شددت وزارة الحج والعمرة على أهمية التحلّي بالسكينة والرفق أثناء أداء مناسك العمرة مؤكدة أن العمرة ليست مجرد مجموعة من الشعائر بل تجربة إيمانية عميقة تتطلب التأني والهدوء واحترام من حولك في كل خطوة.
وجاءت هذه الرسالة ضمن حملة توعوية أطلقتها الوزارة عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي تهدف إلى تعزيز السلوك الإيماني لدى المعتمرين ورفع مستوى الوعي بأهمية الأخلاق أثناء أداء النسك.
وأكدت الوزارة أن الهدوء والسكينة من أبرز ما يُظهر روح العمرة الحقيقية التي تعتمد على الطمأنينة والتفرغ للعبادة لا على التزاحم أو الاستعجال أو إثارة الفوضى داخل الحرم والمناطق المحيطة به.
ودعت المعتمرين إلى تجنّب الزحام والتدافع خاصة عند مداخل ومخارج الحرم ومواقع الطواف والسعي محذّرة من السلوكيات التي قد تؤثر على سلامة الآخرين أو تُحدث فوضى تعيق حركة الطائفين والمصلين.
كما شددت على ضرورة تقديم الأولوية لكبار السن والمرضى وأصحاب الحاجات الخاصة في كافة المواقع والمواقف بما يعكس روح التراحم والإيثار التي يجب أن يتحلى بها كل معتمر في هذا المقام المبارك.
وأوصت الوزارة بالتعامل بود واحترام مع جميع الموجودين سواء من الزوار أو العاملين أو رجال الأمن والإرشاد معتبرة أن حسن الخلق هو بوابة القبول الروحي للعمرة قبل أن يكون سلوكًا اجتماعيًا مطلوبًا.
وقالت الوزارة إن العمرة رحلة صبر ويقين وليست مناسبة للاستعجال أو المشاحنات بل لحظة صفاء بين العبد وربه تتحقق بالسكينة وتُترجم إلى سلوك عملي في احترام الآخرين والتعاون مع التعليمات التنظيمية.
ودعت المعتمرين إلى الالتزام بالإرشادات والتعليمات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة في الحرم الشريف سواء تلك المتعلقة بالحركة أو الأوقات أو المسارات المعتمدة للطواف والسعي والخروج.
كما طالبتهم بالتعاون الكامل مع فرق الإرشاد والتوجيه المنتشرة في أروقة الحرم وساحاته لتقديم المساعدة والإجابة عن الاستفسارات وإرشاد التائهين فضلًا عن تنظيم المسارات وتوزيع الحشود.
وأكدت الوزارة أن تعاون الجميع هو الضمان الوحيد لتحقيق مقاصد العمرة الروحية والعقدية والتي تتمثل في الخشوع والتقرب لله وليس في إنهاء المناسك بسرعة أو التفاخر بأدائها.
وأوضحت أن الحرم المكي مكان يجمع الملايين من المعتمرين والزوار يوميًا ما يتطلب سلوكًا مسؤولًا يتجنب الأذى والازدحام ويضع في الاعتبار راحة الآخرين وسلامتهم وحقهم في العبادة.
وبيّنت أن من أعظم ما يمكن أن يُظهر المعتمر صدق نيته هو التزامه بالصبر في كل مرحلة من المناسك بدءًا من الدخول حتى الانتهاء من الطواف والسعي والمغادرة بنفس الروح الهادئة.
وأكدت أن المواقف اليومية التي يمر بها المعتمر تُعد اختبارًا عمليًا لتجسيد القيم الإسلامية في حسن الخلق والإيثار والتسامح وأن هذا هو جوهر العبادة الذي يجب أن يُستشعر في كل لحظة.
وختمت الوزارة رسالتها بالتأكيد على أن رضا الله لا يتحقق بكثرة الخطوات بل بصفاء النية وحسن التعامل والسكينة والتعاون وأن العمرة التي تخرج منها بذكر طيب وسلوك حسن هي العمرة المقبولة بإذن الله.