شهدت سوق الأسهم السعودية حالة من الاستقرار النسبي في بداية تعاملات جلسة الإثنين حيث حافظ المؤشر العام على توازنه وسط تباين في أداء القطاعات المدرجة وهدوء نسبي في حركة السيولة.
واستقر مؤشر "تاسي" عند مستويات قريبة من الإغلاق السابق متأثراً بعمليات شراء انتقائية من المستثمرين مقابل ضغوط بيعية محدودة شملت أسهماً في قطاعات حيوية مثل البنوك والطاقة.
ورغم غياب الزخم القوي في التداولات إلا أن السوق حافظت على مسارها الأفقي مدعومة بترقب المستثمرين لنتائج أعمال الشركات للربع الثاني التي بدأت تظهر تباعاً هذا الأسبوع.
وشهدت الجلسة تذبذباً محدوداً في الأداء حيث تراوح المؤشر بين صعود طفيف وهبوط بسيط دون أن يسجل تحركات حادة مما يعكس حذر المتعاملين وتريثهم قبل اتخاذ قرارات استثمارية مؤثرة.
وكان قطاع المواد الأساسية من بين أبرز الداعمين لاستقرار المؤشر في ظل ارتفاع أسهم شركات كبرى في هذا القطاع وسط تفاؤل بتحسن هوامش الربحية مع تراجع تكاليف الإنتاج عالمياً.
في المقابل تعرضت بعض أسهم قطاع البنوك لضغوط بيع بعد موجة صعود قوية في الجلسات السابقة مما دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح وتسييل مراكزهم تحسباً لتغيرات في أسعار الفائدة.
وسجلت السيولة المتداولة مستويات متوسطة مقارنة بالفترات الماضية إذ بلغ إجمالي التداولات حتى منتصف الجلسة قرابة 4 مليارات ريال موزعة على أكثر من 170 مليون سهم.
وجاءت معظم التداولات من مستثمرين أفراد مع ميل واضح نحو الترقب وانتظار نتائج أكبر الشركات المؤثرة في السوق مثل "أرامكو" و"سابك" و"الراجحي" التي لم تعلن بياناتها بعد.
ويُنظر إلى هذا الاستقرار على أنه إيجابي في ظل استمرار حالة التذبذب في الأسواق العالمية وتأثيرها على معنويات المستثمرين المحليين خصوصاً مع قرب صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة.
وتترقب الأسواق إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن توجهات السياسة النقدية المقبلة والتي سيكون لها انعكاسات مباشرة على أسواق المال في المنطقة خاصة فيما يتعلق باتجاهات الفائدة.
ويرى محللون أن استمرار السوق في هذا المسار الهادئ يعكس نضجاً في سلوك المتعاملين الذين باتوا أكثر انتقائية في قراراتهم وأقل تأثراً بالمضاربات قصيرة الأجل والتقلبات الخارجية.
وأوضح بعض المتخصصين أن الربع الثالث من العام قد يشهد أداءً أكثر وضوحاً مع استكمال إفصاحات الشركات ومراجعة التوزيعات المتوقعة وهو ما قد يعيد الزخم للسوق تدريجياً.
وعلى صعيد الشركات الأكثر تداولاً فقد حافظت أسهم "أكوا باور" و"معادن" و"أرامكو السعودية" على نشاطها اللافت رغم تباين أدائها ما بين صعود وهبوط طفيف على مدار الجلسة.
أما مؤشر السوق الموازية "نمو" فقد سجل أداءً إيجابياً نسبياً مدفوعاً بمكاسب في بعض أسهم الشركات الناشئة التي اجتذبت اهتمام شريحة من المستثمرين الباحثين عن فرص نمو سريعة.
وبشكل عام تبقى التوقعات إيجابية على المدى المتوسط بحسب تقديرات بيوت الاستثمار التي تراهن على تعافي الاقتصاد السعودي وارتفاع الإنفاق الاستثماري ضمن رؤية المملكة 2030.
في الوقت ذاته لا تزال عوامل خارجية مثل أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل توجهات السوق ما يستدعي بقاء المستثمرين في حالة متابعة مستمرة للمستجدات.