أنهى خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تعاملات الأسبوع الماضي على مكاسب إيجابية حيث ارتفع برنت بنسبة 0.8% مقارنة بسعر تسوية الجمعة السابقة ليسجل بذلك أداءً أسبوعيًا صاعدًا رغم الضغوط السعرية اليومية التي شهدها السوق.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة بلغت نحو 1.5% على مدار الأسبوع في وقت أظهرت فيه البيانات استمرار التذبذب في أسعار النفط وسط توقعات متباينة بشأن مستقبل الإمدادات العالمية والطلب خلال الربع الثالث من العام.
لكن على الرغم من هذه المكاسب الأسبوعية شهدت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا خلال جلسة الجمعة حيث انخفضت بمقدار 50 سنتًا أي ما يعادل 0.7% ليستقر سعر البرميل عند 68.30 دولار في ختام التداولات اليومية.
وسجل خام غرب تكساس الأمريكي أيضًا تراجعًا مماثلًا خلال نفس الجلسة بواقع 50 سنتًا أو بنسبة 0.75% ليغلق عند مستوى 66.50 دولار للبرميل بعد تعاملات اتسمت بالحذر وترقب التطورات المرتبطة بالإمدادات الدولية.
وجاء هذا التراجع المحدود في الأسعار ضمن تعاملات خفيفة نسبيًا تزامنًا مع عطلة رسمية في الولايات المتحدة أثرت على حجم التداول في الأسواق العالمية وخفضت من معدلات السيولة المعتادة في نهاية الأسبوع.
وتتجه الأنظار في الوقت الحالي إلى اجتماع تحالف أوبك بلس المنتظر عقده يوم السبت حيث يتوقع المراقبون أن يُعلن خلاله عن قرارات مصيرية بشأن مستقبل الإنتاج وحجم الإمدادات التي سيتم طرحها في الأسواق خلال الشهر المقبل.
ويترقب المستثمرون باهتمام كبير ما إذا كانت دول التحالف وعلى رأسها السعودية وروسيا ستتخذ خطوات فعلية لزيادة الإنتاج استجابة لتحسّن الطلب العالمي وتراجع المخزون في بعض الأسواق الكبرى خلال الأسابيع الماضية.
وكانت بعض التصريحات الأولية من مسؤولين داخل التحالف قد ألمحت إلى احتمالية التوجه نحو رفع تدريجي في معدلات الإنتاج خاصة مع استقرار الأسعار فوق مستويات الدعم الفنية في معظم جلسات الشهر الماضي.
ويأتي هذا في وقت تواجه فيه السوق ضغوطًا مزدوجة بين توقعات بارتفاع الإنتاج من جهة وتخوفات من تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي من جهة أخرى وهو ما قد يُضعف الطلب على الطاقة في المدى المتوسط.
ويحاول تحالف أوبك بلس الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب عبر آلية مرنة تُراعي المتغيرات الاقتصادية العالمية والتقلبات الجيوسياسية التي باتت تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على أسعار الخام.
ويرى محللون أن أي قرار بزيادة الإنتاج قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على الأسعار ما لم يقابله نمو حقيقي في الطلب خاصة في أسواق آسيا وأوروبا التي تمثل المحرك الرئيسي للطلب العالمي على النفط الخام.
في المقابل ترى بعض الجهات أن استمرار مستويات الطلب القوية في الولايات المتحدة والصين خلال موسم الصيف قد يُعزز من قدرة السوق على استيعاب أي زيادات إنتاجية دون أن تتعرض الأسعار لهبوط حاد.
ومن الجدير بالذكر أن أسعار النفط قد شهدت تذبذبًا كبيرًا خلال الأسابيع الماضية مدفوعة بتقارير متباينة عن معدلات النمو في كبرى الاقتصادات فضلًا عن الأزمات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الرئيسية.
وفي حال تبنّى التحالف سياسة أكثر تحفظًا قد تبقى الأسعار ضمن نطاقات ضيقة لحين اتضاح الصورة الكاملة بشأن مستويات الطلب الحقيقي خلال الأشهر المقبلة ومدى استجابة الأسواق لمستجدات الإنتاج.
ويبقى مستقبل السوق رهينًا بقرارات أوبك بلس والمواقف التي سيتخذها المنتجون الكبار في المرحلة القادمة في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة وتوقعات متغيرة حول نمو الاقتصاد العالمي.