أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق الخريطة التفاعلية الخاصة بالمسجد النبوي الشريف، والتي تهدف إلى تسهيل حركة الزوار والمصلين داخل أروقة المسجد وساحاته ومرافقه المختلفة، بما يضمن تجربة عبادة أكثر سلاسة وتنظيمًا لكل من يقصد هذا المكان المقدس.
وتُعد هذه الخريطة الرقمية خطوة مهمة ضمن مساعي الهيئة للارتقاء بالخدمات المقدمة لقاصدي المسجد النبوي، حيث تم تصميمها لتوفر واجهة استخدام سهلة ودقيقة تساعد الزوار في الوصول إلى مواقع الخدمات الأساسية كمصليات النساء ومرافق الوضوء والمصاعد ومداخل ذوي الإعاقة بشكل فوري وسلس.
وتُظهر الخريطة تفاصيل دقيقة لمخطط المسجد النبوي من الداخل، بما يشمل أروقته وممراته ومسارات الحركة، كما تعرض بشكل تفاعلي مواقع السلالم والمصاعد، ومناطق الصلاة المخصصة، ومراكز الإرشاد، ونقاط الخدمات الطبية والطوارئ، مما يسهل على الزائرين التخطيط لتحركاتهم داخل المسجد.
وتسهم الخريطة التفاعلية في تنظيم تدفق الحشود ورفع كفاءة إدارة الحشود داخل المسجد، خاصة خلال مواسم الذروة كرمضان والحج، حيث تُمكّن المستخدم من تتبع موقعه داخل المسجد ومعرفة أقرب المسارات نحو الموقع الذي يرغب في الوصول إليه دون عناء.
وتندرج هذه المبادرة ضمن باقة من الخدمات الرقمية التي أطلقتها الهيئة مؤخرًا في سبيل تعزيز التحول الرقمي في الحرمين الشريفين، حيث تعتمد الخريطة على تقنيات ذكية تدعم اللغة العربية والإنجليزية وتتكيف مع مختلف أجهزة الهواتف الذكية لتقديم تجربة مريحة وشاملة.
وأكدت الهيئة أن تطوير هذه الخدمة جاء بعد دراسة ميدانية لحاجات الزوار والمصلين، واستنادًا إلى التجارب السابقة التي أظهرت حاجة ماسة لأدوات تقنية تساعد في الإرشاد المكاني داخل المسجد النبوي، خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت إلى أن استخدام الخريطة لا يتطلب تحميل أي تطبيق خاص، حيث يمكن الاستفادة منها مباشرة عبر متصفح الإنترنت من خلال رابط مخصص يوفر تجربة سلسة دون الحاجة إلى تسجيل أو إعدادات معقدة، مما يجعلها متاحة لجميع فئات الزوار دون استثناء.
ودعت الهيئة جميع زوار المسجد النبوي إلى استخدام الخريطة التفاعلية والاستفادة من مزاياها، مؤكدة أن فرق الدعم الفني جاهزة للتعامل مع أي استفسارات أو صعوبات قد تواجه المستخدمين خلال تجربتهم الرقمية داخل المسجد.
وتأمل الهيئة أن تسهم هذه الخدمة في تقليل حالات فقدان الاتجاهات داخل المسجد، وتخفيف الضغط على موظفي التوجيه والإرشاد المنتشرين في الساحات، من خلال تمكين كل زائر من التفاعل ذاتيًا مع موقعه داخل المسجد وتحديد مساراته بسهولة.
وبيّنت الهيئة أن هذه المبادرة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تدعو إلى تسخير التقنية في خدمة ضيوف الرحمن وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، بما يعكس اهتمام الدولة بتوفير أقصى درجات الراحة لزوار الحرمين الشريفين.
وتهدف الهيئة من خلال هذه الخطوة إلى بناء بيئة عبادية متكاملة تعتمد على الحلول الرقمية الحديثة، وتراعي في الوقت ذاته الخصوصية الدينية والروحية للمكان، من خلال الحفاظ على جو الهدوء والسكينة الذي يميز المسجد النبوي.
وأوضحت أن الخريطة سيتم تطويرها وتحديثها بشكل مستمر لتشمل مزيدًا من التفاصيل والمرافق الجديدة التي قد تُضاف مستقبلًا، كما تعمل على إدخال تقنيات تحديد المواقع بدقة أكبر لتقديم إرشادات آنية تعزز من كفاءة الحركة داخل المسجد.
وتعد هذه الخدمة من أبرز المشروعات التي تنفذها الهيئة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافية، حيث يُتوقع أن تسهم في إحداث نقلة نوعية في طريقة تفاعل الزائر مع المسجد ومرافقه، بما يعزز التجربة الروحانية للزائرين.
وأكدت الهيئة التزامها بمواصلة الابتكار وتقديم أفضل الحلول التقنية التي ترتقي بخدمات الحرمين الشريفين، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إطلاق المزيد من المبادرات التي تسهم في تسهيل الوصول إلى مختلف المرافق والخدمات داخل المسجد النبوي.