تشهد الأيام الجارية حالة من الترقب بشأن مستقبل المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي الإيطالي، في ظل الغموض المتزايد حول مصيره خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، حيث دخل اللاعب دائرة اهتمام عدد من الأندية، وعلى رأسها نادي الهلال السعودي، الذي يسعى لتدعيم صفوفه بصفقة هجومية من العيار الثقيل استعدادًا للموسم المقبل.
وبحسب ما أوردته صحيفة "كوريري ديلو سبورت" الإيطالية، فإن نادي نابولي قرر استدعاء أوسيمين إلى المعسكر التحضيري للموسم الجديد، رغم استمرار التكهنات حول رحيله، في إشارة واضحة إلى رغبة النادي في حسم الملف بأسرع وقت ممكن وعدم الانتظار حتى الأيام الأخيرة من الميركاتو الصيفي.
وقد فاجأ اللاعب النيجيري، الذي يقضي إجازته الصيفية في الوقت الحالي، الجميع بقرار غريب وغير معتاد، حيث قطع جميع وسائل الاتصال المتاحة، ورفض مناقشة أي تفاصيل متعلقة بمستقبله الكروي، سواء مع النادي أو وكلاء الأندية المهتمة بالحصول على خدماته، مما أثار موجة من التساؤلات بشأن الخطوة المقبلة في مسيرته.
وأوضحت الصحيفة أن أوسيمين أبلغ محيطه المقرب بعدم الحديث في أي عروض أو مفاوضات حتى تاريخ 10 يوليو الجاري، وهو ما يدل على أنه يريد أخذ فترة من الراحة التامة قبل اتخاذ أي قرار نهائي، في ظل الضغوط المتزايدة من الأندية الراغبة في ضمه وعلى رأسها الهلال السعودي، الذي يضع الصفقة كأولوية قصوى خلال سوق الانتقالات الصيفي.
وتسابق إدارة الهلال الزمن للتوصل إلى اتفاق رسمي مع نابولي من أجل التعاقد مع أوسيمين، مستغلة وجود شرط جزائي في عقد اللاعب تبلغ قيمته 75 مليون يورو، يسري فقط على الأندية غير الإيطالية، وهو ما يمنح أندية دوري روشن فرصة ذهبية لحسم الصفقة قبل انتهاء المهلة المحددة لهذا البند في 15 يوليو الجاري.
ويبدو أن نابولي يراهن على عامل الوقت في هذه المرحلة، حيث من المقرر أن يخضع اللاعب للفحوصات الطبية في مركز النادي بكاستل فولتورنو في اليوم نفسه الذي ينتهي فيه بند الشرط الجزائي، مما يعني أن الإدارة تأمل في إغلاق ملف أوسيمين إما بالتجديد أو البيع، قبل دخول الموسم الجديد بشكل رسمي.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن رحيله، فإن اللاعب سيلتحق بالمعسكر التحضيري لنابولي تحت قيادة المدرب الجديد أنطونيو كونتي، والذي يبدأ يوم 17 يوليو في ديمارو، حيث يسعى كونتي إلى تشكيل فريق قادر على المنافسة محليًا وأوروبيًا، ويُعد بقاء أوسيمين جزءًا مهمًا من هذه الخطة الفنية.
ويُشار إلى أن أوسيمين، البالغ من العمر 25 عامًا، قدم مستويات مبهرة خلال المواسم الماضية مع نابولي، حيث قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإيطالي في الموسم قبل الماضي بعد غياب طويل، وسجل عددًا كبيرًا من الأهداف الحاسمة، ليصبح من أبرز المهاجمين على مستوى أوروبا، ويجذب أنظار كبرى الأندية.
ولا تزال إدارة نابولي، رغم قرارها باستدعاء اللاعب، تترقب التطورات القادمة بحذر، خاصة أن سوق الانتقالات الحالي يشهد تحركات مالية ضخمة من أندية الدوري السعودي، حيث أبدت فرق مثل الهلال والنصر والاتحاد استعدادًا لتمويل صفقات ضخمة في إطار خططها لبناء فرق تنافس عالميًا.
وحتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي من اللاعب أو وكيله بشأن المفاوضات الجارية، مما يزيد من غموض الموقف، ويجعل كل الاحتمالات واردة، سواء بالبقاء في إيطاليا أو خوض تجربة جديدة في دوري مختلف، قد يكون فيه أوسيمين الواجهة الأبرز لمشروع كروي ضخم.
ولا تبدو إدارة نابولي متحمسة لفكرة التخلي عن مهاجمها الأول دون مقابل يتناسب مع إمكانياته، لكنها في الوقت ذاته تدرك أن رفض اللاعب الانخراط في المفاوضات قد يعقّد الأمور، ويدفع النادي لقبول عرض مناسب في الأيام القليلة القادمة قبل أن يفقد ميزة وجود الشرط الجزائي.
ويمتلك فيكتور أوسيمين، الذي انتقل إلى نابولي في صيف 2020 قادمًا من ليل الفرنسي، سجلًا تهديفيًا مميزًا جعله من بين أغلى اللاعبين في الدوري الإيطالي، وتُقدر قيمته السوقية بأكثر من 100 مليون يورو، مما يمنحه قوة تفاوضية كبيرة في اختيار وجهته المقبلة.
ويسعى النادي الإيطالي بدوره لإيجاد بدائل هجومية مناسبة تحسبًا لرحيل اللاعب، وسط تقارير عن اهتمامه ببعض الأسماء الصاعدة في أوروبا، إلا أن القرار النهائي لا يزال معلقًا، بانتظار ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة من مفاوضات وتحركات محتملة.
وتتجه الأنظار حاليًا إلى موعد 10 يوليو، وهو التاريخ الذي حدده اللاعب لنفسه لبدء مناقشة مستقبله، ليبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، في وقت يواصل فيه الهلال السعودي سعيه لتوجيه ضربة قوية في سوق الانتقالات من خلال ضم مهاجم بحجم أوسيمين.
وفي حال نجاح الصفقة، سيكون ذلك تحولًا كبيرًا في مسار اللاعب ومسيرة النادي السعودي على حد سواء، بينما في حال بقائه، سيتعين على نابولي تقديم مشروع فني وإداري مقنع للاحتفاظ بأحد أبرز نجومه أمام إغراءات مالية لا يمكن تجاهلها.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في ملف أوسيمين، وسط ترقب إعلامي وجماهيري واسع، لما سيحمله هذا المسلسل الكروي من نهاية قد تغيّر معادلات عدة داخل أوروبا وخارجها، وتعيد رسم خريطة النجوم في الدوريات الكبرى.