ودّع نادي الهلال السعودي منافسات كأس العالم للأندية 2025 مبكرًا، بعد خسارته أمام نادي فلومينينسي البرازيلي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في مباراة أقيمت ضمن الدور ربع النهائي، وسط خيبة أمل جماهيرية كبيرة، وتفاعلات واسعة من إعلاميين ومشجعين على حد سواء.
وكان الهلال الذي دخل البطولة بصفته أحد ممثلي البلد المستضيف، يطمح لتكرار إنجازاته القارية والدولية السابقة، لكنه اصطدم بمنافس صعب، وتمكن فلومينينسي من حسم اللقاء لصالحه، ليضع حدًا لمسيرة "الزعيم" في أول نسخة مونديالية تُقام بمشاركة 32 فريقًا.
وقد شهدت المباراة أداءً متوازنًا في بعض فتراتها، لكن الكلمة العليا كانت للفريق البرازيلي، الذي استغل بعض الهفوات الدفاعية، وسجّل هدفين أظهرا فارق الفعالية الهجومية، بينما لم يُفلح الهلال في ترجمة الفرص القليلة التي أُتيحت له إلى أهداف تقلب النتيجة.
وكان الإعلامي الرياضي محمد الدويش من أبرز المعلقين على هذه الخسارة، إذ كتب في حسابه عبر منصة "إكس": "للأسف لم نتجاوز المفاجأة، سيعود الهلال أو فريق سعودي آخر ويخرجنا منها إن شاء الله، مازلنا في البداية، القادم أفضل"، في رسالة حملت مزيجًا من النقد والتفاؤل.
وقد عكس حديث الدويش إحساسًا عامًا لدى شريحة من الجمهور، التي اعتبرت الخروج المبكر مفاجئًا وغير متوقع، بالنظر إلى الإمكانات التي يملكها الهلال، من لاعبين ومدرب وجهاز إداري على مستوى عالٍ، إلى جانب الدعم الكبير الذي يحظى به النادي على الصعيد المحلي.
ويُعد هذا الظهور هو الأول للهلال في نسخة موسعة من كأس العالم للأندية، والتي تشهد مشاركة 32 فريقًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، مما جعل التوقعات بشأن أداء ممثلي الكرة السعودية تتجاوز حدود المنافسة التقليدية، وصولًا إلى الحلم بتحقيق اللقب.
ورغم أن الهلال سبق له اللعب في نسخ سابقة من البطولة العالمية، إلا أن التحديات كانت أكبر هذه المرة، بسبب نظام البطولة الجديد، وزيادة عدد المباريات، ووجود فرق قوية من مختلف القارات، مما ضاعف الضغط على الفريق السعودي في ظهوره الجديد.
وشكّل الخروج من الدور ربع النهائي خيبة أمل لجماهير الهلال، التي كانت تأمل في وصول الفريق إلى أدوار متقدمة، خاصة مع الاستعدادات المكثفة، والتعاقدات الكبيرة التي أجراها النادي خلال الموسم، والتي رفعت من سقف الطموحات والتوقعات.
وقد حظيت خسارة الهلال بتفاعل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من طالب بمراجعة فنية شاملة، ومن دعا إلى التمسك بالدعم والثقة بالفريق، معتبراً أن التجربة الحالية يمكن أن تشكل حافزًا للعودة بشكل أقوى في المستقبل.
ويرى محللون أن الهلال دخل المباراة أمام فلومينينسي بتركيبة متوازنة، لكنه لم يتمكن من فرض أسلوبه في معظم فترات اللقاء، فيما أظهر الفريق البرازيلي تفوقًا من حيث استغلال المساحات، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، ما شكل ضغطًا مستمرًا على الدفاع الهلالي.
وفي المقابل، ظهرت بعض النقاط الإيجابية في أداء الهلال، أبرزها الثقة العالية لبعض اللاعبين الشباب، واستمرارهم في القتال حتى اللحظة الأخيرة، وهو ما أكسب الفريق احترام الخصوم، رغم النتيجة المخيبة، بحسب تعليقات بعض المحللين الفنيين.
ويطرح الخروج المبكر من البطولة تساؤلات عدة حول مدى جاهزية الفرق السعودية لمقارعة عمالقة الأندية العالمية، في ظل التحديات التي ترافق الانتقال من المنافسة الإقليمية إلى الساحة الدولية، والتي تحتاج إلى تجهيزات ذهنية وفنية مختلفة كليًا.
ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه الرياضة السعودية تحولًا كبيرًا، من خلال دعم حكومي واسع لتطوير القطاع الرياضي، واستقطاب أبرز الأسماء العالمية، فضلاً عن احتضان المملكة للعديد من الفعاليات الرياضية الكبرى على مدار الأعوام المقبلة.
وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن مشاركة الهلال، رغم نهايتها المبكرة، تُعد تجربة مفيدة، وتضع حجر الأساس لبناء جيل قادر على المنافسة على المستوى الدولي، خصوصًا مع وجود الطموح والدعم والقدرات الفنية التي يمكن تطويرها والاستفادة منها.
كما تفتح هذه النتيجة المجال أمام إدارة الهلال لإجراء مراجعة شاملة لمسار الفريق، وتقييم الجوانب الفنية والإدارية، من أجل تعزيز الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، سواء على الصعيد المحلي أو الآسيوي أو العالمي.
وفي الوقت الذي استقرت فيه خيبة الأمل على الوجوه، لا يزال الأمل معقودًا على مستقبل الفرق السعودية، التي ستحظى بفرص أكبر في السنوات القادمة، خاصة أن المملكة تستضيف النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية، مما يمنح الأندية فرصة جديدة لإثبات الذات.
وبين طموحات جماهير الهلال، وتحديات البطولات الكبرى، يبدو أن طريق العودة لن يكون سهلاً، لكنه ممكن، فالتجارب الصعبة تُشكل الدافع الأكبر للفرق الكبيرة للنهضة من جديد، واستعادة بريقها في المحافل الكبرى.