا، ونقاتل من أجل النادي والمنتخب، لكن في بعض الأحيان لا يُمنح اللاعب المحلي التقدير الذي يستحقه، وهذا يجب أن يتغير قريبًا"، وجاءت هذه التصريحات بعد الأداء القوي الذي ظهر به خلال مباريات الهلال في البطولة.

واعتبر متابعون أن تصريحات لاجامي تحمل بُعدًا نقديًا ضمنيًا للسياسات المالية داخل الأندية السعودية، والتي تميل إلى منح المحترفين الأجانب عقودًا ضخمة، فيما يُطلب من اللاعبين المحليين إثبات جدارتهم باستمرار للحصول على حقوق مماثلة.

وعلى الرغم من الجدل المثار، فإن الإدارة الهلالية بدت في حالة رضا تام عن نتائج المشاركة، لا سيما مع تحقيق مكاسب مالية غير مسبوقة، تمثلت في الجوائز والمكافآت والرعاية والإعلانات، فضلاً عن الترويج العالمي للعلامة التجارية للنادي.

وأوضح مصدر داخل النادي أن جزءًا من العائدات المالية سيتم تخصيصه لتطوير البنية التحتية، بينما سيُستخدم جزء آخر لدعم عقود بعض اللاعبين المحليين، في خطوة لرفع الروح المعنوية وتحفيزهم على الاستمرار بنفس المستوى العالي من الالتزام والأداء.

وتأتي هذه المكافآت في وقت حساس، حيث تستعد الإدارة لإبرام صفقات جديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية، ما يعني أن وجود سيولة مالية بهذا الحجم سيُسهم في تحسين شروط التفاوض وجذب لاعبين مميزين دون إرهاق الميزانية العامة للنادي.

وشدد محللون على أهمية استثمار هذا الإنجاز الاقتصادي في تطوير الفريق على المدى الطويل، سواء عبر تعزيز قاعدة الفئات السنية، أو التوسع في مجالات التسويق والعلامة التجارية، وهي مجالات تشهد اهتمامًا متزايدًا من الأندية الكبرى حول العالم.

وتفتح هذه التجربة الناجحة بابًا واسعًا أمام الأندية السعودية الأخرى للتركيز على الأبعاد الاقتصادية للمشاركات الخارجية، وعدم الاكتفاء بالأداء الفني فقط، إذ بات الجانب المالي عنصرًا أساسيًا في بناء فرق قوية ومستدامة على المدى البعيد.

ويُحسب للهلال تحقيق هذا العائد رغم المنافسة القوية التي شهدتها البطولة، حيث واجه أندية تملك تاريخًا عريقًا وميزانيات ضخمة، ومع ذلك استطاع أن يترك بصمته بقوة في المنافسة العالمية، ويعزز من مكانة الكرة السعودية على الخارطة الدولية.

ويعد الهلال من أكثر الأندية السعودية مشاركة في البطولات العالمية، وسبق أن وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية في نسخة 2022، مما أكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع البطولات الكبرى، سواء على المستوى الفني أو التنظيمي والإداري.

وتأتي تصريحات لاجامي في نهاية المشاركة لتعيد تسليط الضوء على ضرورة إعادة النظر في آليات التوازن المالي داخل الأندية، خاصة في ظل التوجه الرسمي نحو تعزيز الكفاءة المالية وتوطين الأداء الرياضي، كأحد أهداف رؤية السعودية 2030.